مساؤك كلّ الدماء الورديّة التي أزهرت الوطن

مساؤك كلّ الدماء الورديّة التي أزهرت الوطن

الجهات تنزّ مسافة

ووحدك تنزّ بوصلة

كلّ مكثّفون هامشا

ووحدك مكثّف بسملة

العابرون تركون نصف انكسار الظلّ

ووحدك تركت ترميم الضوء في

الشمس حين تنساب تزداد توهجّا

وأنت كلّما أخدت ازداد ما لدي

الكون كرة مصغّرة عن بؤبؤ عينيك

وعيناك قمران يتساقط منهما الضوء

بعلو شاهق

اعزف قبلتك على إيقاع قنبلة مدويّة

في أحد شوارع القدس العتيقة

فتنزف شفتاي موسيقى حمراء

وأملأ نصف كأس الموت الفارغ مدى يتّسع بدم الحياة

طفل في بيسان تقيّد ظلّه

فتحرّرت ألف شمس في لبنان

طفل على كتفيه شال

على كتفيه سماء

لا ليدفئ جسده العاري الجامد اشتعالا

على كتفيه سماء

ليدفئ السماء

دبابة فوق جسد

مصفّح بالأسماء

تسير ببطئ ببطئ

لأن الوقت عدو الأشياء

لا،

يا عزيزي قس المسافة جيدا

الجسد فوق الدبابة كامل بأجزائه

والدبابة من تبعثرت إلى أشلاء

رصاصة من اليمين إلى الشمال

رصاصة خلق رصاصة فوق رصاصة

وبعدها رصاصة

بأعصاب باردة

كافية لتقتل الرصاص والقناص والبندقية

ويبقى الطفل شامخاً يحدّق إلى الرصاص بأجفان جامدة

مهما أطفأتم سراجاً أو شموسا

إنّ هذا الليل فينا توقدا

مهما رميتم قنابل نحن ننفجر ينابيع

ونزيد مع الموت ألف عدداً عددا

كلّما أشعلتم رمادكم

وتوهجت ناركم لتحرقنا

سنطفئ النار فنستعر بركانا

كلّما علا منسوب طغيكم

نسير فوف الماء

ونفيض بوجه الغرق طوفانا

إن صلبتم المسيح في غزة أو يافا

سيقوم المسيح في القدس ليعلن موتكم

حاملًا ماء بين أصابعه الصلبانا

ديمة منصور

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى