الصايغ: بعد بلفور يطلع علينا قرار ترامب نتيجة تخاذل وتواطؤ بعض الأنظمة العربية مستمرون في النضال وبذل الدماء الزكية لمواجهة مشاريع الغرب وأميركا و«إسرائيل» وتحقيق النصر

تحت شعار «من أجل القدس وكل فلسطين.. غضب ومقاومة»، نظّم الحزب السوري القومي الاجتماعي وقفة تضامنية في مدينة الشويفات، بحضور عميدة البيئة ليلى حسان، عضو المجلس الأعلى ـ منفذ عام الغرب حسام العسراوي، وكيل عميد المالية ـ منفذ عام المتن الأعلى نبيل بو نكد، منفذ عام الشوف جميل راجح، وكيل عميد الاقتصاد خالد الحافظ، عضو المجلس القومي حافظ الصايغ، أعضاء هيئات منفذيات الغرب والمتن الأعلى والشوف، وعدد من أعضاء المجلس القومي، ومسؤولي الفروع الحزبية، وجمع من القوميين والمواطنين.

تعريف

بداية ألقت ريّان الينطاني كلمة تعريف أشارت فيها إلى أنّ فلسطين هي جزء من أمتنا السورية، ولا يمكن لأي قرار أن يغير هويتها وانتماءها، كما أكدت أنّ تحرير فلسطين وعاصمتها القدس لن يتم إلا من خلال فوهة البندقية المقاومة، لا من خلال الشعارات الفارغة ومفاوضات الذل والاستسلام.

قصيدة شعرية

ثم تلا ناظر الإذاعة في منفذية الشوف نجا حمادة قصيدة من نظم الشاعر القومي عماد المنذر جاء فيها:

فلسطينُ

فلسطينُ مَنْ أقصاكِ عنَّا تشرَّدا

وباتَ على بابِ الأميرِ مُجَنَّدا

فما أنتِ إلَّا قِبلَةً فوقَ أرضنا

تُعيدُ شهيداً للحياةِ مُجدَّدا

قُتِلْنا كثيراً والْتَهينا بِبَعْضنا

وخُضْنا عراكًا واسْتَمرَّ مُشَدَّدا

فيا أهلنا هل بينكُمْ مِنْ يرُدَّكُمْ

إلى أُمَّةٍ تشتاقُ شعباً مُوَحَّدا

قياداتُهم عبّوا بمالٍ جيوبَهُمْ

ومَوكِبُ أسْرانا بسجْنِهِ قُدِّدا

وأعداؤنا باتوا حُساماً لبعضِنا

يَهُدُّونَ نصراً قد تعالى مُغرِّدا

إلى أينَ يمضي شعبُنا إنْ تقاسَمَ

صعاليكُ غربٍ أرضَنا والمعابِدا

وأيُّ حضاراتٍ سَتُبنى بغيرنا

وأيُّ جبانٍ نرفَعُ إنْ تمَدَّدا

ورِثْنا مِنَ الأجدادِ أمجادَهُمْ متى

عمِلْنا بها زُدْنا إليهِمْ التَّمَجُّدا

وإذا ما حَمَلْنا نهجَهُمْ باتَ قبرُنا

لحجَّةِ عدوٍّ جاءَ يرمي تقصَّدا

فمَنْ شدَّ عزْماً والسِّلاحُ يمينُهُ

سيعلو شهيداً في مقامٍ تَسَرْمَدا

ومنْ خانَ يمضي نحو قبرٍ لوحدِهِ

ولن ترتضيهِ تُربَةٌ إنْ توسَّدا

لِمَ النَّاسُ تخشى مِنْ مقالِ الحقيقَةِ

مِنَ الصِّدقِ والأقلامُ تشكو التَّردُّدا

أليستْ بلادي اليومَ في حاجةٍ لمن

يقولُ بأنَّ الإذعانَ وهمٌ تبدَّدا

وأنَّ نواميسَ الشّعوبِ كمركبٍ

يصارعُ موجَ الجهلِ دوماً مُنَدِّدا

أما حانَ وقتُ الموتِ مِنْ أجلِ أُمَّةٍ

غدتْ مثلَ ثوبٍ فوقَ طفلٍ تَزَرَّدا

كلمة مركز الحزب

وألقى عضو المجلس القومي حافظ الصايغ كلمة مركز الحزب وجاء فيها: «نلتقي من أجل فلسطين التي اغتُصبت منذ أكثر من نصف قرن، فلسطين التي سها عن بعض أبناء شعبنا أنها جزء من هذه الامة، فإذ بهم يساومون عليها.

ولفت إلى أنّ الزعيم أنطون سعاده «نبّه منذ «وعد بلفور»، أي قبل النكبة وقبل اغتصاب فلسطين، أنّ هذه الأمة لا يمكن أن تنهض إلا بلقائنا جميعاً حول النضال من أجل تحرير فلسطين». وقال: «لقد حذر سعاده من الخطر الصهيوني الذي اجتاح العالم واغتصب هذه الأمة، وقد لبّى القوميون الاجتماعيون على مدى عشرات السنين نداء الواجب القومي والنضال على كافة الصعد، فالنضال ليس بندقية فقط بل ثقافة وعمل دؤوب ومفاهيم تزرع في عقول ونفوس أبناء شعبنا حتى يتحقق النصر».

وأشار الصايغ إلى أنّ الحزب «كان على مدى عشرات السنين يناضل من أجل إبراز فكرة الولاء للأمة والالتزام بحقوقها والانتماء إليها وفكرة وحدتها ونهوضها، وأنشأ الحزب مدارس في هذا المجال من أجل تحقيق غاية الحزب المتمثلة ببعث نهضة في الأمة تجعل الحياة تليق بها، واليوم يطلع علينا وعد جديد بعد وعد بلفور، يتمثل بقرار ترامب القاضي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، وهذا القرار لم يأتِ بشكل مفاجىء بل جاء نتيجة تخاذل وتواطؤ بعض العرب الذين ارتضوا أن يكونوا شهود زور على مسار التاريخ، فهم يكتبون تاريخهم الملطخ بالذل والعار، وترامب لم يكن ليجرؤ على الإقدام على خطوته لو لم تكن منسقة مع بعض الأنظمة العربية. ولهذه الأنظمة نقول: إنّ إرادة الأمة فوق إرادة الأنظمة المتهالكة».

وتابع الصايغ:»ها نحن نشهد الملايين من أبناء شعبنا وأحرار العالم يملأون الساحات، منادين بتحرير القدس وفلسطين، وبينما يؤيد العالم تحرير فلسطين نرى بعض الأنظمة العربية تتآمر عليها».

ودعا الصايغ القوميين «إلى نشر الوعي القومي بين أبناء شعبنا، كي نتمسك بحقنا في الحياة لأنّ أجسادنا قد تسقط أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود». وقال: «بهذا المعنى يقول سعاده إن حق الأمة فوق كل حق، وبأنّ الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا بل وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها، وها هي اليوم أكثر من أي وقت مضى تطلب منا هذه الدماء كي تحيا الأجيال المقبلة في العزة والكرامة والحرية، ومن أجل بناء المستقبل لأبنائنا ومن أجل مستقبل أمتنا التي كانت أمة هادية عبر التاريخ، أمة الحضارات ولكي تكون أنموذجاً للتطور والحياة».

وأضاف:»ومن لبنان الذي اتخذ مواقف متقدمة عن سواه من الأنظمة العربية تجاه فلسطين والقدس في الجامعة العربية وفي مؤتمر اسطنبول، نؤكد أننا سنبقى هذه الخميرة والقوة التي تدفع بالدولة وأبنائها إلى أن يتقدموا في مواقفهم ويكونوا النموذج، لأنّ العرب تمّ إلهاؤهم بما يسمى بـ»الربيع العربي» الذي أتى خريفاً على العالم العربي، وها هم اليوم يريدون قطف هذه الثمرة بعدما أطلقوا الإرهاب والتطرف على شعبنا لتدمير قدراته، لكننا لهم في المرصاد مجدداً لإسقاط مخططهم الجديد في فلسطين، كما تمّ إسقاط الإرهاب في العراق والشام بفضل التضحيات، حيث كان حزبنا عبر أبطال نسور الزوبعة شريكاً في النصر على المشروع الإرهابي، ونحن سنطلع من الدمار لنقول إنّ دمار الحجر لا يمكن أن يدمّر نفوسنا وإرادتنا في الحياة والنضال والمواجهة، فنحن سوف نواصل النضال وندفع الدماء الزكية مجدداً لمواجهة مشاريع الغرب وأميركا وإسرائيل وتحقيق النصر».

وختم الصايغ قائلاً:»أيها القوميون أنتم مدعوون إلى نشر الفكر القومي الملتزم القائم على أساس وحدة الأمة والإنسان المجتمع الواحد، بورك نضال القوميين وبوركت هذه الوقفة في الشويفات التي قدمت الشهداء والطاقات من أجل الحزب الوطن، فهذه الوقفة من أجل أن تكونوا جسراً تعبر من خلاله الأجيال إلى النصر القادم».

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى