التشكيليّ معتز العمري: إذا خلا الفنّ من الإنسانية يفقد الكثير من قيَمه الجمالية والروحية
يرى الفنان التشكيلي معتز العمري في الحضور الدائم للقضية الفلسطينية برموزها في أعماله مفتاحاً للولوج في باب الإبداع الفنّي، لأن أهمية هذه القضية وتشعّبها يتيحان المجال أمام الفنان للتعبير عن نفسه وهواجسه.
ويقول العمري في حديث صحافيّ: التزام الفنان بقضية فلسطين والتأكيد على أننا أصحاب هذه الأرض لا يشكّلان عائقا أمام إبداعه، كون هذه القضية إنسانية ووجدانية، والفن إذا خلا من الشيء الإنساني والوجداني يفقد الكثير من قيمه الجمالية والروحية.
ويؤكد العمري في أعماله على استحضار التراث الفلسطيني الذي يتعرّض للطمس والتشويه والسرقة على يد الاحتلال الصهيوني. ويقول عن ذلك: استخدموا هذا التراث في عملية تهويد القدس وطمس معالمها الفلسطينية وجعلها تبدو وكأنها ملكهم. وكفنانين مسؤوليتنا كبيرة في التأكيد على عروبة القدس وطابعها الديني الإسلامي والمسيحي وترسيخ هذا التراث في لوحاتنا على أنه امتداد لأجيال سبقتنا من شعبنا الفلسطيني.
ويدعو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين كل الاتحادات والنقابات الفلسطينية المعنيّة بالفنّ والإبداع إلى المساهمة في مواجهة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال، وإقامة معارض متزامنة في جميع أنحاء العالم لفنانين تقدّم القدس كموضوع أساس ومباشر لتشكل صدمة للعدو الصهيوني، تترافق مع ما يقدّمه الشباب المقاوم داخل فلسطين.
ويرى العمري في ما تتعرض له القدس حالياً حافزاً لكلّ فنان مؤمن بهذه القضية بأنها قضية إنسانية لتكون حاضرة في جميع أعماله الفنية المقبلة حتى تعود هذه المدينة إلى مقدمة الحراك الفني.
ويميل العمري في أعماله التي ينفّذها إلى المدرسة التعبيرية التي تحمل في طيّاتها الكثير من الأحاسيس التعبيرية والتشكيلية النابعة من الداخل. ولا يخفي تأثره بالفنانين الراحلين الفلسطيني مصطفى الحلاج والسوري برهان كركوتلي والإسبانيين غويا وبيكاسو ضمن سعيه إلى وضع بصمته الخاصة حيث يقول: أعمل الآن على أسلوبي الخاص الذي يجمع بين الشرق من رموز ومكوّنات، والغرب من حداثه وتطوير للعمل الفنّي برؤية شمولية.
يُذكر أنّ الفنان التشكيلي معتز العمري حاصل على دبلوم في الرسم والديكور من «في تي سي» التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» عام 1994، وهو خرّيج معهد أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية في دمشق اختصاص غرافيك عام 2000، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ومسؤول المعارض فيه. كما أنه عضو مؤسّس في تجمّع فنّاني فلسطين، ومدرّس غرافيك في المركز التربوي للفنون التشكيلية التابع لوزارة التربية.
شارك العمري الفنان الراحل الحلاج في طباعة أعماله وجداريته فضلاً عن مشاركته في عدد من المعارض الكبرى في سورية وفي ملتقى بصمات الفنانين العرب في مصر 2015، وفي معرض عبير الثرى في مدينة غزة في فلسطين 2014. وأعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة في سورية.