اجتماع واشنطن: أين رئيس أركان «الجيش الحر»؟!
عامر نعيم الياس
اجتمع رؤساء أركان الدول المشاركة في تحالف أوباما في الحرب على «داعش»»في واشنطن للمرّة الأولى. ترأس أوباما مجلس حربه، صورة لوجوه بعضها متحفظ أراد قائد التحالف وصاحب الاستراتيجية من خلالها إيصال رسالة بوحدة الموقف تحت الراية الأميركية، لكن أين ممثل «المعارضة المسلّحة المعتدلة» في سورية، أو ما يسمى «الجيش الحر»؟ أين رئيس الأركان أو بعض من رؤساء أركانه؟ ألم يقل أوباما إن البديل الناجع لملء الفراغ الذي سيخلّفه «داعش» بعد انسحابه يتمثل بقوات من «المعارضة السورية المعتدلة» تُدرَّب في السعودية وتركيا والأردن؟ ألا يفترض أن يجلس ممثلو الشعب السوري الشرعيون على طاولة الحلفاء أم أنهم أقل قدراً من الجلوس، ربما لعدم وجودهم فعلياً على الأرض؟ أين «المتمرّدون والثوار» اللذين لا تزال الصحف الغربية والمحطات الخليجية تتحفنا بإنجازاتهم؟
وصفت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية غياب أي ممثل عن «الجيش الحر» بأنه «مفاجأة»، بينما رأى فيها أندرو تابلر الكاتب والباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «وصمة عار وذلك لعدم قدرة المعارضة على التوحّد عسكرياً في جبهة واحدة»، لكن هذا لم يمنع المعارضة السورية من «الغضب» وفقاً لما نقله جوش روجين في موقع «ديلي بيست»، فهل يقف الأمر عند هذا الحد؟
إن غياب أي ممثل للذراع الأميركية في سورية عن الاجتماع الأول لمجلس حرب أوباما على العراق وسورية يشير إلى الآتي:
تراجع فكرة إسقاط الدولة السورية عن أجندة الرئيس الأميركي باراك أوباما، والعمل على استثمار ضغط حملته العسكرية الجوية بهدف الدفع إلى تغيير موقف دمشق وحلفائها من ملف الحوار والعملية السياسية الانتقالية في سورية.
تحوّل المجموعات «المعتدلة» التي تتحدث عنها واشنطن وحلفائها إلى مجموعات محلية متشرذمة متأثرة إلى حدٍّ كبير بالفكر الوهابي، وبالتالي لا يمكن أبداً الوثوق بها وتسليمها أسلحة غربية فعالة خوفاً من وقوعها بيد المجموعات الخارجة عن السيد الأميركي.
تضارب أجندات الدول الأعضاء في تحالف واشنطن ضد سورية، يجعل من الصعوبة بمكان التوصل إلى إنشاء جبهة عسكرية موحدة تقاتل الدولة السورية وتنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية» على الأرض في سورية. فالمصالح المتناقضة واللعبة المزدوجة لدول الخليج ودول الإقليم المنضوية تحت راية تحالف أوباما لا يمكن أن تسمح بالوصول إلى صيغة قوات متماسكة منضبطة بشكل كامل تحت القيادة الأميركية.
معارضة أوباما حتى هذه اللحظة أي تدخل عسكري مباشر على الأراضي السورية، فضلاً عن معارضته الواضحة على المدى المنظور أي تدخل غير مباشر عبر قوات إقليمية في سورية، وهنا تقول «لوفيغارو» الفرنسية في معرض حديثها عن اجتماع رؤساء أركان التحالف في واشنطن «يعارض أوباما أي تدخلٍ عسكريٍ برّي ضد الدولة الإسلامية لمن وصفهم ذات مرة بالصبية، على رغم دعوة بعض جنرالاته لاعتماد هذا النوع من التدخل».
إنه غياب لذراع أوباما المفترضة في سورية عن اجتماع تشكل سورية محوره، من شأنه أن يؤكد ألا ذراع للرئيس الأميركي في سورية غير تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، بينما يبقى الاعتدال والمعتدلين مادة للسياسة والتفاوض والإعلام.
كاتب سوري