اختتام مهرجان لبنان السينمائي الدولي
اختتمت إدارة مسرح اسطنبولي و«جمعية تيرو للفنون»، فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، وذلك بمشاركة 52 فيلماً ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان في مدينتَي صور والنبطية.
حضر حفل الختام في مدينة صور ممثلون عن وزارة الثقافة والسفارة الهندية وبلدية صور وإدارة الريجي اللبنانية، الملحق الثقافي الإيطالي إدواردو كريزاوي، رئيس «مهرجان النهج العراقي» حيدر جلوخان، والمخرج الهندي رافيندر داكا والمخرجة الهولندية إليان ديركشان والمخرج الإيراني عباس أغسامي والممثل الجزائري الهاشمي زرواء والمخرج رفيق مبرك، وحشد من الأهالي والطلّاب والمهتمين.
وجاءت نتائج المهرجان على الشكل التالي: نال فيلم «بيل فيل» لجونغ ونهي جائزة أفضل فيلم قصير، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وكوريا الجنوبية، ونال الإيطالي أنطونيو لاجوكاميرا جائزة أفضل تصوير سينمائي عن «فلاش دست» مناصفةً مع «ياسمين» لراغد شاراباتي من لبنان، ونال جائزة أفضل نصّ «فيدل» للإسباني إدواردو كاسانوفا، أمّا جائزة أفضل فيلم تحريك، ففاز بها مناصفةً كل من «فرويل» لليون فيدمار من سلوفينيا و«ترمبيت مان» لإميليونغ من هونغ كونغ. ونالت سوزان وولف جائزة أفضل ممثلة عن الفيلم الألماني «ديكوش» لجو بول كيناست، ونال ماكس فيسشنالر جائزة أفضل ممثل عن الفيلم النمسوي «إرانروف» ليوهان شولز، ونال الياباني يفوننغ جائزة أفضل إخراج عن فيلم «كلودكومو» مناصفةً مع الإيراني محسن نابافي، وحصد الدنماركي كميل بيلدسو جائزة أفضل فيلم وثائقي عن «أنا لا أزال على قيد الحياة» مناصفةً مع فيلم «صوفي» للمخرج المصري خالد عبد السميع، ونال أحمد خليل عن «ساجا» من جامعة «NDU» جائزة أفضل فيلم لبناني مناصفةً مع فيلم «الإخوة سحاب» لمنار سعد من جامعة «القديس يوسف»، أمّا جائزة تنويه لجنة التحكيم فحصدها المخرج الهندي برافين كارونا عن «ليمبان» والجزائري رفيق مبرك عن فيلم «أغصان متقطعة».
وقال إدواردو كريزاوي: إنّ إقامة المهرجان بدورته الرابعة يشكّل علامة هامّة، خصوصاً أنه يعتمد على المناطق البعيدة عن العاصمة، ما يسمح للجمهور في جنوب لبنان مشاهدة أفلام من مختلف ثقافات العالم، ونحن سعداء بمشاركة أكثر من فيلم إيطالي في المهرجان.
وقال رفيق مبرك: سعيد بأنّنا كعائلة مع المخرجين المشاركين نتشارك التجربة ونعتبر أن اللجنة المنظمة للمهرجان أخذت على عاتقها مهمة كبيرة، متمثلة بنشر ثقافة السينما في هذه المناطق، وفي حضور الطلاب والعائلات للأفلام مستقبل للمدينة وللسينما في لبنان.
من جانبها، قالت إليان ديركشان: «للمرّة الأولى أزور لبنان، ويشارك فيلمي في هذا العرس السينمائي الدولي مع أفلام مشاركة من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا، ما يشكل لقاء للثقافات من خلال الفنّ السابع. وعلى هذه الشاشة تكمن متعة المشاهدة كي نبني جيلاً يعشق السينما والفنّ، وهذا ما تعكسه إدارة المهرجان على رغم الإمكانيات المحدودة، فإنها تصنع الجمال وتحقّق المستحيل والكثير من الأحلام الجميلة بلغة إنسانية تحقّق السلام والفنّ كحق مشروع للجميع».
وقال رافيندر داكا: «نحن نشهد في الدورة الرابعة للمهرجان أفلاماً من مختلف ثقافات وحضارات العالم، وحضوري، من الهند لمشاركتكم هذه التظاهرة الثقافية هو حلم بالنسبة إليّ، ما سمح لي بالتعرّف إلى هذا البلد الرائع، ومن خلاله إلى الثقافة العربية، وهو فخر بالنسبة إليّ تمثيل بلدي ومشاركة الجمهور اللبناني هذه التجربة الفريدة المتمثلة في مسرح اسطنبولي الذي يجعل لبنان حاضراً على الخريطة الثقافية العالمية من خلال المهرجانات السينمائية والموسيقيّة والمسرحيّة الدولية».
أمّا حيدر جلوخان فأوضح: «نحن في مهرجان النهج العراقي نعمل على إقامة اتفاقية تعاون ثقافي مع اللجنة المنظمة لـ«مهرجان لبنان السينمائي الدولي» الذي يعرض في هذه الدورة عدداً كبيراً من الأفلام العراقية وأفلام الشباب والأفلام العالمية، وهذا المزيج يعطي التنوع للمهرجان الذي يعرض في مناطق بحاجة ضرورية إلى كلّ أنواع الفنون التي غابت عنها بسبب الحروب والأزمات التي شهدها لبنان».
فيما اعتبر الممثل والمخرج قاسم اسطنبولي أنّ إقامة المهرجان بالضرورة من أجل الإنماء الثقافي المتوازي في جميع المناطق خصوصاً المهمّشة ثقافياً، وأهمية استمرارية المهرجانات السينمائية والمسرحيّة والموسيقيّة خارج المركزية الثقافية، ما يؤسّس جمهور سينمائي جديد من طلّاب المدارس والجامعات والعائلات، وتفعيل ذلك من خلال تحسين السياسات الداعمة للثقافة والشباب وإلزامية المسرح المدرسي والسينمائي في المنهج الدراسي وإنشاء مسارح وطنية لبنانية من قبل المؤسسات العامة والخاصة.
وقد عُرضت في مهرجان لبنان السينمائي الدولي، أفلام روائية ووثائقية وأفلام تحريك قادمة من 27 دولة هي: الصين، وإيطاليا، واليابان، والبرازيل، واليونان، وماليزيا، ومصر، وكندا، وسويسرا، والعراق، وإيران، والولايات المتحدة الأميركية، وإسبانيا، وألمانيا، والدنمارك، والجزائر، والأردن، وهولندا، وفرنسا، والهند، وتونس، والمغرب، والنمسا، وكوريا الجنوبية، وهنغاريا، وفلسطين ولبنان.
وضمّت لجنة التحكيم كلّاً من: المخرج شادي زيدان، نائب نقيب الممثلين علي كلش، الممثلة وفاء شرارة، والممثل الفلسطيني أحمد صلاح.
ونظّم فعاليات المهرجان المجانية، فريق متطوعي «جمعية تيرو للفنون» التي تعمل على توفير مساحات ثقافية حرّة ومستقلّة وإقامة الأنشطة الثقافية المتنوعة بينها مهرجانات دولية مسرحية وسينمائية وموسيقيّة وورش عمل تدريبية وعروض الأفلام، وذلك بهدف استعادة النشاط الثقافي والفني وتفعيل الإنماء المتوازي وكسر المركزية الثقافية من خلال إعادة فتح دور السينما المقفلة في لبنان كسينما «ريفولي» و«الحمرا» و«ستارز» التي شهدت أخيراً إقفالاً قسرياً، بعدما أُعيد فتحها بعد 27 سنة، على إقفالها في مدينة النبطية. هذا وعرضت الأفلام المشاركة في «ثانوية صور الرسمية» ومركز «جمعية التجّار» في النبطية بالتعاون مع المدارس والجامعات بهدف ترسيخ الحركة السينمائية في الجنوب وفي القرى والبلدات، ودعم السينما المحلية وأفلام الطلاب والتبادل الثقافي وإقامة الورش والندوات.