قنديل: يقدّم للقارئ المعرفة والثقافة… بسلاسة
على هامش فعاليات اليوم الأخير من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب بدورته الواحدة والستّين، أقيمت ندوة حول كتاب «دردشات صباحية» للأمين الياس عشّي، برعاية «دار فكر للأبحاث والنشر»، تحدّث فيها رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، إلى جانب عشّي. وذلك بحضور عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور خليل خير الله، منفّذ عام الطلبة الجامعيين في بيروت بسّام جعفر، المدير الإداري لجريدة «البناء» زياد الحاج، ومدير التحرير المسؤول رمزي عبد الخالق، إضافةً إلى جمعٍ من القوميين والمدعوّين والأصدقاء.
أدارت الندوة نوّار رحموني، قائلةً إنّ «مؤسّسة فكر» لم تتوانَ عن المشاركة في معرض بيروت للكتاب خلال السنوات كلّها، إيماناً منها بأنّ المجتمع معرفة والمعرفة قوّة كما علّمنا المفكّر المؤسّس أنطون سعاده.
من ناحيته، لفت قنديل إلى أنه لا يحبّذ في المبدأ جمع مقالات ونشرها مجدّداً في كتاب، إلا أنّ الأمر مختلف ومقبول مع كتاب «دردشات صباحية»، الذي يشبه فنجان القهوة، ويضمّ مجموعة مقالات ليست بمطوّلات.
أضاف قنديل: إنّ الكاتب تطرّق في مقالاته إلى عدد من المواضيع، أهمّها العقيدة السورية القومية الاجتماعية، انتفاضة الحجارة، الموقف ممّا يجري في سورية، الشعر وفيروز وغير ذلك من مواضيع ثقافية ومعرفية متقنة وهادفة. واستطاع من خلال ما تطرّق اليه أن يقدّم للقارئ ثقافة ومعرفة… بسلاسة.
أمّا عشّي فقال: تحت سقف هذا المعرض تتعدّد الآراء، وتتصارع، فتتكرّس مقولة الجاحظ «مذاكرة الرجال تلقح الألباب». ثم بين جدارية من هنا، وأخرى من هناك، يؤكّد المؤلّفون الكتّاب حضورهم عبر ما قاله عنهم الجاحظ أيضاً: «…لأنّ كلّ من التقط كتاباً جامعاً، وباباً من أمهات العلم مجموعاً، كان له غنمه، وعلى مؤلّفه غرمه».
هكذا، وبعفوية لافتة، يفرض الكتاب في هذا المعرض شخصيته غير آبه بأولئك الذين يدّعون أنّ عصر الكتاب الورقي قد انتهى، وأنّ المستقبل للثورة الرقمية وحدها.
منذ ثلاث سنوات، ومع كلّ صياح ديك، وُلدت «دردشات صباحية»، ورسمت خطوطاً واضحة لشخصيتها، ومن هذه الخطوط: أن تحمل كثيراً من المعاني في قليل من الألفاظ. وأن تتعدّد عناوينها، وتنتقل بالقارئ من الأدب إلى السياسة إلى الفكر إلى النادرة، حتى إذا شعر بالتعب ارتاح في عينيّ الحبيبة التي أهديت لها دردشاتي. وأن تكون، بعناوينها كلّها، حاضنة للفكر الفلسفي الاجتماعي العقائدي الممنهج الذي نادى به سعاده، واستشهد من أجله.
وتابع: ومن الخطوط أيضاً، أن تحترم حرّية الآخر، لأنّنا في التعدّد نحقّق أولاً إنسانيتنا، وثانياً شعورنا بالانتماء إلى أمّة لها من الحضارة قرون.
ثمّ شكر الحضور على المشاركة في هذا الحفل الثقافي، وحيّا «البناء» بكلّ طواقمها، «التي كانت كالقابلة تنتظر كلّ مساء دردشتي، فتقطع سرّتها، وتتبنّاها، وتسقطها في مكانها، مراعية حقّي في حرّية التعبير».
كما وجّه عشّي شكره لقنديل «الذي رغم مسؤولياته المتعدّدة، رحّب بالمشاركة في حفل توقيع هذه الدردشات».
وبعد شكره «دار فكر»، قرأ عشّي بعضاً ممّا جاء في «دردشات صباحيّة».