دمشق: تحرير عشرات القرى في ريف إدلب.. وتدمير مقرّ قيادي لـ«النصرة» في حرستا

بزخم متصاعد تترجمه ضراوة المعارك، واصلت وحدات الجيش السوري عملياتها العسكرية في ريف إدلب لاستئصال الإرهاب في الخاصرة الجنوبية الشرقية لريف المحافظة وإعادة الأمان لقرى منطقة أبو دالي التي أنهكها الإرهاب وعاث قتلاً وتنكيلاً بأبنائها.

الجيش السوري، وفق قادة ميدانيّين، اعتمد على سياسة الهجوم متعدّد النقاط من محاور مختلفة لمباغتة التنظيمات الإرهابية وتشتيت قدرتها الدفاعيّة التي انهارت بسرعة مع تواصل موجات الهجوم الذي نفّذته بشكلٍ دقيق ومتقن مجموعات العمليات الخاصة التي وضعت هدفاً أساسياً هو تطهير هذه البقعة الجغرافية بُغية إيجاد منصّة متقدّمة في ريف إدلب الواسع الذي يعيث فيه تنظيم «جبهة النصرة» وإخوانه إرهاباً، وليكون منطلقاً لعمليات مستمرة نحو تحرير مساحات أوسع وخصوصاً في محور أبو الضهور.

ونقل مصدر عن قادة ميدانيّين قولهم، إنّ وحدات الجيش والقوات الحليفة طوّرت أسلوب عملها الميداني عبر تشكيل رؤوس حربة متقدّمة ومصائد محكمة للمجموعات الإرهابية التي تنشط في الجبهات في خط قتالي يزيد طوله على 50 كم، بدءاً من بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي حتى الشاكوسية شرقاً في ريف حماة الشرقي، بمشاركة عدّة تشكيلات من قوام الجيش السوري والقوات الرديفة التي باتت تمتلك خبرات عالية في قتال ومواجهة تلك الجماعات المرتزقة، وخصوصاً بعد طرد تنظيم «داعش» الإرهابي من كامل قرى ناحية عقيربات، مكتسبة قدرة عالية وهمّة على القتال في جميع ظروف العمل الميداني.

كما ركّزت وحدات الجيش على ضرب قدرات الإرهاب وخطوط إمداده اللوجيستي في العمق بإسناد من سلاح الطيران، لعزل قدرات الإرهابيين وتشتيتها وعدم السماح بالنفاذ إلى خطوط القتال وتدمير آليّاتهم وعرباتهم التي تتقدّم نحو مناطق الاشتباك، أو تلك التي تحاول الفرار، حيث تمّ تدمير العديد من المقارّ والأوكار الرئيسية للتنظيمات الإرهابية، بالأخصّ في تلّ مرق وتلّ مرديخ وسراقب وفق قائد ميداني.

ويلفت القادة الميدانيّون إلى أنّ المرونة العالية لمجموعات الاقتحام في الجيش أسهمت في تحطيم تحصينات الإرهابيين تحت غطاء من الأسلحة الرشاشة والمدفعية، وهو ما ساعد في القضاء على عشرات الإرهابيّين المرتزقة من التركستانيين والشيشانيين وغيرهم في ريف إدلب ذي التضاريس المفتوحة.

التنسيق عالي المستوى بين وحدات الجيش ومختلف صنوف الأسلحة وفقاً للقادة الميدانيين، لعب دوراً بارزاً في تحرير عشرات القرى والتلال في ريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث استعادت خلال أقلّ من شهر على بدء العملية العسكرية عشرات القرى، بدءاً من تلّة بليل وقرية بليل وتل بولص وقرية الشطيب التي تقع بين حماة وإدلب، ثمّ تلاها أم تريكية والظافرية والمشيرفة وتلّة البرميل والزهراء وتلّ خنزير والرجم الأحمر ورجم الحال والفركة والهوية والرويضة وتلّ الأغر ومزرعة وادي الجفرة ورجم المقطع والدريبية ومشرفة أم خنزير وأم صهريج ومحطة القطار فيها، وشم الهوى والزرزور والخوين وأبو دالي والحمدانية وأبو عمر ورأس العين وقبيبات أبو الهدى وأم حارتين وتلّ الأسود والكتيبة المهجورة وعب خزنة وملولح وفجيل جلاس ورسم العبد واللويبدة، يضاف إليها عدد كبير من المزارع التابعة لهذه القرى.

وتؤكّد التقارير الميدانية إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المرتزقة بما يزيد على 150 إرهابياً قتيلاً، ومن أهم قتلاهم في هذه المعارك من يسمّى القائد العسكري في «أحرار الشام» خالد العلوش وهاني العلوش وديبو عبد الحميد عتمان وهو أحد قياديّي «أحرار الشام»، ومحمد عبد الحميد كورج وغيرهم الكثير، إضافةً إلى تدمير أكثر من 10 عربات بعضها مزوّد برشاشات ثقيلة، وضبط مدافع هاون وذخائر مختلفة فيها، وتفكيك عشرات العبوات الناسفة على مداخل وطرقات البلدات المحرّرة من الإرهاب.

وفي السِّياق، شنّ الجيش السوري عملية عسكرية معاكسة لاستعادة النقاط التي خسرها شرق العاصمة دمشق. واستطاع التقدّم ضمن الأبنية السكنيّة لفكّ الحصار عن أكبر منشآته العسكرية في إدارة المركبات.

وذكرت مصادر عسكرية سوريّة أمس، أنّ القوات السوريّة تمكّنت من تدمير أحد المقارّ القيادية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي فى مدينة حرستا بالغوطة الشرقية لريف العاصمة دمشق.

وأضافت المصادر، أنّ الغارات والقصف المدفعي للقوات الحكوميّة السورية أدّى إلى تدمير أحد المقارّ القيادية للمجموعات المسلّحة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي فى محيط إدارة المركبات، والقضاء على غرفة عمليات تنظيم «جبهة النصرة» فى مدينة حرستا فى الغوطة الشرقية.

وكان المرصد السورى أفاد أمس، بأنّ القوات العسكرية السوريّة قامت باستقدام تعزيزات عسكرية إلى أطراف مدينة الغوطة الشرقية بريف دمشق لفكّ الحصار عن قاعدتها بالغوطة الشرقية.

إلى ذلك، أكّد خبراء عسكريّون روس أنّ الاعتداء الإرهابي الذي تعرّض له مطار حميميم بريف اللاذقية يوم الأحد الماضي تمّ بواسطة أسلحة مهرّبة عبر الحدود التركيّة السوريّة المشتركة.

ونقل موقع «فيستنيك موردوفي» عن فريق من الخبراء العسكريين، قولهم إنّ الاعتداء الإرهابي على مطار حميميم «تمّ باستخدام مدفع من نوع فاسيلوك السوفياتي، الذي يعود لخمسينيات القرن الماضي ولا يزال مستخدماً في الكثير من جيوش العالم وتنتجه روسيا حتى الآن».

وأشار الموقع إلى أنّ «الجيش السوري لا يمتلك هذا النوع من المدافع، الأمر الذي يثبت أنّ الإرهابيين حصلوا عليه عبر تركيا، ليؤكّد أنّ واشنطن هي الجهة التي تقف وراء الاعتداء على مطار حميميم».

وتعرّض مطار حميميم يوم الأحد الماضي لقصف من قِبل مجموعة إرهابيّة، ما تسبّب بمقتل اثنين من الجنود الروس العاملين في المطار، بحسب وزارة الدفاع الروسيّة التي نفت أمس ما تداولته وسائل إعلام عن تدمير 7 طائرات حربيّة روسية داخل المطار، ووصفتها بأنّها أخبار زائفة.

وسبق لنائب رئيس لجنة الأمن والدفاع لدى مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش أن رجّح وقوف الولايات المتحدة وراء الاعتداء، معيداً إلى الأذهان استخدام واشنطن قاعدة التنف قرب الحدود السورية العراقية لتدريب إرهابيّي «داعش» الفارّين من الرقة.

وتوجد في مطار حميميم مجموعة الطائرات الحربية الروسيّة المشاركة في الحرب على الإرهاب، حيث تنفّذ منذ أيلول عام 2015 طلعات جوية منتظمة على أوكار الإرهابيّين بناءً على طلب من الجمهورية العربية السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى