مكتبة «البناء»

صدر لدى «الساقي»، كتاب «داعش… عودة الجهاديين»، للكاتب والصحافيّ البريطاني باتريك كوكبيرن، في 192 صفحة قطعاً وسطاً، ويعتبر من أبرز الكتب حول هذا التنظيم الإرهابي الذي فاقت جرائمه التصوّرات كافة وامتدت أذرعه إلى كثير من مناطق البلاد العربية، حتى أمسى مثل الأخطبوط المرعب الذي يهدّد أمن العالم وسلامه.

المؤلف باتريك كوكبيرن من الصحافيين الأكثر دقة وجرأة، على حدّ تعبير سيدني بلومنثال، أما سيمور هيرش، فيصفه بأنّه «أفضل صحافيّ غربي في العراق اليوم».

وأطلقت مؤسسة «جوائز التعليق»على كوكبيرن لقب «المعلق الأجنبي للعام 2013»، كما فاز بجائزة مارثا غيلهور عام 2005، وجائزة جايمس كاميرون عام 2006، وجائزة أورويل للصحافة عام 2009. وكان كوكبيرن شرح في صحيفة «إندبندنت» الأسباب التي جعلت تنظيم «القاعدة» ينتصر وينتشر رغم الجهود الدولية والتريليونات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأميركية لمحاربته وملاحقة أتباعه، وفي كتابه الجديد هذا يحلل الحوادث التي أدّت إلى استيلاء الجهاديين على مناطق شاسعة من العراق وسورية، فرغم قدرتها على تنظيم اعتداءات مذهلة، مثل 11 أيلول، لم تكن التنظيمات الجهادية تشكّل قوة مهمة على الأرض، لكنّ هذا كلّه تغيّر اليوم، فباستغلالهم أخطاء حروب الغرب في أفغانستان والعراق وليبيا، وبالإضافة إلى التقديرات الخاطئة في ما يتعلق بسورية وثورات «الربيع العربي»، أحرز «الجهاديون» انتصارات مذهلة أدّت إلى إنشاء «خلافة» تشمل معظم المناطق السنّية في العراق ومنطقة واسعة من شمال شرق سورية، ما جعل الأمور تبلغ هذا الحدّ من السوء.

باتريك كوكبيرن هو مراسل صحيفة «إندبندنت» في الشرق الأوسط، عمل سابقاً مراسلاً لصحيفة Financial Times، ويكتب بانتظام لمجلة London Review of Books الفكرية الأدبية.

«الغناء المصريّ… أصوات وقضايا» لنبيل حنفي محمود

في كتاب «الغناء المصري… أصوات وقضايا» للدكتور نبيل حنفي محمود، الصادر حديثاً ضمن سلسلة «كتاب الهلال» جهد متميز في التأريخ للغناء المصري في عصر ازدهاره، معتمداً على ما ورد في الكتب والصحف والمجلات، ويثبت المؤلف مصادره لناحية الوقائع والتواريخ، مؤكداً أن الغناء ارتبط عبر التاريخ بقضايا كثيرة انقسمت بدورها قسمين نشأ أولهما من علاقة الغناء بعناصر مجتمعية وثانيهما مما بين أهل الغناء من أفكار ومنافسات، ففي القسم الأول نرى أن العلاقة بين الغناء والسياسة امتدت عبر تاريخ الغناء وفي مختلف الدول، وفي القسم الثاني نفسه أيضا خاطب الغناء فئات بعينها من المجتمع.

يلفت المؤلف إلى أن الأصالة والتغريب وصراع الأجيال هي أكثر ما ينطوي عليه القسم الثاني من قضايا، ويستطيع المدقق في تاريخ الغناء وسير أعلامه ملاحظة أن تلك القضايا تظهر في مجمل مشوار بعض الأصوات الغنائية مع الغناء، أو في مجموعة من المواقف والحوادث التي شارك فيها فريق آخر من الأصوات، قائلاً: «إن ثمة صلة لا يخطئها عقل بين التكوين والأصالة. فبقدر ما حوت عناصر التكوين من لبنات ثقافية وحضارية، كان رصيد الموهبة من الأصالة. وتستوي في ذلك المواهب في كل فن، كذلك المعايير الحقيقية للخلود، إضافة إلى معارك التنافس أو ما يسمّى بصراع الأجيال». ويرى المؤلف أن الغناء المصري دخل طور النهضة في العصر الحديث بعد ثورتين يفصل بينهما قرن تقريباً. في الثورة الأولى التي بدأت في الربع الأول من القرن التاسع عشر وقادها الشيخان شهاب الدين محمد إسماعيل ومحمد عبدالرحيم المسلوب تخلص الغناء المصري من أساليب الغناء الغجري والعثماني والفارسي التي رانت عليه طوال سنوات الاحتلال والضعف، ليعود الغناء المصري بعد الثورة الأولى إلى أصوله القائمة على الشعر والأزجال العربية، بالإضافة إلى القوالب والمقامات والإيقاعات العربية الأصيلة. وواكبت الثورة الثانية ثورة الشعب الكبرى عام 1919، ففي تلك الثورة التي قادها سيد درويش وبعض معاصريه اهتم الموسيقيون بالتعبير الموسيقي عن الكلمة المغناة وبتطوير القوالب الغنائية وإدخال بعض آلات وتقنيات الموسيقى الغربية في ألحانهم. واختلفت نوعية الأصوات الغنائية التي واكبت الثورتين، فكانت الأصوات المعاصرة والملاحقة لحوادث الثورة الأولى تسمى بالأصوات العملاقة لتميّزها باتساع المساحة وعمق الإحساس بالمقامات والقدرة على الارتجال، ويحفظ التاريخ من تلك الأصوات أسماء مثل عبده الحامولي ومحمد عثمان ويوسف المنيلاوي وعبدالحي حلمي ومحمود صبيح وعباس البليدي. وفي الثورة الثانية اتصفت الأصوات الغنائية بخصائص أخرى مثل دقة التعبير والجاذبية والتآلف مع الميكروفون فضلاً عن الملامح الشخصية والقدرة على التمثيل.

يؤرخ الكتاب بفصوله العشرة لمجموعة من أهم القضايا التي عبرت عنها بشكل أو بآخر سير ذاتية لعشرة من أجمل الأصوات الغنائية في العصر الذهبي للغناء المصري الذي امتد نحو نصف قرن بين عشرينات القرن الفائت وسبعيناته، وهم أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وأسمهان وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ومحمد فوزي ونجاة الصغير وعباس البليدي، فايدة كامل وكمال حسني.

يشير المؤلف في مقدمته إلى أنه لمّا كانت العلاقة بين الغناء والسياسة أقدم تلك القضايا وأهمها، فإن ثلاثة من فصول الكتاب عالجت مظاهر تلك العلاقة وأسبابها، كذلك نتائجها في مسيرة ثلاثة من الأصوات الغنائية، وكانت جميعها – من دون قصد – أصواتاً نسائيّة. واختلف أسلوب معالجة تلك القضية مع الأصوات الثلاثة، باختلاف تداخل عناصر القضية في مراحل مسيرتهن مع فن الغناء، إذ اعتمد في عرض القضية بالفصل الأول من الكتاب على تفنيد مقولة منع أم كلثوم من الغناء في الإذاعة المصرية بعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952، ويكشف ملابسات علاقة العمل بالسياسة في تطور غنائيات أسمهان وفايدة كامل، بل وفي مسار حياتهما. تطلب ذلك استحضار السيرة الكاملة لكل من النجمتين، وهذا ما يعالجه الفصلان في الثالث والثامن.

أما حول خطاب الغناء لدى فئات فئات المجتمع المصري فإن المتابع يرصده في ما يصنف من أغاني الطبقات الشعبية والفلاحين والأطفال والبدو، ويدرس المؤلف ذلك في فصل مستقل يلفت فيه إلى تجربة الفنان محمد فوزي مغنيّاً للأطفال خلال رحلته المثيرة للأسى مع فن الغناء. ويرى أن الغناء للأطفال شهد نقيضين من الاهتمام في شقيّ الغناء المصري المعاصر، فاتسع الاهتمام في الشق الشعبي من الغناء والمعروف مجازاً بالفولكلور، ما جعل باحثة مثل أميمة منير جادو تفرد مساحة كبيرة في كتابها «تربية الطفل في الفولكلور في الريف المصري» لأغاني الأطفال التي صنفتها المؤلفة إلى أغان للسبوع وأخرى للتهنين أي الهدهدة عند النوم والختان والتربية بالإضافة إلى أغاني الأعياد وما يعرض في الحياة من مناسبات. إلاّ أن ما أنجز من غناء للطفل في ما أنتجه المحترفون من أهل الغناء من أغنيات عبّر بضآلة عمّا لحق بهذا اللون الغنائي من إهمال وتراجع، حتى أننا لم نستمع إلى أغان للأطفال طوال العصر الذهبي الأخير للغناء المصري إلا بأصوات قليلة رددت ما جادت به قرائح آحاد من الملحنين، وجاء محمد فوزي في طليعة تلك الأصوات وأولئك الملحنين.

أما في القسم الثاني من قضايا الغناء التي عبرت عنها بعض الأصوات فيوضح المؤلف «أن هذه القضايا توزعت بين عدة مقاصد منها المناداة بالتجديد والحفاظ على الأصالة والمعايير الحقيقية للخلود، بالإضافة إلى معارك التنافس أو ما يسمى بصراع الأجيال. ويعالج الكتاب قضايا التجديد والأصالة في ثلاثة فصول، إلى مسألة معايير الخلود في فصل يتتبع فيه مسيرة المطربة الكبيرة نجاة مع الغناء، وهي قضية التوثيق الذي يُفتقد كثيراً لدى الخوض في شؤون الغناء التي أفرد لها المؤلف فصلاً مستقلاً يرصد فيه للبدايات الحقيقية لمشوار المطرب عبدالحليم حافظ مع الغناء.

«لمحة عن الثقافة في الصين» لتشنغ يوي تشن بالعربيّة

لا تزال الثقافة الصينية عاجزة عن تحقيق الانتشار العالمي لأسباب عديدة أهمها صعوبة تعلم اللغة الصينية التي حالت دون انتشارها، ما جعل الترجمة عنها نادرة، على عكس الثقافة الغربية التي انتشرت بقوة مع صعود المد الاستعماري الذي واكبه نشر لغاتها وثقافاتها في البلدان المستعمرة.

قد يكون من أسباب عدم معرفتنا بالثقافة الصينية وتاريخ تطورها وأهم رموزها وتحولاتها أيضاً عدم الاهتمام الصيني بنشر تلك الثقافة بالقدر الذي تسعى فيه إلى اختراق أسواق العالم اقتصادياً ومالياً. لذا فإن ترجمة كتاب الباحث الصيني تشنغ يوي تشن «لمحة عن الثقافة في الصين» صدر ضمن منشورات «كلمة» هي محاولة مهمّة للتعريف بتاريخ هذه الثقافة وأعلامها ومواضيعها وفلسفتها ليتمكن القارئ العربي من الاطلاع على هذه الثقافة منذ عصورها القديمة إلى اليوم.

مفهوم صيني

يعيد الكتاب نشوء الإرهاصات الأولى للثقافة الصينية إلى ما قبل 800 عام قبل الميلاد، إذ تشكلت تلك البدايات من تضارب آراء المدارس الفكرية المئة في أواسط الألفية الأولى قبل الميلاد إذ قادتها مجموعة من الطاويين والكونفوشيوسيين. ويذكر أن الصين كانت تسمى جنة المؤرخين لأسباب عديدة منها أنها ظلت لآلاف السنين تنعم بمؤرخين يسجلون كل ما يحدث ولا يحدث فيها، وأن تاريخ الحضارة الصينية أكثر امتداداً وتعقيداً عن تاريخ أيّ أمة أخرى، وأقل تشعباً منها، فهو تاريخ متصل ومتواصل، والتاريخ يشكل لهم عصب المعرفة والحبل السري الذي يربط بين أجيالها المختلفة وعصورها، ما ساهم في محافظة الصين على عذريّتها التاريخية والثقافية والفلسفية، من دون المساس بتقاليدها وأخلاقها لعدة قرون.

الجانب الأساسي في فهم الثقافة ودراستها يتجلى في دراسة الأفكار ووسائل الإبداع، لذا تتوزع الثقافة على أربعة مستويات هي المستوى الثقافي المادي الذي يظهر في الأنشطة الإنتاجية المادية للفرد والمستوى الثقافي النظامي الدال على سلوكيات الناس المعيارية، والمستوى الثقافي السلوكي الذي يدل على العادات والتقاليد والأعراف، وأخيرا المستوى الثقافي النفسي الذي يشير إلى سيكولوجية البشر الاجتماعية وأيديولوجياتهم.

يتوقف الكتاب عند مذهب كونفوشيوس الذي يعتبر أول نظرية في تاريخ الثقافة الصينية قامت على مبدأ الخير.

ويجمل تشن خصائص الثقافة الصينية في مجموعات من العناوين تتوزع على نوعين من الخصائص الخارجية والداخلية. تتحدد الخصائص الخارجية أولاً في وحدة الثقافة الصينية عبر مراحل تطورها المختلفة إذ تشكل وحدة ثقافية لجميع القوميات، وثانياً في التواصل الثقافي الذي جعل هذه الثقافة في حالة تطور مطّردة عبر حلقات متصلة، ما جعلها مختلفة عن مثيلتها في مناطق أخرى من العالم. وثمّة ثالثاً القدرة على الاستيعاب التي جعلتها تضم أخلاطاً من الأفكار والمعلومات إذ تمكنت ثقافة هان القومية الأكبر من استيعاب ثقافات الأقلية المحيطة بها، إلى جانب احتضانها الثقافات الأجنبية. وهناك أخيراً التنوع الثقافي بالتناسب مع مساحة الصين الواسعة وتعدّد القوميات. ومن الخصائص الأخرى أنها تجسد الفكر الإنساني بجلاء وهي تهتم بالتناغم الاجتماعي ومبدأ الوسط، إضافة إلى ما تزخر به من مشاعر الارتباط بالأرض والفرح والطرب.

أما حول مستقبل الثقافة في الصين فيرى تشن أن هذه الثقافة تشهد في وقتنا الراهن مرحلة تحوّلات عميقة وضخمة، لا سيما بعد مرحلة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي، ما سمح بدخول ثقافات العالم إليها وفي مقدمها الثقافة الغربية. حيال هذا الوضع يبرز في الصين موقفان، يتميز أحدهما بالخوف من فقدان التقاليد ما يدفعهم لتغيير المذهب الكونفوشيوسي وتطويره ويطالب موقف آخر بالتخلي عن هذه التقاليد بحثاً عن التجديد الكامل.

تؤكد الدراسات الحديثة أن تيّار الثقافة الصينية لم يبدأ من غرب البلاد نحو شرقها بل تقدمت هذه الثقافة من كل مكان وتجمعت في نقطة التقاء واحدة، وحدث التفاعل والتمازج بين تياراتها المختلفة. حدّد الباحثون مصدر تلك الثقافة القديمة ضمن أربع مناطق كبرى هي منطقة حوض النهر الأصفر ومنطقة حوض نهر اليانجتسي ومنطقة حوض نهر اللؤلؤ ومنطقة الشمال والشمال الشرقي.

رغم أن أساطير خلق العالم تكاد تتشابه في العالم، إلا أن الثقافة الصينية القديمة جعلت من تلك الآلهة أجداداً للصينين القدماء. وبغية الوقوف على جوهر الثقافة الصينية يدرس تشن الأفكار الفلسفية والنظريات لدى الفلاسفة عبر العصور فالفلاسفة هم الذين جسدوا حكمة الأمة الصينية وملامحها بصورة جعلت الماركسية في الصين لا تستطيع فك عرى التواصل بين ثقافة الصين الحديثة وأفكار الفلاسفة الأولين. لذا يتوقف الكتاب عند مذهب كونفوشيوس أول نظرية في تاريخ الثقافة الصينية قامت على مبدأ الخير الذي يشتمل على جميع الأخلاق الجميلة، وهذا ما أكمله أتباع كونفوشيوس الذين أقاموا تلك النظرية على قاعدة نظرية الطبيعة الإنسانية الخيرة.

أمّا أفكار لاوتسي وتشوانغ تسي فهي النظرية الثانية التي أثرت في الثقافة الصينية. لكنه إذا كانت الكونفوشيوسية تقوم على الاندماج في العالم وتتناول التربية السياسية ويتركز دورها على المجتمع، فإن الطاوية اللاوتسية هي عكس ذلك إذ تقوم على اعتزال العالم وتتناول بالشرح الكون والحياة، في حين تركز على الفرد وتهتم أولاً بالجانب الروحي للإنسان، ما جعل الطاو أصل العالم تعبر عن الحالة الأولية للكون. وتعتبر هذه المدرسة من التيارات الفكرية المهمّة التي أثرت كثيراً في المجتمع الصيني القديم وكانت تستند إلى أفكار هان فيي الذي كان يرى في فن الحكم والقوانين الصارمة وسيلة لمراقبة تصرفات الوزراء والمسؤولين الذي ينتهكون القوانين. لكن الملاحظ في تاريخ الثقافة الصينية القديمة ارتباطها بتاريخ الأسر الحاكمة، إذ ساد في كل مرحلة تيار فلسفي محدّد، فعلم الميتافيزيقا ظهر في وقت باكر من الممالك الثلاث، بينما دُرست مؤلفات كونفوشيوس في عهد أسرة هان. وشاعت دراسة الأفكار الأكاديمية والنصوص القديمة في عهد أسرة تشينغ. ويفرد تشن لدراسة المعتقدات والأديان حيزاً خاصاً يركز فيه على تميّز الصين التي عرفت الأديان منذ العصر البدائي فكانت الطاوية والبوديّة ثم الإسلام، لكنّ أيّاً من هذه الديانات الثلاث لم يستطع أن يسيطر على وعي الشعب الصيني بأسره، بل لم يظهر فيها ما يطلق عليه عادة تسمية دين الدولة. ولما كانت الحضارة الصينية زراعية قام الدين على أساس السعي إلى من يؤازر في معيشة الصينيّ ووجوده، ما جعل تعدّد الآلهة ظاهرة بارزة.

يميز الثقافة الصينية أنها تجسد حالة من الاندماج والتآلف والتناغم مع التعددية الثقافية، ما ساهم في تطورها إلى وقتنا الراهن، إذ استطاعت استيعاب أروع الإنجازات في الثقافات الأجنبية. ويرى تشن أن من شروط تجذر الثقافات الأجنبية في الثقافة الصينية توافقها معها إذ تعدل ذاتها وتصلحها في هذا الاتجاه.

ومن المساهمات الصينية التي لعبت دوراً مهماً في انتشار الثقافة طريق الحرير الذي كان يربط بين شرق الصين والمناطق الغربية، لكن الحدث الأهم كان وصول البودية إلى الصين، إذ شكل هذا الحدث الثقافي الأهم في التبادل الثقافي بينها وبين البلدان الأجنبية، وفي تحقيق الاندماج الثقافي.

بعد أن تناوله خرافة الإيمان بالألوان في النظام الإقطاعي والعادات الشعبية يتناول المؤلف رمزية الماء في الثقافة الصينية وحضور الينابيع في الوعي الثقافي. كما يدرس ما كانت تجسده الأبراج والأبنية الشاهقة من طابع قومي خاص في الصين القديمة، إذ كان استخدامها يتم على نطاق واسع جداً، ما جعل تأثيرها الثقافي والاجتماعي كبيراً، ويركز الباحث تشن على دراسة دلالات هذا الاهتمام بالأبراج لناحية الشكل الخارجي واستخداماته ووظائفه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى