مصر تقترب من التحوّل إلى مركز للطاقة مع احتمال فقدان السيطرة على نهر النيل

قال مركز «ستراتفور» الأميركي، للتحليلات الاستراتيجية، «إنّ مصر ستضطر للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إثيوبيا، لأنه بمجرد بناء سد النهضة، يجب تنسيق عمليات ملء خزان السدّ مع إثيوبيا».

وذكر المركز في تقرير عن مستقبل نهر النيل في ضوء بناء سد النهضة الإثيوبي، بعنوان «مصر تستعدّ لفقدان السيطرة على نهر النيل»، وأفاد التقرير بأنه «خلال العقد الماضي، تحوّل ميزان القوى في سياسة نهر النيل لصالح دول المنبع، والتي بدأت في تحدّي نفوذ مصر على موارد النهر».

وأشار التقرير إلى أنّ «مصر ستواصل الحفاظ على اللهجة العدوانية ضدّ إثيوبيا في محاولة لإجبارها على الاستسلام لمطالب القاهرة، ولكن في النهاية سيتمّ إتمام بناء السد».

وأكد التقرير أنّ «بناء السد أصبح أمراً واقعاً، فيما تفقد القاهرة ميزة التفاوض»، وقال «إنّ قدرة إثيوبيا على تقديم تنازلات لمصر أصبحت محدودة»، لافتاً إلى أنّ «القاهرة تقدّمت بشكوى إلى شركائها في الجامعة العربية وإلى البنك الدولي، ولكن دون جدوى، بسبب اتساق إثيوبيا في رسالتها بأنّ الري ليس جزءاً رئيسياً من خطة السد».

وقال التقرير إنه «من المرجّح أن تجبر مصر على العودة إلى طاولة المفاوضات عاجلاً وليس آجلاً»، مضيفاً «أنّ انحسار الخيارات أمام القاهرة، وتراجع قدرتها على التوحّد مع السودان ضدّ دول المنبع، واستمرار بناء السد يظهر عدم جدوى تكتيكات القاهرة القديمة، وأنّ دول المنبع تكتسب النفوذ في سياسات مياه حوض النيل».

وأكد التقرير «أنه مع تزايد عدد سكان مصر، فإنّ تحديات إدارة إمدادات المياه لن تكون أسهل في العقود المقبلة»، مشيراً إلى أنّ «مستوى العجز المائي في مصر، أقل من دول عدة في الشرق الأوسط، ولكن أي انخفاض في معدلات وصول مياه النهر، حتى ولو لفترة قصيرة، من شأنه أن يزيد التوتر بسرعة».

على صعيد آخر، تعتزم مصر افتتاح رصيف بحري جديد لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعي والمنتجات النفطية على خليج السويس في الأيام المقبلة. وهي خطوة أخرى في خطتها كي تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة.

وتشيد الشركة العربية لأنابيب البترول «سوميد»، التي تشغل منذ عقود خطي أنابيب من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، الرصيف الجديد البالغ طوله 2.5 كيلومتر.

وسيضم الرصيف البحري ثلاثة مراسٍ لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعي والمنتجات البترولية. ومن المقرر أن يكتمل إنشاء الرصيف مع نهاية الشهر الحالي، وفقاً لما نقلته صحيفة «المصري اليوم» عن محمد عبد الحافظ رئيس مجلس إدارة سوميد.

وتبني مصر مستودعات وقود للسفن بمحاذاة قناة السويس وتوسّع طاقتها التكريرية. ولدى البلاد شبكة أنابيب واسعة ومحطتان لتسييل الغاز جاهزتان لتصدير الغاز الجديد فور وصوله.

وتنفق سوميد، المملوكة بنسبة 50 للحكومة المصرية والنسبة الباقية لدول عربية مصدّرة للنفط في منطقة الخليج، 415 مليون دولار لتوسعة منشآتها، التي توجد بالأساس في طرف القناة على البحر الأحمر.

وقال عبد الحافظ «إن الشركة تبني أيضاً مستودعات لتخزين منتجات بترولية بطاقة 300 ألف متر مكعب ومنشآت للتحميل والتفريغ». وأضاف «إنه من المقرّر أن تستكمل المستودعات بحلول نهاية 2018».

وترى مصر أن موقعها الاستراتيجي على جانبي قناة السويس والجسر البري بين آسيا وأفريقيا وبنيتها التحتية سيساعد في تحويلها إلى مركز للتجارة والتوزيع لدول في المنطقة وما وراءها.

كما بدأت شركة «إيني» الإيطالية هذا الشهر أيضاً إنتاج الغاز من حقل ظهر المصري العملاق، الذي يقدّر أنه يحتوي على 30 تريليون قدم مكعبة، ما يجعله أكبر حقل للغاز في البحر المتوسط.

وأعلنت الحكومة المصرية عن «النهج الخاص بتحول البلاد إلى مركز للطاقة في إطار سياستها الجديدة».

وكان وزير البترول المصري طارق الملا قد صرّح عبر مؤتمر صحافي الشهر الماضي «أنه بحلول 2021 ستكون مصر مركزاً إقليمياً رئيسياً للغاز والنفط الخام».

في سياق منفصل، أعلن مصدر في مديرية الأمن في محافظة شمال سيناء، «إنّ قوات الأمن المصرية، تمكّنت، أمس، من قتل 3 مسلحين في العريش شمال سيناء بعد مهاجمتهم مصرفاً في المحافظة المصرية التي تعتبر العريش مركزها الإداري».

وذكر المصدر «أنّ الإرهابيين هاجموا عربة مدرعة كانت تحرس مبنى المصرف في أحد أحياء العريش».

وأضاف أنّ « المسلحين أطلقوا قذيفة صاروخية على العربة المدرعة ومن ثم فتحوا النيران وهو ما تسبب بمقتل أحد عناصر الشرطة».

وخلال ملاحقة المجرمين تمكّن رجال الأمن من «قتل 3 منهم وبعد الهجوم رفع مستوى التأهب بين قوات الأمن في المنطقة»، بحسب المصدر الأمني.

كما أنّ مصادر أمنية مصرية أخرى، قالت في وقت سابق، أمس، «إنّ شرطياً ومدنياً قتلا وأصيب آخرون بجروح، جراء الهجوم».

وذكرت المصادر «أنّ مسلحين أطلقوا قذيفة صاروخية ثم فتحوا النار على مدرعة للشرطة أثناء حراستهم مصرفاً».

وأضافت «أنّ المهاجمين تمكنوا من الفرار من مكان الحادث».

فيما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أمني مصري قوله إنّ «ثلاثة جنود جرحوا بانفجار عبوة ناسفة في مدرعة للشرطة، ونقل الجنود إلى مستشفى العريش العسكري».

وأشار المصدر إلى «وصول قوات كبيرة من الجيش والشرطة، وتم إغلاق المنطقة والشوارع الرئيسية في العريش».

يذكر أنّ سيناء تشهد منذ أكثر من أربع سنوات معارك ضارية بين قوات الأمن وجماعات مسلحة، أدت إلى مقتل مئات من عناصر الجيش والشرطة، ويقول الجيش إنه قتل مئات من «الإرهابيين» هناك في حملات عسكرية برية وجوية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى