الانتفاضة مستمرة ضدّ قرار ترامب.. الاحتلال يعتقل 16 فلسطينياً خلال اقتحامه قرى ومدناً عدّة في الضفة الغربية

كشف إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لحماس، أمس، عن مسارات إسقاط قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصفقة القرن.

وأضاف هنيّة، في خطابه الذي ألقاه في مهرجان حركة حماس الـ30 المُقام في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة: «هناك ثلاثة مسارات لإسقاط قرار ترامب وصفقة القرن: تحقيق الوحدة الفلسطينية، وبناء تحالفات قوية على مستوى المنطقة، والاستمرار بالانتفاضة».

وأشار إلى أنّ خروج الحشود لإحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس هو دليل على أنّها امتداد طبيعي لمشروع المقاومة والصمود في فلسطين، قائلاً: «هذا الحشد الوطني العظيم يؤكّد أنّ الشعب كان ولا زال وسيبقى متمسّكاً بالقدس».

وأوضح: «نحيّي جماهير شعبنا بالقدس والضفة وغزة والـ48 والشتات، وكلّ أبناء الأمّة الثائرة وأحرار العالم، الذين لبّوا النداء من أجل القدس والهويّة والشرف»، لافتاً إلى أنّ قرار ترامب أعاد قضية القدس إلى الصدارة، بعد أن خُيّل لبعض الأشخاص أنّ قضية فلسطين تراجعت. لم تتراجع رغم ما يحدث في المنطقة، وهذا هو الانتصار الحقيقي.

وتابع: «لأوّل مرة في التاريخ المعاصر، العالم كلّه في كفّة وترامب ونتنياهو في كفّة أخرى. هذا دليل على تصدّع الإدارة الأميركية، وأنّ الاحتلال الإسرائيلي تراجع أكثر من أيّ وقت مضى».

وأضاف: «رأينا موقف الاتحاد الأوروبي، كيف تعامل مع نتنياهو الذي رفض أن تكون القدس عاصمة لـ»إسرائيل». الأمّة ترى في حماس عنواناً طاهراً نقيّاً يحمل لواء الجهاد، ويمثّل الأمّة في تحرير قدسها وأقصاها وكلّ فلسطين».

من جهتها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنّ انطلاقة حماس شكّلت نقلة نوعيّة للنضال الفلسطيني مع فصائل المقاومة.

وأكّد جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، في كلمة نيابةً عن القوى والفصائل الفلسطينية، أنّ حماس قدّمت منذ انطلاقتها خيرة قادتها الشهداء في خدمة الأهداف التحرّرية، مؤكّداً أنّ حماس كانت دوماً تمتلك القدرة على تجديد دمائها وبناء ذاتها.

وفي رسالته إلى الحركة قال مزهر: «واصلوا هجوم المصالحة وتمسّكوا باتفاقياتها وسنواجه معاً أيّ محاولات لتعطيلها، ونحن في القوى الوطنية شكّلنا لجنة وطنية لمتابعة ومراقبة تنفيذ اتفاق المصالحة، ولن نسمح بالتراجع عنها».

وأكّد مزهر، أنّ الشعب الفلسطيني يعيش لحظات سياسية مفصليّة ومصيريّة في الساحة الفلسطينية، مبيّناً أنّ مهرجان حماس يتزامن مع حراك قومي ووطني تمسّكاً بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، مؤكّداً أنّ قرار ترامب بشأن القدس يؤكّد عداء الولايات المتحدة للشعب الفلسطيني.

وفي السياق، قال القيادي في حركة «حماس»، إسماعيل رضوان، في الذكرى الثلاثين لانطلاق الحركة، إنّ «لدى المقاومة من القوة والإبداع ما يمكنها أن تكسر كلّ معادلات الاحتلال».

ونقلت وكالة «معا» عن القيادي رضوان، قوله إنّ حركة «حماس» معنيّة أن تسير الانتفاضة في هذه المرحلة بإطارها الشعبي المقاوم، ومتمسّكة بكلّ «أشكال المقاومة الشعبية لهذا المحتلّ حتى لا تنحرف البوصلة عن اتجاه الانتفاضة في الداخل والخارج، وكلّ الخيارات متاحة للشعب الفلسطيني حسب زمان ومكان وتقدير المرحلة».

هذا، وتشارك الجوقة العسكرية لـ»كتائب القسّام» للمرة الأولى في مهرجان الانطلاقة الثلاثين لحركة حماس.

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال أنّ السلطات قرّرت إغلاق معبرَي «كرم أبو سالم»، و»إيرز» الواقعين على الحدود بين الكيان الاستيطاني وقطاع غزة، اعتباراً من أمس.

وقال الناطق بِاسم جيش العدو أفيخاي أدرعي، إنّ السلطات قرّرت إغلاق معبر «كرم أبو سالم» للبضائع» ومعبر «إيرز» بيت حانون للأشخاص، وذلك في أعقاب الأحداث الأمنيّة الأخيرة.

وتحيط بغزة 7 معابر حدودية، منها 6 تصلها مع الكيان الاستيطاني، وأغلقت الأخيرة 4 منها تجارية ، عقب سيطرة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على غزة، صيف 2007.

إلى ذلك، شنّت قوات الاحتلال حملات مداهمة واعتقالات ضدّ مدنيين.

وأُصيب عدد من الفلسطينيين خلال قمع قوات الاحتلال أمس مظاهرة احتجاجية على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، بالقرب من بلدتَي سبسطية والناقورة شمال نابلس بالضفة الغربية.

وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إنّ قوات الاحتلال الموجودة على حاجز «شافي شمرون» أطلقت بشكلٍ كثيف قنابل الغاز السامّ والمسيل للدموع والرصاص المعدني تجاه المتظاهرين، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم.

وأضاف عازم: «إنّ مواجهات اندلعت بين طلبة المدارس وجنود الاحتلال في قرية بورين جنوب نابلس، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحيّ والمطاطي وقنابل الغاز على الطلبة».

في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 16 فلسطينياً خلال اقتحامها قرى ومدن عدّة في الضفة الغربية.

من جانبٍ آخر، وفي إطار الفعاليات المستمرة الرافضة لإعلان ترامب، نفّذت المنظّمات الشعبية والاجتماعية وعدد غفير من أبناء الجالية العربية والفلسطينية في الإكوادور وقفة تضامنيّة نصرة للقدس، انطلقت من أمام السفارة الفلسطينية.

وسلّم المشاركون رسالة دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة لإعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، مؤكّدين حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلّة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

بدورها، شاركت أحزاب تشيلية في عدّة مظاهرات نظّمت في العاصمة سانتياغو، بدعوة من المؤسّسات والفعاليات التشيلية والفلسطينية تنديداً بقرار ترامب حول القدس.

كما شهد جنوب أفريقيا مظاهرة احتجاجية شارك فيها آلاف المناصرين للشعب الفلسطيني ضدّ قرار ترامب، ودعماً لفلسطين والقدس.

وتوجّه المتظاهرون إلى مقرّ البرلمان حاملين الأعلام الفلسطينية ويافطات مندّدة بالقرار وبالاحتلال وممارساته، ومردّدين هتافات تنادي بحرية فلسطين وحق شعبها في الحرية والاستقلال.

من جانبه، جدّد الحزب الشيوعي المورافي التشيكي موقفه الرافض لقرار ترامب حول القدس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى