ثورة القدس تعلن بيانها الأول للمواجهة.. والسنوار: لا للانقسام الفلسطيني بعد الآن
أعلن العضو في المجلس التشريعي الفلسطيني أشرف جمعة «البيان الأول لثورة القدس».
وقال النائب جمعة، إنّ قيادة ثورة القدس أكّدت في بيانها على ضرورة مطالبة دول العالم بعدم الرضوخ للتهديدات والابتزازات «الترامبيّة» بخصوص التصويت على مشروع بشأن القدس في الجمعية العامّة الذي كفلته القوانين والمواثيق الدولية، استمراراً لدعم الحق الفلسطيني.
وأوضح البيان أنّ قرار ترامب لن يمرّ «مهما كلّف الأمر».
كما دعا البيان القوى الوطنية والإسلامية بأن يكون يوم الجمعة القادم «يوم غضب جامح»، وزحف بمسيرات ضخمة بمشاركة الشعب الفلسطيني ورفع علم فلسطين فقط فيها.
وشدّد البيان الأول لثورة القدس على أن تكون الكلمة المركزية واحدة في غزة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وفي الضفة الغربية لنائب رئيس حركة فتح محمود العالول.
وبحسب النائب جمعة، فإنّ البيان أكّد عدّة نقاط في ما يخصّ الساحة الفلسطينية الداخلية، وهي الدعوة لترسيخ الوحدة الوطنية وجعلها واقعاً ملموساً، وإثبات أنّ خيارات الشعب الفلسطيني مفتوحة وليس لها حدود.
كما تضمّن البيان دعوة لتفعيل المقاطعة عبر الدعوة الجادّة لمقاطعة المنتوجات «الإسرائيلية» والأميركية التي يمكن الاستغناء عنها لوجود بدائل محلّية فلسطينية.
وتوجّه البيان الأول لثورة القدس إلى الشعوب العربية والإسلامية وأنصار القضية الفلسطينية بنداء لزيادة الفعاليات المناصرة للقدس.
إلى ذلك، أكّد رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، أنّ الحركة لن تعود إلى حكم قطاع غزة أو إدارته، ولن تكون طرفاً في الانقسام بعد الآن، مضيفاً أنّ قرار حماس بهذا الشأن «استراتيجي ولا عودة عنه».
وقال السنوار في لقاء جمعه مع مؤسسات المجتمع المدني في غزة مساء الأربعاء، إنّ الانقسام الفلسطيني أضرّ بحماس كحركة مقاومة، وأضرّ بالشعب الفلسطيني، وأضرّ بالمشروع التحرّري أبلغ الضرر، ولذلك يجب أن ينتهي إلى غير رجعة مهما كانت الظروف والأثمان التي يجب أن تُدفع.
وأضاف السنوار، أنّ حماس قدّمت «كافّة التسهيلات والتنازلات»، مشدّداً أنّ الحركة مستعدّة للمضيّ قُدُماً في هذا الطريق حتى النهاية، معتبراً أنّ ما قام به ترامب بإعلانه حول القدس يتطلّب الإسراع في خطوات المصالحة، وإنهاء هذا الفصل المأساوي في تاريخ الشعب الفلسطيني، ويشكّل فرصة حقيقية لتجاوز كافّة الضغوط لعرقلتها.
وطالب رئيس حركة حماس في قطاع غزة مؤسسات المجتمع المدني بـ»التحرّك الفعلي» لتشكيل حماية وحصانة للمصالحة وإنقاذها، معتبراً أنّ التغيّرات المحلّية والإقليمية تتطلّب جهداً حقيقياً لتوحيد الوضع الفلسطيني، وأن تكون الأولوية للمشروع الوطني بعيداً عن الانتماء التنظيمي والحزبي، وأن تكون فلسطين بوصلة الجميع.
وحذّر السنوار من أن يتمّ تكريس الانقسام لسنوات عديدة في حال فشلت المصالحة الحالية، لافتاً إلى أنّ استمرار الأوضاع كما هي عليه ستكون لها «نتائج كارثية»، ولذلك حماس لن تكون جزءاً من هذا «المشهد المدمّر والمضرّ» بكلّ مصالح الشعب الفلسطيني حالياً ومستقبلاً.
وفي سياقٍ آخر، تقدّمت حركة حماس بالشكر للمؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا لتخفيضه مستوى التمثيل الدبلوماسي لجنوب أفريقيا لدى «إسرائيل» من سفارة إلى «مكتب اتصال»، واعتبرتها خطوة مهمّة على طريق «عزل هذا الكيان وفضح جرائمه وسياساته العنصرية المتطرّفة، ونزع الشرعية عنه». داعيةً إلى مزيد من هذه الإجراءات والخطوات سواء من الأحزاب أو الدول أو المؤسسات.
وفي السّياق، واصل الفلسطينيّون انتفاضتهم في المدن الفلسطينية، ردّاً على قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية من «تلّ أبيب» إلى القدس، وقمعت قوات الاحتلال أمس المظاهرات في بيت لحم بالضفة الغربية.
على صعيد المواجهة في المحافل الدولية، اعتبرت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أنّ الأمم المتحدة معادية لـ»إسرائيل»، مؤكّدةً أنّ واشنطن ستنقل سفارتها إلى القدس ولن يمنعها من ذلك أيّ قرار.
وقالت هايلي في كلمتها خلال الجلسة الطارئة للأمم المتحدة، أمس، بخصوص قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب: «نحن سننقل سفارتنا إلى القدس، ونعتقد أنّ هذا هو الأمر الصائب، بغضّ النظر عمّا تعتقده الدول الأخرى».
وأوضحت هايلي أنّ قرار ترامب بشأن القدس، يعكس إرادة الشعب الأميركي، مضيفةً أنّ التصويت سيظل خالداً في أذهاننا، مهدّدة بقطع الدعم المالي عن كلّ من سيقف ضدّ قرار الولايات المتحدة.
وأوضحت هايلي، أنّ السفارة الأميركية ستوضع في القدس، وهذا ما قرّره الشعب الأميركي، مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة.
وأضافت المندوبة الأميركية: «يجب أن أدافع عن سيادة الولايات المتحدة الأميركية، فالولايات المتحدة هي أكبر مساهم في الأمم المتحدة ومؤسساتها، ونحن نقوم بذلك من أجل تقدّم قيمنا، وعندما نشارك فيها فهذا لصالح العالم كلّه».
وقالت هايلي: «نحن نقدّم التعليم والطعام للفقراء، ونبقي على إحساسنا بالمسؤولية، وهذه هي الطريقة الأميركية، وعندما نكون أسخياء مع الأمم المتحدة لدينا توقّعاتنا المشروعة بأنّ هذا المجهود الأميركي يُحترم، وعندما نتعرّض لهذه الهجمات فهذا يعني أنّ الدولة التي تهاجمنا لا تحترمنا».
وفي السّياق، وصف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بأنّها «بيت أكاذيب»، وذلك قُبيل التصويت المقرّر على مشروع قرار يطالب واشنطن بسحب اعترافها بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وقال نتنياهو في تصريحات أمس: «إنّ «دولة إسرائيل» ترفض تماماً هذا التصويت، حتى قبل الموافقة على مشروع القرار».
وأضاف نتنياهو: «القدس عاصمتنا، وسنواصل البناء هناك وستنتقل السفارات الأجنبية، تتقدّمها الولايات المتحدة، إلى القدس، سيحدث هذا».
هذا، واعتمدت الجمعية العامّة للأمم المتحدة أول أمس الأربعاء، بأغلبيّة ساحقة، قراراً يؤكّد حق الشعب الفلسطيني في السيادة على موارده الطبيعية، وصوّتت الجمعية بأغلبيّة 163 دولة لصالح القرار، فيما صوّتت 6 دول ضدّه، وامتنعت 11 دولة عن التصويت.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت، الاثنين الماضي، خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي، حقّ الفيتو ضدّ مشروع قرار مصري، يعتبر أنّ اتخاذ أيّ خطوات أُحادية بشأن القدس يُعتبر غير شرعيّ وباطلاً، ويقوّض عملية التسوية للصراع الفلسطيني الصهيوني.