العبادي: سنحاسب مَنْ يعتدي على مواطني إقليم كردستان
أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنّه لن يتمّ التهاون في الاعتداءات على مواطني إقليم كردستان، وذلك بعد استشهاد 5 أشخاص بتظاهرات في محافظة السليمانيّة احتجاجاً على تأخّر الرواتب.
العبادي وخلال مؤتمر صحافي أمس، أكّد أنّ الحكومة العراقية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تمّ الاعتداء على أيّ مواطن في إقليم كردستان، مضيفاً: «لا يمكن صرف جميع رواتب الموظفين في الإقليم بسبب وجود الفساد»، داعياً سلطات الإقليم إلى احترام التظاهرات السلمية.
واستشهد 5 أشخاص وجُرِح نحو 70 خلال مواجهات مع قوات الأمنِ الكُرديةِ في قضاء رانية في السليمانية شمال العراق.
المحتّجون أحرقوا مقارّ لحزبَي الطالباني والبرزاني والاتحاد الإسلاميِ في ناحية تكية.
وفي أربيل، أفادت تقارير باستشهاد 5 وجرح 7من حرّاس الأمن إثر هجوم متظاهرين على مقرّ لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
من جهته، أكّد المتحدّث بِاسم مديرية صحة قضاء رانية طه محمد، أمس، في حديث لوكالة «الشفق نيوز» الكرديّة، أنّ جثث القتلى نُقلت إلى المؤسسات الصحية، مضيفاً أنّ حصيلة المصابين لا تزال في ارتفاع مستمر.
وشهدت محافظة السليمانية شمال العراق غلياناً شعبياً غير مسبوق لليوم الثاني على التوالي، حيث أنّ تظاهرات اندلعت الاثنين احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية في الإقليم، بسبب الأزمة المالية وتوتر العلاقة بين بغداد وأربيل، واستمرّت أمس في ظلّ مواجهات بين القوى الأمنيّة والمتظاهرين.
وخرج المئات من المعلمين والمدرّسين وأساتذة الجامعات بتظاهرات احتجاجية في شوارع المحافظة بإقليم كردستان العراق مطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي ودفع رواتب الموظفين، ما أدّى إلى قطع عدد من الطرق الرئيسة وإحراق الإطارات، فضلاً عن إحراق أحد مقارّ الحزب الديمقراطي الحاكم بزعامة مسعود البرزاني.
وقالت وسائل إعلام محلّية عراقية، إنّ القوات الأمنيّة حاولت تفريق متظاهرين كرد في قضاء رانية بالسليمانية شمال العراق، إلّا أنّ المتظاهرين أصرّوا على الاحتجاج ما أدّى إلى حدوث اشتباكات بين الطرفين.
وحاولت قوات الأمن في منطقة «دركي سراي» بمركز مدينة السليمانية تفريق المتظاهرين عبر إطلاق النار في الهواء واستخدام الغاز المسيل للدموع، وفق وسائل إعلام كرديّة.
وأشار مصدر إلى أنّ القوات الأمنيّة في كردستان اعتقلت أكثر من 30 شخصاً في وسط المدينة.
وأفاد مدير شرطة كويسنجق شورش كاكه لشبكة روداو الكردية، بأنّ بعض المباني الحكومية إضافة إلى جميع مقارّ الأحزاب السياسية تعرّضت لحرائق، باستثناء مقرّ الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأوضحت الوسائل الإعلامية أنّ القوات الأمنيّة اعتقلت مجموعة من المتظاهرين بعد ضربهم بالعصي، وتمكنّت من تفريقهم بعد التظاهرة التي استمرت لأكثر من 8 ساعات.
وعقد مجلس الوزراء العراقي جلسته الاعتيادية أمس، 19 كانون الأول 2017، برئاسة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي.
ووجّه مجلس الوزراء العراقي بقيام وزارة المالية بتمويل وزارة الصحة مبلغاً قدره خمسة مليارات دينار من تخصيصات الإخلاء الطبي، لغرض تأهيل وتهيئة البُنى التحتية وتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية لإجراء العمليات للاستقدام الطبي في مستشفى ابن سينا.
كما وجّه المجلس في جلسة له مساء أمس، بقيام جهاز الأمن الوطني بالإسراع في إجراءات التدقيق الأمني لموظّفي الوزارات والجهات الأخرى في المناطق المحرّرة لتسليم رواتبهم.