«العنف ضدّ المرأة»… لوحات تشكيليّة في خان أسعد باشا
اختتمت جمعية «الندى التنموية» نشاطاتها في حملة «16 يوماً لمناهضة العنف ضدّ المرأة»، بمعرض فنّي تشكيليّ شارك فيه عدد من الأشخاص، معظمهم من المستفيدين والمستفيدات من خدمات الجمعية، قدّموا 171 لوحة عبّرت عن مختلف أشكال العنف الذي يمكن أن تتعرّض له المرأة.
وجسّد المشاركون في المعرض من هواة ومحترفين في لوحاتهم قضية العنف ضدّ المرأة عبر أساليب ومدارس فنّية متنوّعة، شكّلت رسالة بصرية تناغمت مع خصوصية المكان الذي أقيم فيه المعرض، وهو خان أسعد باشا في دمشق القديمة.
وفي تصريح صحافيّ، قالت منسّقة برنامج مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في الجمعية غفران النوفي، إنّ المعرض يقام تحت عنوان «لا تترك أحداً وراءك» في ختام نشاطات حملة «16 يوماً لمناهضة العنف ضدّ المرأة» التي بدأت في 25 تشرين الثاني الماضي واستمرّت حتى 10 كانون الأوّل الحالي، حيث جسّدت مواضيع اللوحات ظواهر اجتماعية سلبية منها التحرّش الجنسي والعنف الجسدي، إضافة إلى الزواج المبكر والاتجار بالأشخاص، وحياة المراهقة والعنف ضدّ المرأة، وعادات وتقاليد تحرم المرأة حقوقَها.
وأوضحت النوفي أنّ الجمعية قدّمت نشاطات مختلفة خلال أيام الحملة منها التوعوية والثقافية في مركزَي الصبورة والغزلانية التابعين لها، إضافة إلى نشاط خاص لطالبات المدارس تحت عنوان «جعل التعليم آمناً للجميع»، حيث تم التوجه إلى مدارس الفتيات في منطقة دمّر عبر محاضرات توعية بمخاطر العنف وطرق مواجهته والحماية منه، والتعريف بالمراكز التي تقدّم خدماتها لحالات العنف.
من جانبها، اعتبرت نور جحا مديرة المشروع التشاركي الذي تقيمه الجمعية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن اختيار الفنّ أحد نشاطات الحملة لخصوصيته في استقطاب الأشخاص بشكل أسرع وتركه الأثر المطلوب في الذاكرة. مبيّنة أن الجمعية عبر المشروع الذي بدأ عام 2011 أطلقت عدة برامج منها مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وآخر لحماية الطفل. إضافة إلى أنشطة وبرامج لتمكين الأشخاص، لا سيّما النساء من الأسر المهجّرة عبر دورات تدريب وتأهيل مهنيّ وتعليميّ، فضلاً عن نشاطات الجمعية الأخرى في كفالة الأيتام وطالبي العلم.
وبحسب الفنان التشكيلي أحمد كمال أحد متطوّعي الجمعية والمشرف على المعرض، فإنه تم اختيار اللوحات المناسبة لتكون رسالة يقدّمها الفنّ لتسليط الضوء على قضية اجتماعية هامّة مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، لا سيّما تجاه النساء. لذلك جاءت مواضيع اللوحات مختلفة ركّزت على الفكرة والموضوع بشكل أكبر من التقنية الفنية للرسم.
وأكد عدد من المشاركين في المعرض دور الفنّ في خدمة القضايا الاجتماعية والإشارة إليها وطرحها بأساليب مختلفة عبر رسائل بسيطة تواكب النشاطات التقليدية الأخرى. حيث أشارت حميدة عارف السيد خرّيجة كلّية الفنون الجميلة إلى أنّها اختارت اللونين الأسود والأبيض لتقدّم لوحة تتحدّث عن العنف ضدّ المرأة بوصفها كائناً حسّاساً، وذلك بشكل رمزيّ اختصرته باللون الأسود للدلالة على الظلم والعنف.
وشاركت رنا طعاني خرّيجة فنون جميلة بأربع لوحات عبّرت فيها عن مواقف المرأة تجاه العنف الذي يقع عليها، تارة بالصراخ والغضب وطوراً بالصمت والصراع الداخلي، ما يترك أثراً سلبياً على الأسرة والمجتمع. موضحةً أنّ المرأة بحاجة إلى دعم الجميع لتجاوز حالات العنف الذي قد تتعرّض له.
وجاءت لوحة آمنة زدن لتعبّر كما بيّنت عن العنف الذي فرض على المرأة في ظل الحرب الإرهابية التي تتعرّض لها سورية، حيث عمل الإرهابيون على استغلالها بشتّى الطرق لتكون عرضة لمختلف أنواع العنف. مشيرةً إلى دور المجتمع في الوقوف إلى جانب المرأة الناجية من العنف.
يذكر أنّ جمعية «الندى التنموية» أُسّست عام 2005، وتقدّم خدمات تعليمية ومهنية وصحّية لمختلف الفئات.