بوتين يشارك بذكرى تحرير بلغراد: أوباما ينتهج سلوكاً عدائياً تجاه روسيا
جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لصربيا التأكيد على ثبات الموقف المبدئي الروسي إزاء قضية إقليم كوسوفو.
وقال بوتين خلال لقاء مع نظيره الصربي توميسلاف نيكوليتش في بلغراد، أمس، إن الموقف الروسي «مبني ليس فقط على علاقات الصداقة القائمة بيننا، بل وعلى القانون الدولي والعدالة».
و تأتي زيارة الرئيس الروسي لصربيا للمشاركة في الذكرى الـ70 لتحرير العاصمة بلغراد من النازيين في عملية مشتركة للجيش الأحمر السوفياتي وجيش التحرير الوطني اليوغوسلافي، حيث شارك بوتين نظيره الصربي توميسلاف نيكوليتش في وضع إكليل من الزهور عند النصب التذكاري للجنود الذين حرروا المدينة أثناء الحرب العالمية الثانية.
وعلى هامش الزيارة القصيرة، وقعت روسيا وصربيا مجموعة من الاتفاقيات المشتركة، كما عقد بوتين مباحثات مع نظيره الصربي ورئيس الوزراء ألكسندر فوتشيتش، تناولت مسائل الطاقة وديون الغاز المستحقة لروسيا على صربيا والتي تقدر بـ198.2 مليون دولار.
كما ناقش الرئيسان إمكانية فتح السوق الروسية أمام واردات سيارات «فيات» المنتجة في مصانع صربيا. وتم توقيع تسع اتفاقيات بين البلدين، منها اتفاقية حكومية مشتركة للتعاون في المجال العسكري التقني، إضافة إلى بروتوكول بين شركة «غازبروم أكسبورت» الروسية والحكومة الصربية ممثلة بشركتي «يوغوروسغاز» و»صربياغاز»، ومذكرة حول كفاءة الطاقة والحفاظ على الطاقة والطاقة المتجددة بين وكالة الطاقة الروسية ووزارة الطاقة في صربيا، علاوة على توقيع بروتوكول لتبادل البيانات الجمركية للبضائع.
كما وقعت شركة سكك الحديد الروسية اتفاقيتين الأولى وثيقة تكميلية لإعادة بناء الأجزاء الشمالية من خطوط سكك الحديد في صربيا، والثانية لتوريد 27 قطار ديزل إلى صربيا.
وفي وقت سابق، اعتبر بوتين أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ينتهج سلوكاً عدائياً ضد روسيا، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن العقوبات الغربية ضد موسكو مخالفة لقواعد المنطق.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة «بوليتيكا» الصربية مع الرئيس الروسي عشية زيارته إلى بلغراد، أوضح بوتين: «لطالما سعينا إلى بناء علاقات منفتحة وشراكة مع الولايات المتحدة ولكننا كنا نصطدم بمحاولات للتدخل في شؤوننا الداخلية».
وأضاف: «ما يحدث منذ بداية العام بيننا يدعو إلى مزيد من التشاؤم. فالرئيس الأميركي أوباما صنف في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ما أسماه العدوان الروسي في أوروبا ضمن أهم 3 مخاطر تتهدد البشرية إلى جانب وباء إيبولا وتنظيم الدولة الإسلامية». واستطرد بوتين: «لا يمكن توصيف الموقف الأميركي إلا بالعدائي».
وتابع الرئيس الروسي قائلا: «على شركائنا أن يدركوا بكل وضوح أن محاولات الضغط على روسيا عبر إجراءات أحادية الجانب وغير شرعية لا تساعد في التوصل إلى التسوية بل تزيد الأمور تعقيداً»، علماً أن القرارات القاضية بفرض عقوبات جديدة تأتي بوتيرة شبه متزامنة مع عقد اتفاقات من شأنها دفع العملية السلمية إلى الأمام.
وأضاف بوتين أنه إذا كان المراد من العقوبات هو عزل روسيا فهو هدف غير واقعي وعبثي، لأن تحقيقه مستحيل لكن السعي إليه قد يلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد الأوروبي والعالمي.
تصريحات بوتين جاءت بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن الجيش الأميركي سيضطر إلى مواجهة الإرهابيين، وكذلك الجيش الروسي الحديث والقوي.
وقال هاغل في واشنطن أمس إن «سقف التحديات الماثلة أمام الجيش الأميركي في المستقبل سيرتفع وستصبح أكثر تنوعاً وصعوبة، فخطر الإرهابيين والمتمردين سيتواصل لأمد طويل، لكن سيتوجب علينا أيضا التعامل مع روسيا المرتدة، ومع جيشها الحديث والفعال الواقف على عتبة الناتو».
وأكد رئيس البنتاغون أن الجيش الأميركي يضمن أمن الولايات المتحدة «وهو ما يتجسد في مناطق غرب أفريقيا»، حيث يحاول الجنود الأميركيون المساعدة في وقف انتشار عدوى إيبولا، وكذلك في بولندا ودول البلطيق حيث يساندون قوات حلف شمال الأطلسي «في وجه العدوان الروسي»، بالإضافة إلى العراق حيث يواجهون إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية.
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كلمة ألقتها أمام البرلمان أمس إن العقوبات التي فرضت على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية كانت ضرورية لكنها لا تمنع الحوار مع موسكو. ووصفت الموقف في أوكرانيا بأنه «صعب للغاية».
وكانت ميركل قد تحدثت قبل قمة بين دول الاتحاد الأوروبي وآسيا عقد في مدينة ميلانو الايطالية أمس الخميس، حيث ستلتقي مع زعماء آخرين من أوروبا الرئيس الروسي لأول مرة منذ شهور.