فياض بعد اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف تلوث الليطاني: لإنجاز كلّ المشاريع المقرّرة في الحوض الأعلى خلال سنتين
عقدت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف تلوث نهر الليطاني اجتماعها بعد ظهر أمس في السراي الحكومية في حضور وزير الاتصالات جمال الجراح، النائب علي فياض، المحافظين الجديدين للبقاع كمال أبو جوده وجبل لبنان محمد مكاوي، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية المهندس انطون سعيد، منسق الاجتماع مستشار الرئيس الحريري للشؤون الانمائية المهندس فادي فواز، ممثلين عن مختلف الوزارات المعنية البيئة، الزراعة، الصناعة، الداخلية، الطاقة ومجلس الانماء والاعمار وخبراء ومؤسسة مياه البقاع، واعضاء من الحملة الوطنية لحماية نهر الليطاني، تم خلاله استعراض واقع نهر الليطاني بكل أجزائه وبخاصة القسم الاعلى وبحيرة الليطاني من قبل المعنيين.
ولفت الجراح إلى «أن اجتماع اليوم كان لمعالجة مجرى نهر الليطاني وتلوث بحيرة القرعون، الذي تحول الى كارثة وطنية تصيب جميع اللبنانيين، والاجتماع اليوم تم من أجل وضع خارطة طريق سريعة قبل تاريخ 31 من كانون الثاني 2018، وتسليمها الى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري حتى يتم، بناء عليها، اتخاذ الخطوات اللازمة من قبل مجلس الوزراء».
وأشار إلى أنّ الاجتماع «تناول الحوكمة المطلوبة لموضوع نهر الليطاني والإجراءات التنفيذية على الصعيدين التقني والمالي، ما هو المطلوب مالياً وما هي الاعتمادات المطلوبة على صعيد موازنة 2018 وما هو متوفر لوزارة الطاقة ولمجلس الإنماء والإعمار وما هو مطلوب لاستكمال المعالجة».
أضاف: «هذه الأولوية طبعاً باتفاق جميع الحاضرين من أجل الحوض الأعلى للنهر أي من المنبع إلى بحيرة القرعون، من محطات صرف صحي الى معالجة النفايات الصلبة إلى معالجة التلوث الصناعي والذي يعد الأخطر. وهناك اتفاق بين كل الخبراء الذين كانوا موجودين على ضرورة الإسراع في معالجة التلوث الصناعي، إضافة إلى التلوث الزراعي وموضوع النفايات الصلبة. لقد تم التطرق للموضوع من جوانبه كافة، وتم الاتفاق على تسريع الاجتماعات، بحيث تكون مكثفة حتى آخر السنة من أجل رفع التوصيات اللازمة ورفع مستوى التنسيق بين الإدارات، خصوصاً مجلس الإنماء والإعمار ووزارتي الطاقة والبيئة حتى نكون في 31/1/2018 نملك رؤية من أجل العمل لحل لهذا الملف. وأكد الحاضرون ضرورة اختصار الوقت اللازم لتنفيذ الخطة الشاملة للحوض الأعلى والبدء بالدراسات المكثفة والجدية للحوض الاسفل. وأتمنى ألا يتم سحب مياه القرعون من الخط 800 إلى الجنوب حتى لا ينقل التلوث من منطقة إلى أخرى، علينا أولاً معالجة الحوض الاعلى ثم تجر المياه إلى الجنوب أو إلى سد بسري».
وأوضح أنّ «كل الأطراف الموجودين وكل أصحاب المصلحة أكدوا أنّ انتهاء هذه الأزمة فيه مصلحة لكل اللبنانيين ونأمل الوصول إلى تاريخ 31 كانون الثاني المقبل بخارطة طريق واضحة وجدية ومنسقة من الحوكمة إلى التمويل إلى الدراسات التقنية».
وقال النائب علي فياض: «برأيي أن الاجتماع هذا كان بناء ومنتجاً وغلب عليه الطابع العملي وهو يمهد لتوصيات عملية والاجتماع مع الرئيس الحريري لمتابعة الموضوع. وأنا أبلغت المعنيين بصفتي أتابع الموضوع على الأرض عن كثب مع الحملة الوطنية لحماية حوض نهر الليطاني، بأنّ الوضع خلال هذا العام قد ازداد سوءاً على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها عدة وزارات، فلذلك في المحصلة لا يمكننا الاستمرار في هذه الوتيرة المتباطئة».
أضاف: «القرار أو التوصية الأساسية التي اتخذناها في اجتماع اليوم بتسريع تنفيذ القانون 1100 مليار ألف ومئة مليار ، فلذلك من الأفضل ومن خلال التنسيق المفترض مع الوزارات وتشكيل خلية أزمة وزارية ذات صلاحيات محددة، بإشراف رئاسة الحكومة ومتابعة كل المعنيين، يجب خلال سنتين الانتهاء من كل المشاريع المقررة في الحوض الأعلى، وعدم الاستسلام في المسار الحالي أي التنفيذ على مدى خمس سنوات، ذهبت منا سنة وتبقى 4 سنوات، فهذا الأمر برأيي أنه يفاقم هذه الكارثة الوطنية. فلذلك أولاً تسريع وتيرة العمل، وثانياً تشكيل خلية أزمة وزارية تتابع الموضوع بمنطق الطوارىء الوطنية. وثالثاً إدخال البلديات لمتابعة هذا الموضوع بالتعاون مع وزارة الداخلية».
بدوره، أكد مستشار رئيس الجمهورية أنطون سعيد أنّ «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري يولون هذا الملف الخطير اهمية كبيرة، هذا الملف الذي يزداد خطورة سنة بعد سنة، فهذا الملف هو ملف وطني يؤثر على الزراعة والمياه وكل اللبنانيين. لذلك يجب وضع خارطة طريق، واجتماع اليوم كان منتجاً إذ أنه سيكون اجتماعات متتالية وسريعة قبل تاريخ 31/1/2018، حتى نضع خارطة طريق يتم عرضها على الرئيس الحريري ومن بعدها الذهاب إلى مرحلة تنفيذية سريعة. مرحلة يتم الدخول فيها بأدق التفاصيل حيث توضع فيها أولويات. وأولوية الحوض الأعلى تتقدم على الحوض الأسفل، وهذا أمر شديد الأهمية والأهم من ذلك معالجتها بطريقة تفصيلية حتى نصل إلى نتيجة سريعة، ويكون خلية متابعة للأزمة تعالج الأمور بطريقة سريعة جداً. والقرار السريع يؤكد ضرورة تأمين التمويل والتنفيذ للمشروع».
وأكد أيوب قزعون من مكتب الرئيس الحريري أنّ «التلوث في الليطاني وصل إلى مستوى خطير جداً، وكما وعد الرئيس الحريري أثناء زيارته للبقاع حيث أضاء على أهمية معالجة هذا الموضوع. يأتي اجتماع اليوم لاستكمال الأمور التنفيذية التي تحصل على الأرض. وهذا الاجتماع كان جيداً وهو يعتبر تحضيرياً لاجتماع أكبر بحضور دولة الرئيس سعد الحريري والهيئات المنتخبة والمشاركة في منطقة البقاع الاوسط. وفي النهاية سيتحدد وقت نهائي للتخلص من مشكلة تلوث نهر الليطاني والتي تهم اللبنانيين جميعاً».