الجيش وحلفاؤه يتقدّمون في حرستا ويقتربون من سنجار بريف إدلب.. والدفاع الروسية تنفي تدمير 7 طائرات في «حميميم»
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّه يجب التحاور مع ممثّلي الرئيس السوري بشار الأسد، كما يجب تمثيل كلّ المعارضين السوريّين.
واعتبر ماكرون خلال مؤتمر صحافي استعرض خلاله أولويات سياسته الخارجية، وأوّلها «الأمن ومحاربة الإرهاب»، في خطاب أمام السفراء المعتمدين في باريس، أنّه يجب «ربح السلام» في «الشرق الأوسط»، وتحديداً في العراق وسورية لمنع بروز مجموعات إرهابيّة جديدة.
وأمل ماكرون إحراز انتصار عسكري على «داعش» في الأراضي السورية خلال أسابيع، مؤكّداً أنّه سيعمل جاهداً للوصول إلى سلام في سورية، قائلاً: «يجب التوصّل إلى تسوية سياسية تمهيداً لإجراء الانتخابات».
في السياق، أعلن الناطق بِاسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو أمس، أنّ الفرنسيين الذين قاتلوا إلى جانب «داعش» في سورية، يفضّل أن يُحاكَموا داخل الأراضي السورية.
وقال في حديث مع محطة إذاعة RMC، إنّه سيكون من المناسب أكثر أن تجري محاكمتهم هناك في سورية ، ولكن فقط إذا تمّت مراعاة حقوق المتّهمين في محاكمة عادلة. وافترض الناطق الفرنسي أنّ مثل هذه الظروف متوفّرة في الأراضي التي يشغلها الأكراد في سورية.
وقال: «في حال توفّر في القسم الكردي من سورية هيئات قضائية، يمكنها النظر بشكل عادل في هذه القضايا، ومنح جهات الدفاع إمكانيّة الدفاع عن موكّليهم، فسيمثل الفرنسيون أنصار داعش هناك بالذات أمام المحاكم»، بحسب تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أنّه تزايد في الفترة الأخيرة الجدل حول مصير الفرنسيّين الذين حاربوا في السنوات الأخيرة إلى جانب الجماعات الإرهابية وخاصة «داعش» في سورية. وقبل أيام، تمكّنت قوات الأمن الكرديّة في سورية من توقيف الفرنسية إميلي كونيغ، التي طالبت بمحاكمتها في وطنها فرنسا وليس في سورية.
ميدانياً، شنّ الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً لفكّ الحصار عن إدارة المركبات في حرستا بريف دمشق، حيث سيطروا على كتل من الأبنية شرق مبنى المحافظة شمال شرقي العاصمة السوريّة، وسط قصف مدفعي وصاروخي وجوّي مركّز استهدف نقاط المسلّحين في المنطقة.
كما نفّذ سلاح الجو السوري غارة جويّة دمّرت أحد المقارّ القيادية للمجموعات المسلّحة في محيط إدارة المركبات، كما تمّ تدمير غرفة عمليات تنظيم «جبهة النصرة» في حرستا، حيث قُتل معظم قادة الهجوم على إدارة المركبات.
من جهته، قال المرصد السوري المعارض إنّ الجيش السوري نفّذ هجوماً معاكساً في محيط حرستا، تزامناً مع قصف جوّي ومدفعي وصاروخي، بينما ارتفع إلى ما لا يقلّ عن 47 عدد قتلى مقاتلي الفصائل المسلّحة في هذا الهجوم.
وتحدّثت تنسيقيات المسلّحين عن تنفيذ الجيش السوري لعشرين غارة جوية على الأقل، وسقوط 200 قذيفة هاون وقرابة 30 صاروخ أرض أرض.
وفي دمشق، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» نقلاً عن مصدر في قيادة الشرطة، أنّ قذيفة هاون أطلقتها المجموعات المسلّحة على حيّ العمارة بالعاصمة أدّت إلى استشهاد امرأة وإصابة 22 مدنيّاً.
وبالتزامن مع المعركة في حرستا، تتابع قوات الجيش السوري وحلفائه عملياتها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث سيطرت على قرى رسم العبيد والفحيل والرويبدة والمشيرفة شمال شرقي قرية أم خلاخيل، بعد مواجهات مع «جبهة النصرة» والفصائل المرتبطة بها، بعد اشتباكات عنيفة وسط قصف مدفعيّ وصاروخي مركّز استهدف مواقع المسلّحين في المنطقة.
المرصد السوري المعارض أشار إلى سيطرة الجيش السوري وحلفائه على 36 قرية على الأقلّ خلال 11 يوماً من المعارك في ريف إدلب، بعدما أجبر الفصائل على الانسحاب منها.
وبحسب المرصد، وصلت قوات الجيش السوري إلى مسافة نحو 4 كلم عن بلدة سنجار الواقعة في القطاع الشرقي من ريف إدلب، التي تُعدّ بلدة هامّة، بحيث يمكّنها من التحوّل إلى موقع تتمركز فيه كمنطلق لعملياتها المستقبلية في ريف إدلب.
على صعيدٍ ميدانيّ آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، عن أنّ عسكريّين اثنين استشهدا في قصف نفّذته فصائل مسلّحة في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية ليلة رأس السنة، لكنّها نفت معلومات لوسائل إعلام عن تدمير سبع طائرات عسكرية.
وجاء في تصريحات لوزراة الدفاع تناقلتها وكالات أنباء روسيّة، أنّه «مع حلول الظلام تعرّضت قاعدة حميميم الجوية لقصف مفاجئ بالهاون قامت به مجموعة مسلّحة متنقلة. نتيجة القصف قُتل عسكريان اثنان». وأضافت أنّه تمّ تعزيز الإجراءات حول قاعدة حميميم بعد الهجوم.
وكانت صحيفة «كوميرسانت» الروسيّة قد قالت إنّ قاعدة حميميم تعرّضت في آخر أيّام عام 2017 ما أسفر عن إعطاب 7 طائرات، من ضمنها مقاتلات من طراز سوخوي 35، التي تُعتبر الأحدث لدى سلاح الطيران الروسي. وكانت وزارة الدفاع أعلنت الثلاثاء عن تحطّم مروحية من طراز مي 24 قرب مطار حماة ومقتل اثنين من طاقمها، وعزت الوزارة الحادث إلى خلل فني وليس لتأثير ناري خارجي.
إلى ذلك، فكّكت الجهات الأمنيّة المختصة ظهر أمس سيارة محمّلة بنحو 500 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار بعد ضبطها شرق مدينة تدمر.
وذكر مصدر في حمص، أنّ الجهات المختصة، وبناءً على معلومات دقيقة وعمليات تحرّ وملاحقة، ضبطت سيارة «تويوتا هايلوكس» حمراء اللون محمّلة بمواد شديدة الانفجار، عبارة عن ألغام وعبوات ناسفة معدّة للتفجير شرق محميّة التليلة بريف تدمر الشرقي».
وبيّن المصدر، أنّ عناصر الهندسة «فكّكوا المواد المتفجرة وأبطلوا مفعولها بنجاح»، مشيراً إلى أنّها «مصنوعة من مواد شديدة الانفجار، ويبلغ وزنها أكثر من 500 كغ».
ودمّرت الجهات المختصة بتدمر في الثامن والعشرين من تشرين الثاني الماضي سيارة مفخّخة بكميات كبيرة من المواد المتفجّرة، وقضت على 8 انتحاريين من إرهابيّي «داعش» قبل وصولهم إلى إحدى النقاط العسكرية المتمركزة في محيط مدينة السخنة.