دمشق: الاعتداءات تؤكّد نهج العدو الهادف لتفجير المنطقة.. وولايتي يؤكّد أنّ المشروع الأميركي في سورية باء بالفشل
وجّهت وزارة الخارجية السورية رسالتَيْن متطابقتَيْن إلى كلّ من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بشأن الاعتداءات الصهيونية بالصواريخ على الأراضي السورية.
واعتبرت وزارة الخارجية السورية أنّ الاعتداءات الصهيونية «تؤكّد النهج العدواني الخطير الذي يتّبعه كيان الاحتلال الإسرائيلي لتفجير المنطقة وزيادة وتعقيد الأوضاع التي تمرّ بها، خدمةً لأغراض إسرائيل في دعم الإرهاب وإدامة احتلالها للأراضي العربية».
وأضافت الخارجية السورية، أنّ «الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على سورية لن تنجح في حماية شركاء «إسرائيل» وعملائها من التنظيمات الإرهابية، وفي مقدّمتها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيان».
وكانت القيادة العامّة للجيش السوري والقوات المسلّحة أعلنت عن تصدّي الدفاعات الجوية السورية لثلاثة اعتداءات استهدفت الأراضي السورية فجر أمس.
وفي التفاصيل، أوضح البيان العسكري السوري أنّ طائرات «إسرائيليّة» قامت عند الساعة 2:40 فجر الثلاثاء بإطلاق عدّة صواريخ من فوق الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة القطيفة بريف دمشق، وتصدّت لها وسائط الدفاع الجوي وأصابت إحدى الطائرات.
وقال مصدر، إنّ المنطقة المستهدفة من قِبل الطائرات الصهيونية في القطيفة تضمّ معسكرات هامّة للجيش السوري.
وأشارت القيادة العامّة للجيش السوري إلى أنّه وعند الساعة 3:04 فجراً، كرّرت «إسرائيل» عدوانها بإطلاق صاروخين أرض أرض من منطقة الجولان السوري المحتلّ تصدّت لهما وسائط الدفاع الجوي وأسقطتهما.
مضيفةً أنّه وعند الساعة 4:15 عاودت الطائرات بإطلاق 4 صواريخ من منطقة طبريا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، تصدّت لها وسائط الدفاع الجوّي ودمّرت صاروخاً وسقط الباقي قرب أحد المواقع العسكريّة ما أدّى إلى وقوع خسائر مادية.
وجدّدت القيادة العامّة للجيش والقوات المسلّحة تحذيرها من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأعمال العدوانية، وحمّلت العدو كامل المسؤولية عن تبعاتها.
وأكّد البيان الجهوزيّة الدائمة للجيش السوري للتصدّي لهذه الاعتداءات ومواصلة الحرب ضدّ التنظيمات الإرهابية، وبتر أذرع «إسرائيل» الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع الأراضي السورية.
وفي هذا السياق، قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، ردّاً على سؤال حول ما أعلنه الجيش السوري خلال اجتماع في القدس المحتلّة مع سفراء دول حلف الأطلسي، زاعماً «أنّ إسرائيل لديها سياسة لمنع استخدام الأراضي السورية من قِبل إيران لنقل أسلحة عالية الجودة إلى حزب الله اللبناني»، بحسب تعبيره.
وكانت صفحات وناشطون سوريّون قد تحدّثوا على مواقع التواصل الاجتماعي عن سماع أصوات انفجارات قويّة على أطراف مدينة القطيفة في ريف دمشق.
ورجّح ناشطون أنّ سبب هذه الانفجارات هو قصف «إسرائيلي» استهدف اللواء 155 التابع للجيش السوري.
أمّا تنسيقيات المسلّحين، فتحدّثت عن غارات للطائرات الحربية «الإسرائيلية» استهدفت مواقع للجيش السوري تضمّ مخازن صواريخ بعيدة المدى ومخازن أسلحة.
وقد تكرّرت الاعتداءات «الإسرائيلية» على الأراضي السورية خلال الأشهر الماضية، كان آخرها الشهر الماضي عندما أطلق الجيش «الإسرائيلي» صواريخ أرض أرض باتجاه موقع عسكري في الكسوة بريف دمشق.
وقد أعلن الجيش السوري حينها أنّ الدفاعات الجويّة تصدّت للصواريخ التي دمّرت هدفين عسكريين.
إلى ذلك، أكّد مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أنّ المشروع الأميركي في سورية والعراق باء بالفشل.
وأشار ولايتي في تصريح له عقب لقائه رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي أمس، إلى أنّ الولايات المتحدة عملت على حماية الإرهابيين ودعمهم ومحاولة تطبيق سياسة فرّق تسد في سورية والعراق، موضحاً أنّ المشروع الأميركي فشل بفضل صمود الشعبين السوري والعراقي ودعم الدول الصديقة.
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسيّة إنّ طائرة استطلاع أميركية كانت في منطقة حميميم لحظة هجوم الإرهابيين بواسطة طائرات مسيّرة على قاعدتَيْ حميميم وطرطوس الرّوسيّتَيْن في سورية.
الدفاع الروسيّة، وعقب 24 ساعة من كشفها عن تفاصيل إحباط الهجوم الذي استهدف القاعدتين بسورية، أضافت أنّ الطائرة الأميركية حلّقت فوق البحر المتوسط لأكثر من 4 ساعات بين القاعدتَيْن خلال الهجوم.
وأشارت الدفاع الروسيّة إلى أنّ التقنيّات المستعملة خلال الهجوم «يمكن الحصول عليها في السوق» وتبعث على القلق.
وأوضحت الدفاع الروسيّة أنّ تصريحها حول تسلّم إرهابيّين تقنيّات للقيام بهجوم يوم 6 كانون الثاني بواسطة طائرات مسيّرة على مواقع عسكريّة روسيّة في سورية، لم يتضمّن عمداً تورّط أيّة دولة، علماً أنّ مجرّد برمجة وحدات التحكّم في الطائرات من طيار وإلقاء الذخائر عبر نظام تحديد المواقع، يتطلّب الحصول على شهادة هندسة في إحدى البلدان المتقدّمة. ولا يمكن للعامّة أيضاً الحصول على الإحداثيات الدقيقة على أساس بيانات الاستطلاع.
وأشارت الدفاع الروسيّة إلى أنّ تصريحات البنتاغون تثير قلقها واهتمامها بشأن أيّة تقنيّات يدور الحديث عنها، وأين توجد السوق، وأيّة استخبارات تبيع هذه الاستطلاعات الفضائية.
وكانت الوزارة قد كشفت أول أمس الاثنين عن إحباط هجومين بـ13 طائرة على قاعدتَيْ طرطوس وحميميم، وذلك من دون وقوع أضرار مادية أو خسائر بشرية.
وفي معرض ردّها على ما كشفته وزارة الدفاع الروسيّة، قالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ، إنّ الإيحاء بأنّ القوات الأميركيّة أو قوات التحالف الدولي أدّت دوراً في الهجوم على القاعدة الروسية في سورية «كلام غير مسؤول نهائياً ولا أساس له».
تصريح الناطق الرسمي بِاسم وزارة الدفاع الأميركية الذي أعقب إعلان روسيا عن هجمة الدرونات، عزّز الشكوك الروسيّة في احتمال ضلوع الأميركان في هذا الاعتداء.
فالمسلّحون حصلوا على إمكانيات تكنولوجية، بينها توجيه دروناتهم عبر الأقمار الاصطناعية، وتقنيات التحكّم بها عن بعد، وإسقاط العبوات الناسفة منها والمجموعة بأيدي محترفين على إحداثيات محدّدة.
وأسوأ ما في الأمر، أنّ المسلّحين قد حصلوا على تكنولوجيا تتيح لهم شنّ الاعتداءات الإرهابية باستخدام الدرونات، وفي أيّ بلد في العالم.
تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الدفاع الروسيّة قد أعلنت عن إسقاط واعتراض 13 دروناً، ليلة الـ8 من الشهر الحالي، كانت تستهدف قاعدتَيْ حميميم الجوية وطرطوس البحرية الروسيّتين شمال غربي سورية.
وأوضحت أنّ المضادّات الجوية في حميميم أسقطت سبع درونات، واقتادت ستة إلى الأرض وأبطلت مفعولها وعاينت أجهزتها ومحتوياتها.
إلى ذلك، واصل الجيش السوري تقدّمه على جبهات أرياف محافظات دمشق وإدلب وحماة، محرزاً إنجازات مهمّة على حساب المسلّحين في تلك المناطق.
وأفادت وكالة «سبوتنيك» الروسيّة بتمّكن الجيش السوري وحلفائه في محور المقاومة من السيطرة ناريّاً على مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الجنوبي، وقد نشر الإعلام الحربي على صفحته على «تويتر» خريطة تُظهر وضعية قوّات الجيش السوري وحلفائه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مضيفاً أنّ هذه القوات باتت تبعد 5 كلم عن المطار المذكور.
وأفاد الإعلام الحربي بمتابعة الجيش السوري وحلفائه عمليّاتهم في ريف إدلب الجنوبي، وسيطرتهم على قرى عدّة في المنطقة، هي العوجه، الحردانة، حرملة، وريدة، تلّ العوجة، كراتين صغيرة، كراتين كبيرة، ربيعة برنان، أم مويلات شمالية، أم ميال، رسم حميدي، سروج، اسطبلات، وذلك بعد مواجهات مع «جبهة النصرة» والفصائل المرتبطة بها.
وأضاف الإعلام الحربي أنّ الجيش السوري نفّذ قصفاً عنيفاً ودقيقاً بمختلف أنواع الأسلحة، مستهدفاً تحرّكات «جبهة النصرة» في محيط مطار أبو الضهور وحقّق إصابات مؤكّدة.
وفي السياق، زعمت تركيا أنّ استهداف مسلّحي «المعارضة المعتدلة» تحت غطاء العملية العسكرية ضدّ الإرهابيّين، يمكن أن «يقوّض» المحادثات التي تهدف إلى وضع حدّ للأزمة.
ونقلت «الأناضول» عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قوله إنّ القوّات السورية تحت غطاء القضاء على «جبهة النصرة»، تستهدف أيضاً المقاتلين المعتدلين في محافظة إدلب الشمالية الغربية على الحدود مع تركيا، مشيراً إلى أنّ مثل هذا الموقف يمكن أن يقوّض عملية التسوية السياسية، بحسب تعبيره.
وفي ريف حماة الشرقي الشمالي، أشارت وكالة «سانا» إلى استعادة الجيش السوري السيطرة على بلدة الرهجان، حيث قامت وحدات الهندسة بتفكيك العبوات والألغام التي خلّفها المسلّحون.
وبحسب الإعلام الحربي، فقد سيطر الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة أيضاً على قرية الشاكوسية في نفس المنطقة، وذلك بعد مواجهات مع «جبهة النصرة» والفصائل المرتبطة بها.
وفي دمشق، قال مصدر إنّ 4 شهداء و37 جريحاً سقطوا بقصف لمجموعات مسلّحة على حيّي باب توما والقصاع وضاحية الأسد.
وعلى جبهة الغوطة الشرقية، واصل الجيش السوري عملية عسكرية من ثلاثة محاور لاستهداف عمق المسلّحين في بلدة حرستا بعد تحريره إدارة المركبات من حصار المسلّحين.