نصرالله: سنحوِّل الحرب «الإسرائيلية» علينا فرصة أبعد من الجليل والسعودية كانت تدفع بلبنان إلى حرب أهلية وفرنسا لديها معطيات
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن على محور المقاومة أن يتهيّأ للحرب التي يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو يُعدّانها وتحويل التهديدات فرصة تاريخية تكون أبعد من الجليل، كاشفاً عن أن «المقاومة تستطيع إلحاق الهزيمة بـ «إسرائيل» بعشرات الصواريخ الدقيقة مع انتقاء الأهداف. وكشف عن أن ما كان يُحضَّر للبنان سعودياً هو شيء خطير، لافتاً إلى أن السعودية كانت تدفع بلبنان الى حرب أهلية.
وأكد أنه يتمّ استيعاب الموقف بشكل سريع في إيران، معلناً أن نيّات ترامب و»الإسرائيلي» والمسؤولين السعوديين خابت في إيران.
ما يجري في إيران ليس سياسياً
واعتبر السيد نصرالله في مقابلة ضمن برنامج «لعبة الأمم» على قناة «الميادين» أن «ما يجري في إيران ليس سياسياً، كما حصل في انتخابات العام 2009، في حين أن المشكلة اليوم ليست داخل تيارات النظام، وبدايته حصلت مع مجموعة استثمارات مالية أفلست. وهذا ما يحصل في أي بلد، فحصلت احتجاجات، ولكن الذي حصل هو دخول مجموعات على الخط لابن شاه إيران ومجموعة «مجاهدي خلق».
ولفت إلى تعاطي القيادة الإيرانية بهدوء وتمّت عملية فرز المحتجين لأسباب مالية عن أولئك الذين قاموا بأعمال شغب، إضافة إلى التدخل الخارجي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نائبه إلى رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو وصولاً إلى السعودية.
وأشار إلى تجاوز ما حصل وفقاً لما أعلنه القادة الإيرانيون بالرغم من أن الحرس الثوري لم يتدخل.
واعتبر أن الوضع الاقتصادي في إيران من اكبر التحديات لها منذ الحروب التي فرضت عليها منذ العام 1980 من قبل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية عليها، ناهيك عن النمو السكاني وارتفاع نسبة البطالة. متوقفاً عند ما طرحه الإمام الخامنئي حول الاقتصاد المقاوم وضرورة الاستماع إلى مطالب الشباب، ولكن مع منع أي تدخل خارجي.
وأكد التعاضد بين الحكومة الإيرانية وبقية المسؤولين في الحكم لإجراء المعالجات الجدية لاحتجاجات المتظاهرين. وعن بعض الشعارات المرافقة لدعم غزة ولبنان وتأثير ذلك على دعم المقاومة قال السيد نصرالله «هذا شعار ليس جديداً، وقد سبق أن تمّ طرحه العام 2009، وهو سجال موجود، ولكن ليس له قاعدة كبيرة لأن التأييد الأكبر هو للسياسات الخارجية الإيرانية تجاه فلسطين والقدس والمقاومة»، مشدّداً على أن هذا جزء من عقيدة الشعب الإيراني وباعتباره جزءاً من الأمن القومي الإيراني.
وتطرّق إلى تأييد إيران لسورية، فأشار إلى التوضيحات التي حصلت من القادة الإيرانيين للشعب الإيراني بهذا الشأن. ونفى وجود تأثير لهذا السجال على دعم الشعب الإيراني لحركات المقاومة في المنطقة، مؤكداً أن الشعب الإيراني إذا طُلب منه التبرع حالياً لحركات المقاومة فلن يتردّد.
وأعلن أن نيّات ترامب و«الإسرائيلي» والمسؤولين السعوديين خابت حول ما جرى في إيران.
نهاية «إسرائيل»
وفي ما خصّ الملف الفلسطيني، رأى السيد نصر الله أن إعلان ترامب بشأن القدس يعني نهاية «إسرائيل»، وأن «عملية التسوية» انتهت بعد قرار ترامب وتصويت «الليكود» وقرار «الكنيست»، مشدّداً على أن نهج التسوية لن يؤدي إلى نتيجة والحل هو نهج المقاومة الذي حقق الإنجازات والانتصارات.
وبشأن لقاءاته الأخيرة مع الفصائل الفلسطينية، قال السيد نصر الله إنها هدفت إلى لمّ الشمل، وأن القدس شكلت جوهر هذه اللقاءات إذ تمّ تثبيت مبدأ التنسيق بينها في كل الساحات، مشيراً إلى أن البحث مع الفصائل تطرّق إلى مسألة تفعيل الانتفاضة في الداخل والخارج وتأمين الدعم لها.
وأكد أن حزب الله لن يتردّد في اغتنام أي فرصة لتقديم الدعم والسلاح للمقاومة في فلسطين.
ونبّه إلى أن ترامب يأخذ المنطقة إلى منحى جديد والفلسطينيين لن يستسلموا، مشيراً إلى أنهم كلهم متمسكون بالقدس عاصمة لدولة فلسطين ولن يتخلوا عن ذلك.
وقال «ترامب ونتنياهو قد يدفعان المنطقة الى حرب وعلى محور المقاومة أن يتحضّر لتلك الحرب»، مضيفاً أن «مشروعنا ليس هو الحرب إنما مشروعنا هو المقاومة»، وأن «على محور المقاومة بالتالي أن يعمل على قاعدة تحويل التهديدات فرصة تاريخية تكون أبعد من الجليل».
وأكد أن مَن يستطيع هزيمة «داعش» بإمكانه بسهولة هزيمة الجيش «الإسرائيلي»، لافتاً إلى أنه كان يمكن إنهاء «داعش» في وقت أقصر لولا المساعدة الأميركية له.
وأوضح أن محور المقاومة المؤلف من إيران وفلسطين وسورية ولبنان يضمّ أيضاً اليمن المستعدّ للمشاركة بالمحور، مشدداً على أن من أهم عناصر القوة في أي معركة مقبلة هو وجود عشرات آلاف المقاتلين المستعدّين لخوض المعركة الكبرى مع الصهاينة.
وتابع السيد نصر الله أن من أهم عناصر المعركة مع العدو هو «المفاجأة»، وأنه يجب أن يكون لدينا مفاجآت وأسلحة متطوّرة في أي حرب مقبلة، كاشفاً عن أن المقاومة تعمل وعملت ليلاً ونهاراً للحصول على كل سلاح يمكّنها من الانتصار في أي حرب مقبلة.
ورداً على سؤال حول وجود أسلحة متطوّرة لدى المقاومة ترك الجواب غامضاً، وقال «يجب أن يكون عندنا ذلك».
وأكد أن «موضوع جبهة الجنوب السوري من المواضيع التي يحسُن السكوت عليها، ومن حق العدو أن يقلق، فوجودنا في الجنوب السوري يقلق «الإسرائيلي»، والمقاومة السورية موجودة في الجنوب السوري»، معتبراً أن «الإسرائيليين لديهم مشكلة بخيارات نقل خزانات الأمونيا وواحدة من الخيارات كانت أن تكون الخزانات في باخرة في البحر. الخيارات في هذا المجال بالنسبة لإسرائيل ليست سهلة، وميزة المقاومة في لبنان أنها تقرأ».
وكشف عن أن «المقاومة لا تحتاج إلى مئة الف صاروخ لإلحاق الهزيمة بإسرائيل، بل عشرات الصواريخ الدقيقة مع انتقاء الأهداف».
وأكد أن «إسرائيل بمساعدة أميركية هي مَن اغتالت عماد مغنية». وشدّد على أن «الصلح مع إسرائيل بالنسبة لنا مستحيل، ولن نعترف بشرعية هذا الكيان لو اعترف به العالم أجمع».
وأشار إلى أن «أميركا تضعنا على لائحة الإرهاب، ولكن تحاول فتح القنوات معنا، وبعد العام 2001 جاء شخص من أصول لبنانية نقل لي رسالة من نائب الرئيس الأميركي فيها إغراءات ليس لها آخر، وقال لنا في الرسالة إن أميركا مستعدة لشطبنا عن لائحة الإرهاب ويرفعون الفيتو عن مشاركتنا في الحكومة، وتكون لكم حصة أساسية ونفتح أمامكم العلاقات الدبلوماسية في العالم، وعرض علينا ملياري دولار نقداً وتحتفظون بسلاحكم»، لافتاً الى أنه «طلب في الرسالة منا التزامنا بثلاثة أمور، أولاً لا إطلاق نار تجاه إسرائيل ، ثانياً عدم تقديم أي مساعدة للفلسطينيين».
وكشف عن أنه «لدينا تعاون في المعلومات مع بعض الدول الأوروبية وأثبتنا لهم أننا لسنا إرهابيين»، مؤكداً أن «العلاقة بين حزب الله وحماس وإيران وحماس لم تنقطع في يوم من الأيام، واليوم الأمور أحسن بكثير من السابق وقد عدنا الى علاقة طبيعية كما في الماضي».
ومن جهة أخرى، أشار الى أن «العلاقة بين حماس وسورية لم نناقشها مع الرئيس السوري بشار الأسد، وحسب معرفتي به الأمور قابلة للنقاش إذا كانت تخدم المصالح الاستراتيجية»، مؤكداً أن «فيلق القدس أساسي في التحضير للحرب الكبرى»، كاشفاً عن أنه التقى الأسد قبل أسابيع.
واعتبر أن من الخطأ أن يعتبر أحد من حلفاء سورية أن الحرب وضعت أوزارها، هي في مرحلتها الأخيرة، وإذا بقي مسار الأمور كما هو، فالحرب ستنهي تقريباً من سنة إلى سنتين، مشدّداً على أن الرئيس الأسد باقٍ إلى نهاية ولايته وقد يترشّح للانتخابات المقبلة.
ولفت إلى «أن هناك انتصاراً كبيراً، ولكن لا يمكننا الحديث عن انتصار نهائي».
«ملف دورة عون» صعب
وفي الشأن اللبناني، أشار السيد نصر الله إلى «أننا نسعى لإيجاد حل للمشكلة التي حصلت في الأيام الأخيرة حول ملف «دورة عون» ونبذل جهداً بين صديقينا لحل المشكلة، هناك مَن يحاول وضعنا في السجال ونحن نتبنّى الرأي الذي ينص عليه الدستور»، مؤكداً أن «موضوع «دورة عون» دقيق وصعب وهناك قراءتان له ونحن لسنا حكماً»، مشدداً على أنه «يجب أن تكون هناك جهة موثوقة لها الحق الدستوري بالحكم في نهاية المطاف»، وقال «لا أعتقد أن هناك حلاً قريباً في هذه المسألة، ولا يمكنني قول شيء».
مخطط سعودي خطير
ولفت الى أن «رئيس الحكومة سعد الحريري معذور حول مسألة احتجازه، ومن الطبيعي أن لا يتحدّث عما جرى معه، لكن كل المعلومات تؤكد خلاف ما يقوله الحريري عن أنه كان بين أهله وأحبابه».
وأضاف «معلوماتنا هي أن ما كان يُحضَّر للبنان سعودياً هو شيء خطير. النيّة كانت أن تُقبل استقالة الحريري ويبقى في السعودية، وإذا أتى رئيس حكومة من خارج «تيار المستقبل» يتمّ تحريض جمهور المستقبل عليه وإذا اختير شخص من المستقبل يُمنَع من تولي المسؤولية. وهناك جلسات نوقش فيها بأرقام المقاتلين وكيفية إيصال السلاح وكان يدفع بلبنان إلى حرب أهلية، وفرنسا لديها معطيات».
وعن موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في المقابلة مع «الميادين» اعتبر السيد نصرالله «أن إثارة الموضوع في هذا التوقيت لم يكن مناسباً ونترك الأمور للنقاش معه في هذا الموضوع».
ولفت إلى أن أي أفق للحل السياسي في اليمن غير موجود بسبب موقف السعودية، مؤكداً أن اليمنيين ليسوا في وارد الاستسلام في مواجهة السعودية.