درويش: ما سُمّي «الربيع العربي» دمّر البشر والحجر
أُقيم احتفال ميلادي في كنيسة القديس برنابا للروم الملكيين الكاثوليك في لندن، بحضور وليّ العهد البريطاني الأمير تشارلز ورئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش وعدد من ممثّلي الكنائس في بريطانيا.
وألقى درويش كلمة، قال فيها: «أتيت من لبنان، من مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع، لأكون معكم وأشارككم هذه الصلاة. أنا بينكم اليوم لأنقل لكم صورة عن وضع منطقتنا التي هي من أكثر المناطق التي عانت وما زالت من اضطرابات على الصُّعد كافّة، وأنا لا أقصد فقط رعايانا المسيحيين، بل أيضاً العديد من المسلمين الذين لنا معهم روابط وثيقة».
وأشار إلى أنّ المسيحيّين لعبوا عبر التاريخ دوراً حيوياً في الشرق، «لكن الذي حصل، خصوصاً منذ عام 2011 وما سُمّي «الربيع العربي»، قد دمّر البشر والحجر. لقد حصلت تصفية وحشيّة لبعض المطارنة والكهنة، كما أنّ أدياراً مسيحيّة وكنائس قد جرى تدميرها. إنّ الرسالة واضحة، ليس فقط من قِبَل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ولكن من قِبَل آخرين أيضاً، وفحوى الرسالة أنّ المسيحيّين غير مرغوب بهم في الشرق، لقد جرى رفضنا، وباتت الآلاف المؤلّفة من العائلات خارج بيوتها».
ولفتَ إلى أنّ لبنان استقبل مليوناً ونصف مليون نازح سوريّ، وهو يُعتبر الدولة التي لديها أكبر عدد من النازحين قياساً للفرد الواحد.
وبعدما عرض للمساعدات التي قدّمتها أبرشية الروم الكاثوليك في زحلة للنازحين، اعتبر أنّ الجماعات المسيحيّة، المتضائلة على الدوام، في العراق وسورية وأجزاء أخرى من الشرق، هي الآن تواجه المخاطر، وأيّة ضربة أخرى من الإرهاب المتطرّف قد تطفئ نور الحضور المسيحي.
وتوجّه بالشكر إلى تشارلز، «لأنّكم أصغيتم باهتمام إلى صرختنا، ولتجاوبكم مع حاجاتنا، ولدعمكم لنا وبحضوركم بيننا».
بدوره، أعرب تشارلز عن سروره بلقائه في وقت سابق من هذا العام المطران درويش. وقال: «يبدو لي أنّه في الأوقات العصيبة الراهنة التي يواجه فيها عدد كبير من المسيحيّين في الشرق تجارب صعبة، باستطاعتنا توفير بعض الراحة الممكنة من خلال العودة إلى علاقتنا العميقة بالكنيسة الأولى»، معتبراً أنّ «هذا الاضطهاد البربري هو الأكثر قسوة ورعباً في وقت لم يعِ كثير من المسيحيين ذلك».