«اللقاء الوطني» حيّا موقفَي عون وباسيل: لانتفاضة فلسطينية شاملة في وجه الاحتلال
استعرض اللقاء الوطني في اجتماعه الدوري، في منزل النائب السابق عبد الرحيم مراد، وبرئاسته، التطوّرات التي رافقت إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها.
ودعا المجتمعون، في بيان إزاء القرار الحاقد وما رافقه من تداعيات ومواقف، الفلسطينيين إلى إطلاق انتفاضة شاملة في وجه الاحتلال، مشيراً إلى أنّه «في زمن سقطت فيه أصوات المعالجات الدبلوماسية والاعتراف بالواقع المفروض وأنصاف الحلول والاتفاقات المذلّة، آن الأوان من أجل عمل عربي وإسلامي مشترك يحافظ على ما تبقّى من ماء وجه الأمّة».
أضاف: «إنّ قرار ترامب برهن مرة أخرى أنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تكون ولا يمكن لها أن تكون راعياً لسلام حقيقي يحفظ الحقوق ويصون الهويّة والكرامة الوطنية، إذ إنّها الراعية الأولى للإرهاب الذي تمارسه الدولة الصهيونية بحقّ الشعب الفلسطيني الأعزل. والرئيس الأميركي بقراره هذا وجّه إهانة لملايين العرب المسلمين والمسيحيين، وأساء إلى مشاعرهم ومقدّساتهم وللحق الإنساني وللشرعة الدولية لحقوق الإنسان».
واعتبر اللقاء، أنّ «القرار الرئاسي الأميركي باطل على كلّ المستويات القانونية والإنسانية والقومية والدينية، وهو لن يغيّر من واقع التاريخ ولا من عروبة فلسطين وقدسيّتها لدى العرب المسلمين والمسيحيين على حدّ سواء، فضلاً على أنّ القدس وفلسطين هي أرض محتلة ويجب أن تعود إلى أصحابها الشرعيّين من بحرها إلى نهرها، وأنّه لا توجد مشروعيّة لوجود الكيان الصهيوني المحتلّ كي تكون له عاصمة، فلا يحق لمن لا يملك أن يعطي حقاً لمن لا يستحق».
ورأى أنّ هذا «الوعد الأميركي، الذي يذكّرنا بوعد بلفور المشؤوم، يؤكّد أنّ الحقبات الاستعمارية كانت تستهدف الأمّة بهويّتها ووحدتها لتجعلها مناطق مستباحة ومشرعة لنهجها الاستعماري، وهي تعمل بشكل حثيث لتحقيق الأحلام الصهيونية المزعومة وفي طليعتها قيام «إسرائيل» الكبرى، التي تشكّل تحدّياً حضارياً يقتضي أن تتوحّد في مواجهته الأمّة».
وأسف أن «لا يكون مؤتمر قمّة التعاون الإسلامي الذي انعقد في إسطنبول على مستوى هذا الحدث الكبير لأهم قضية إنسانية. فبدل أن يواجه الاحتلال الصهيوني للقدس والقرارات الأميركية الجائرة، شرّع احتلال القدس الغربية، وهو أمر يجافي الحقيقة والحق الوطني للفلسطينيين».
وحيّا شعبنا الفلسطيني البطل المنتفض في وجه الاحتلال الصهيوني، كما توجّه بالتحية لكلّ الشعوب العربية والإسلامية الحرّة والشعوب الصديقة التي وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني، رافضةً للقرار الأميركي الجائر.
كما ثمّن اللقاء الموقف اللبناني الرسمي والشعبي والروحي، وأشاد بموقفَي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل على موقفيهما «اللذين أعطيا التزاماً صادقاً بهويّة القدس في القمّة المنعقدة في تركيا، وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ومقرّرات القمّة الروحية التي انعقدت في بكركي».
ودعا اللقاء إلى متابعة الأنشطة والتحرّكات الشعبية في مختلف دول العالم، وتنفيذ مقرّرات القمم العربية السابقة المتعلّقة بقطع العلاقة مع أيّ دولة تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وتنقل سفارتها إليها.
من جهةٍ أخرى، زار مراد مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، يرافقه مستشاره هشام طبارة.
وأوضح مراد أنّ اللقاء «دار حول مجموعة من الأمور، وعلى رأس هذه الأمور الجريمة الكبيرة بحقّ فلسطين في ما يتعلّق بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، ربما تكون هذه ضارّة نافعة إذا ما استفدنا منها، وبالتالي يتحرّك الرأي العام العربي بتظاهرات يعبّر فيها عن رأيه بهذا الموضوع، وتحرّك الأنظمة العربية أيضاً لتحمّل مسؤولياتها في ما يتعلّق بهذا الأمر على أقلّ تقدير، لا تقف هذه الأنظمة مكتوفة الأيدي، ربما يكون ليس مؤتمر قمّة استثنائي، بل مؤتمر مفتوح حتى يتمّ التراجع عن القرار الأميركي السيّئ ولجنة القدس في المغرب أيضاً من المفروض أن يكون عندها اجتماع مفتوح لمتابعة هذه القضية، واتخاذ مواقف من أميركا مقابل قرارها الجائر».
أضاف: «المطلوب على أقلّ تقدير وبالحدّ الأدنى، في لبنان مثلاً، أن تُستدعى وتبلّغ السفيرة الأميركية استنكارنا لهذا الموضوع، وبعض الدول العربية الثانية».
وأشار مراد إلى أنّه أكّد لدريان «أنّ انعقاد قمّة إسلامية – مسيحية في بكركي لمتابعة الوضع المتعلّق بالقدس هو خطوة مهمّة في وحدة موقف رؤساء الطوائف لدعم القضية الفلسطينية وللتضامن مع المقدسيّين وللتأكيد أنّ القدس عاصمة فلسطين المحتلّة، ونقدّر تقديراً عالياً ونجلّ ونحترم مواقفهم ومؤازرتهم للشعب الفلسطيني، وبيان القمّة الروحية الإسلامية المسيحية يعبّر عن وجدان وضمير كلّ اللبنانيين».