قراءة علي زيتون في رواية «أحبّها ولكن» للروائية مهى خير بك
د. ميراي أبو حمدان
مناقشاً رواية «أحبّها ولكن» للروائية الدكتورة مها خير بك، استهلّ الدكتور علي زيتون مقاربته الأدبية في تكريس دور الروائية في التعليم الجامعي، والكتابة الإبداعية، والنقد البنّاء.
وقد عدّ الدكتور علي عنوان الرواية دلالة على فعل احتمالي يمكنه أن يكون قد أقام علاقة بين ذكر وأنثى، أو بين انثيين، ولا شكّ في أنّ كلتي العلاقتين ليستا متشابهتين. إذ يعيش المتلقي صراع هذه الاحتمالية، فيواجه الفرضيات المتعدّدة بانتظار أحداث المتن، وتسلسل الأحداث. وهذا الكلام بحسب زيتون يقوم بعملية التشويق التي هي تقنية حكمت الرواية ردحاً طويلاً حتى تجاوزتها إلى بنائية تراكمية تقوم على سببية نفسية، أو تاريخية، أو اجتماعية.
وأضاف الناقد أنّ جملة «أحبّها» الخبرية، لا تثير سؤال جنس الفاعل فحسب، بل تتعدّى «فائدة الخبر» إلى الأزمة أيضاً، «خصوصاً أنّ الاستدراك بلكن يتعدّى إلى تلك الجملة الخبرية، فيفتحها على احتمالات كثيرة». هنا يدخل المتلقي في دائرة التساؤلات، وسط غموض تشويقي وتحفيزي. ما الذي يجعل من حبّ جميل أمراً غير قابل للتحقّق؟ ما الذي يعطّله؟ وما الذي يجعله منغّصاً؟ إذ تعود أحداث هذه القصّة إلى مآسي الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان في ربيع عام 1975، حين التقت «نور» المحبوبة مع شقيقها التوأم «ميشال» بعد انفصالهما عن بعضهما بسبب الحرب اللبنانية، وهي إذ رأته لم تستطع أن تطرد صورته من تفكيرها، وسحرته بدورها إنّما بطريقة مختلفة. «نور امرأة أحبّها، ولا أحبّها»، فأضاء الناقد على نوع آخر من الحبّ، «الحبّ ذو البعد الإنساني المبرّأ من أيّ نفعية».
وتراكمت التساؤلات في وجدان «ميشال»، محاولاً استكشاف نوع جديد من العشق، هذا العشق المثل الذي قاله أفلاطون، أم ربما لقاء في زمن تقدّم على هذا الزمن… وقد ظلّ المتلقي في هذه الأثناء متعباً في كشف الأحداث، وعالقاً في شكّه، إلى أن اكتشفت «نور» أنها «ميشلين» أخت «ميشال».
والرواية بحسب الناقد لم تكن حيادية، والأحداث وسيلة نفذت من خلالها رؤية مهى خير بك لتكشف عن المآسي التي مرّت على مفاصل الحياة الاجتماعية اللبنانية من جرّاء الحرب الأهلية.
فحرصت الرواية على أن تعطي كلّ شخصية في الرواية فرادة وخصوصية، فكانت العلاقات في ما بينها علاقة روحية ووجدانية، علاقة ترشح بالألم والأمل والحلم والرجاء.