لا تلُمْني
لا تلُمْني
كيف للسماء أن تمطر
إن لم تتجمّع فيها السحب؟
ولماذا العين تبكي
إن لم تحتقن الروح
من شدّة الألم والغضب؟
وأيّ قلب يحتمل
جفاء الحبيب وبُعده
وعدم تقبّله اللوم والعتب؟
شاردة تلك الأفكار
تائهة ما بين نار البعد تارةً
وتارةً بلهيب الحبّ الصخب.
أيّ متناقضات يمكن احتمالها
ما بين التراخي والجذب
إلى متى تستخف بمشاعري؟
وتشوّه ألوان العشق النقيّ
في ذاك القلب الصادق العذب
انتبه يا سيدي
فأنا لست تلك الباريسية
ولم أعاصر العهود الأندلسية
أنا تلك المرأة العربية
أنا هي تلك الشرقية السورية
ورغم سفري وتجوالي
إلّا أنّني من أصول ريفية
لم أعرف لصدقي حدوداً
ولم أنقض يوماً لحبّي عهوداً
فإن أردت أن تعرفني جيداً
فأصدق من يعرفني
ويكشف كلّ الخبايا عني
هي تلك الحروف الأبجدية
أمّا أنت يا سيّدي
فلا بعد اليوم تلومني
فقد احتملت حماقاتك
أكثر ممّا يجب
وفاضت الروح منك ألماً
ولم يعد يحتملك ذاك القلب!
عبير فضّة