مصر توضح أنّ استدعاء سفير السودان يتعلّق بمسألة سد النهضة
قال السفير السوداني لدى مصر، عبد المحمود عبد الحليم، «إنه ألتقى أمس، بمسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية في بلاده»، مؤكداً أن «حكومة بلاده ستقرّر عودته إلى القاهرة من عدمها، خلال الـ48 الساعة المقبلة».
وأكمل عبد الحليم، في تصريحات له: «التقيت، أول أمس، بوزير الخارجية إبراهيم غندور، ووزيري الدولة في الخارجية، حامد ممتاز، وعطا المنان بخيت»، وتابع: «المشاورات مستمرة بيني وقيادات الخارجية».
ومضى قائلا: «تشاورت أيضاً مع لجان برلمانية وأعضاء من البرلمان» من دون تفاصيل إضافية، موضحاً أن «كل المشاورات التي أجراها منذ وصوله إلى البلاد، الخميس الماضي، تأتي تمهيداً للقائه بالرئيس السوداني عمر البشير في الساعات المقبلة».
من جهته، قال عضو مجلس الشؤون الخارجية المصرية رخا أحمد حسن، «إن استدعاء السفير السوداني لا علاقة له بمسألة حلايب وشلاتين كما يروّج بعضهم، وأن الأمر يتعلق بمسألة سد النهضة، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية سامح شكري لإثيوبيا وطلبه إشراك البنك الدولي في المفاوضات، من خلال إشراك لجان فنية لبحث وتقدير مخاطر السد وتقديم تقاريرها لتأخذ بعين الاعتبار، وأن اقتصار زيارة شكري لإثيوبيا وعدم ذهابه للسودان قد تكون أحد الأسباب الرئيسية في الأمر.
وأضاف حسن، في تصريحات لـه أمس، «أنّ النظام السوداني يعاني داخلياً منذ فقد الجنوب وهو ما انعكس بشكل كبير على الوضع الاقتصادي الذي دفع الشعب إلى الخروج إلى الشارع، فسارع النظام إلى اختلاق قضية خارجية يلتف حولها الإعلام والشارع السياسي بدلاً من الحديث عن البطالة وارتفاع أسعار الخبز والتردي المعيشي».
وتابع أيضاً أن المشهد السياسي في السودان غير واضح حتى الآن، بخاصة أن الرئيس السوداني عمر البشير سبق وقال إنه «لن يترشح للانتخابات الرئاسية» مرة أخرى، وهو ما خلق حالة من السيولة السياسية، موضحاً أنّ «ترسيم الحدود بين مصر والسعودية له أثر في الأزمة الراهنة، خاصة أن السودان أبدت عدم رضاها عن ترسيم الحدود ولوّحت بقضية حلايب وشلاتين على الرغم من أن كافة الوثائق تؤكد مصرية تلك المنطقة». وتابع بالقول: «يمكن الحديث حول تنمية مشتركة شاملة في المنطقة من الجانبين مع مراعاة السيادة الحالية لكل دولة على حدودها، وأن هذا الأمر سيساهم في التنمية للبلدين بدلا من إطلاق شعارات غير حقيقية من جانب الإعلام السوداني بأن مصر تحتل حلايب وشلاتين وهي جميعها شعارات تؤسس للكراهية بين الشعبين». كما عبّر عن استيائه من أن «السودان ترك ثلث بلاده وهي منطقة الجنوب حتى انفصلت، ويأتي الآن ليطالب بأرض مصرية، ويقول إنها محتلة. وهذا أمر لن يجدي ولن يغير من طبيعة الحال خاصة أن كافة الشواهد والوثائق تؤكد مصريتها».
وفي ما يتعلق بمستقبل العلاقات بين البلدين، أوضح حسن أن الأمر سيتوقف على القرار النهائي الذي سيعلنه الجانب السوداني بشأن عودة سفيره من عدمه خاصة أن الاستدعاء من أجل التشاور يحمل الكثير من المعاني إما أنه سيعود برسالة أم أنه سيظل في السودان، وحينها ستكون هناك خطوات أخرى من الجانبين، موضحاً أن السودان أقدم على خطوة استفزازية لمصر من خلال منحه جزيرة سواكن للدولة التركية مما أثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن السفير السوداني لدى مصر والموجود حالياً في الخرطوم، عبد المحمود عبد الحليم، قال إنه سيلتقي أمس الأربعاء، بمسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية في بلاده، مؤكداً أن حكومة بلاده ستقرر عودته إلى القاهرة من عدمها، خلال الـ48 الساعة المقبلة، وذلك بحسب تصريحات لوكالة الأناضول.