التحكيم … علّة لا دواء لها والقيّمون ينادون: نحن لها
إبراهيم وزنه
مع انتهاء كلّ مرحلة من مراحل الدوري اللبناني لكرة القدم، لطالما سمعنا الاعتراضات على التحكيم والحكّام من مسؤولي الأندية، تارةً يعقد رئيس الفريق الفلاني مؤتمراً صحافياً وأخرى يصدر الفريق المظلوم بياناً تحذيرياً يسهب في شرح ما لحقه، وفي معظم الأحيان تأتي التصريحات على جنبات المباريات حافلة بعبارات التعجّب وفيض الاستنكارات بحقّ الصافرات الصفراء … والتي غالباً ما تكون قاتلة وليست عادلة.
وكأنّه لا يكفي ما ترتكبه أنفاس الحكّام وأهواؤهم من مجازر تحكيمية، فتأتي جلسة التقييم والمحاسبة من دون لا توجيه ولا إرشاد ولا تحذير لما قد يحصل في المقبل من المراحل، وصدقاً، أخطاء الحكّام في الملعب أقلّ ضرراً على اللعبة والأندية من أخطاء الممسكين بإدارتها وقراراتها لجنة الحكّام . لذا، وحيال ما لمسناه في الفترة الأخيرة من إيقافات عشوائية وتعيينات مناطقية لا منطقية، سنعمل على سرد بعض المعطيات من الناحية التحكيمية، علماً بأن الاتحاد الكروي قد لوّح بالإيقاف لكل من تسوّل له نفسه من الاداريين أو المدرّبين أو اللاعبين بانتقاد أداء الحكّام:
ـ تمّ إيقاف عدد من الحكّام بطريقة عشوائية، وفي دواعي الإيقاف الاعتباطي تجلّى الجهل واضحاً، فالحكم المساعد يرتكب الأخطاء ليدفع ثمنها الحكم الرئيسي، وهذا موثّق في الإعادات التلفزيونية، وهذا افتراء صارخ من المساعد على سيّد الملعب.
ـ تعيين حكّام لقيادة مباراتين أو ثلاثة ضمن الأسبوع الواحد مقابل حرمان البعض من قيادة المباريات، وهذا التدبير التأديبي الضاغط مادياً، لا بدّ أن ينعكس مزيداً من السلبية. عقاب بعيد عن الحكمة!
ـ الارتباك والحيرة في تبليغ الحكّام، حتى صارت الأمور بمثابة حزازير، فتأمّلوا أن يطلب من الحكّام البقاء في وضعيّة «ستاندباي»، تحسّباً لأيّ طارئ، والبعض منهم لا يعرف فيما لو كان اسمه على لائحة المعاقبين.
ـ مسايرة بعض طلبات وتمنّيات رؤساء الأندية، وعدم الردّ على آخرين، ومؤخّراً ولتغليب دفّة الفريق الفلاني على حساب خصمه الجنوبي تمّ تعيين حكمَي التماس من أقارب رئيس النادي، وعائلتهم تشهد على ما نقول.
للأسف، أخطاء بالجملة تُرتكب، والقيّمون لغاية اليوم لم يلتزموا بمضمون الوصية الإلهيّة «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، بالإضافة إلى أخطاء عدّة مردّها إلى أنّ المسؤولين عن إدارة لجنة الحكّام لم يسبق لهم أن قادوا مباريات لا في صغرهم ولا في كبرهم ولا حتى لعبوا كرة القدم، وفوتبول بدّو يمشي … ومرحبا تطوير!