حبايب: سعاده أرسى مفهوم الوجدان القومي وصحة الانتماء مكان الأنانية والفردية الهدامة

أحيت مديرية تورنتو في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيس الحزب باحتفال حضره عدد من المسؤولين، وجمع من القوميين والمواطنين.

افتتح الاحتفال بنشيد الحزب الرسمي، وألقت ابتسام أبو شرف كلمة ترحيب وتحدّثت عن معاني المناسبة.

الطلبة

وألقت أولغا قدورة كلمة الشباب والطلبة، أشارت فيها الى أهمية دور الحزب الذي تتناول عقيدته مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية في قضية قومية واحدة، وتشكل عقيدته خريطة طريق تضيء لنا المسير في أحلك الظروف.

ولفتت قدورة الى أنّ «الحزب يسعى إلى توحيد أبناء المجتمع في إطار واحد وجامع، بعيداًً عن المفاهيم المذهبية والطائفية الضيقة التي اجتاحت بلادنا وقسّمتها إلى كيانات وقطعان بشرية، ونحن بحاجة إلى بناء إنسان جديد خالٍ من جميع الصفات الملوّثة التي أصابت أمتنا، من أجل بناء أمة حرة.

كلمة الأصدقاء

وألقى د. سمير جبور كلمة بِاسم أصدقاء النهضة استهلها مستعرضاً مرحلة التأسيس حيث انبثق الفجر من الليل وخرجت الحركة من الجمود وانطلقت من وراء الفوضى قوة النظام، وقال: عندما انطلق الزعيم أنطون سعاده إلى تأسيس الحزب السوري القومي عام 1932 كانت في ذهنه صورة واضحة عن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي كانت تميّز الكيانات المصطنعة وما كانت تعانيه من ضعف ووهن، نتيجة لتفتيت سورية الطبيعية وفقدان السيادة القومية وضياع الهوية الوطنية وغياب الوحدة الاجتماعية».

ولفت جبور الى أنّ سعاده سعى من وراء تأسيس الحزب الى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية…

الأول: بعث حضارة الدولة السورية التاريخية لتحلّ مكان الكيانات المصطنعة، ولتشكل قوة ضاربة في وجه طغيان مشروعات التفتيت والتقسيم ولا سيما مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي.

ثانياً: بعث نهضة قومية اجتماعية قائمة على مبادئ الحرية والديمقراطية والاستقلال والمساواة والعزة الوطنية، والتحرّر من القيود الاجتماعية وقائمة على مبدأ العلمانية بفصل الدين عن الدولة.

ثالثاً: تحقيق تفاعل سورية الطبيعية مع محيطها العربي وإبراز مكانتها التاريخية، وتمايزها بين باقي أمم العالم العربي الأخرى، إضافة الى الدعوة من أجل التضامن العربي في وجه القوى الإمبريالية والإستعمارية وقوى الرجعية المحلية المعادية للعروبة ونقض العروبة الوهمية بالدعوة الى عروبة واقعية.

وتابع: «نحن اليوم على حافة اندحار المشروع المضادّ التدميري الطائفي قاتل البشر ومدمّر الحجر، الذي ليس له إلا هدف واضح هو النيل من المشروع القومي، بواسطة تكريس التقسيم وتدمير المعالم الحضارية، وهذا يشكل الهاجس الأكبر لبعض الدوائر الغربية والدوائر الصهيونية».

وختم جبور مشيراً الى حجم التحديات الملقاة على عاتق الحركة القومية وسائر الحركات من أجل التغيير، لافتاً الى أنّ المرحلة الراهنة تتطلب توحيد كافة القوى العلمانية والقومية والوطنية، لتشكل الضمانة الوحيدة لتعزيز المناعة على الساحة القومية».

مديرية تورنتو

وفي الختام ألقت ندى حبايب كلمة مديرية تورنتو أشارت فيها الى أنّ أنطون سعاده أرسى من خلال العقل السوري المبدع مبادئ الحزب بعقيدته وفلسفته ودستوره ونظامه ومؤسساته، وعمل على هذا الأساس المتين الصلب والبناء البديع المتكامل لإقامة دولة الأمة السورية المصغرة».

كما أشارت إلى أنّ «سعاده عمل من أجل تأسيس الإنسان الجديد في خضمّ ما كان يرزح تحته مجتمعنا من أمراض نفسية واجتماعية، تصيب الثقة والأخلاق والولاء والانتماء والقيم، لتقوّض بالتالي أية عملية نهوض اجتماعية».

وتابعت: «جاء الزعيم سعاده ليُرسي المناقب والأخلاق العقلية مكان النفاق والانحلال، ولإرساء الصدق والوضوح في التعاطي مكان التزلف والرياء، ليرسي صحة الانتماء والولاء مكان التشرذم والتفسخ، ليرسي فنّ بلوغ الأغراض القومية مكان التبعية والتلوّن والعمالة، ليرسي من جديد الوجدان القومي الفاعل مكان الأنانية والفردية الهدامة.

وأضافت: «لقد أرسيت أيها الزعيم كلّ هذه القيم بعد ان سألت سؤالك التارخي: ما الذي جلب على شعبي هذه الويل؟ وكان جوابك بعد بحث طويل انّ فقدان السيادة القومية، هو الذي جعل سايكس بيكو ووعد بلفور يشقان طريقهما نحو تقسيم بلادنا، وتجزئتها والهيمنة عليها أرضا وموارد وثروات.

لقد أدركت يا زعيمي ومنذ وقت مبكر، خطورة هذا الوعد والمعاهدة على مستقبل أمتنا فأسّست حزباً قوياً، كخطة نظامية معاكسة لمجابهة الخطر الصهيوني، ومواجهة اعتداءته، والعمل على تحرير ما سلبه من أرضنا.

في يوم عيد التأسيس نسأل السؤال عينه والأمة السورية ممزقة إلى كيانات، والكيانات الى مذاهب وأعراق، في الشام والعراق، حيث تعصف رياح الدعوات الدينية المغرضة فتستقدم الى بلادنا مجموعات الإرهاب والتطرف بتخطيط من المملكة الوهابية، التي تستخدم مال النفط لتغذية الحرب الطائفية المذهبية كي تضرب الدولة الحاضنة للمقاومة وذلك تمهيداً لتنفيذ ما يسمّى «سايكس بيكو 2»، بمعنى تجزئة المجزأ وتقسيم المقسّم على أساس طائفي ومذهبي».

اما في لبنان فالعملاء يحكمون والأبطال يحاكمون، وها هو حبيب لبنان يُحكم بالإعدام لأنه نفذ حكم الإعدام بمنفذ وعد بلفور لبنان، وفي فلسطين يواجه الأبطال من ارتضوا التعاون مع الاحتلال.

أمام هذا الواقع المرير يواجه القوميون الاجتماعيون الويل الجديد الزاحف على أمتنا من كلّ حدب وصوب ببطولات نادرة مؤيدة بفكر وعقيدة، أثبتت الوقائع صحتها فتتعرف عليهم جبهات القتال منتجين ومفكرين وجنوداً في الميدان وشهداء يحلقون عالياً كالنسور، يبشرون أمتنا بنصر قريب.

وختمت بالقول: «أيها السوريون القوميون الاجتماعيون كونوا كما أرادكم سعاده، الأمة السورية المصغّرة، ليشعّ نوركم على باقي أبناء بلادنا، وجداناً قومياً ووحدة مصير وحياة، فهذا هو السبيل لنحقق نصر أمتنا وعزّها ومجدها.

برنامج فني

وتخلل الاحتفال برنامج فني حيث قدّمت فرقة ميسلون للدبكة عدة رقصات فلكلورية، واستكملت السهرة على وقع الأنغام الوطنية والأناشيد القومية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى