عشق الصباح

الليل محراب البوح، إما تجيء، أو أجيئك حيث أنت.

همست: «اترك في كأسك ثمالات أرتشفها لتشفي وجع الحنين، كلّ الأمكنة من غيرك تصبح صقيع الصمت، أتدري أنا والألم توأمان حياة!

ثمة شوق يسكنني إليك، لتلك الأماسي الممطرات صدى تجليات البوح النقي، كما السماء على حقل سنابل، في شرفة البحر تداركني نسمة شرقية عبقة برائحة حبق البيوت الطينية، كلّما مرّت بي يتجلّى وجهك البهيّ أول الليل، مطر ساحلي ناعم ينهمر يرتل حكايانا العتيقات، أنا أقرأ في عينيك كلمة، كلمة، ذات شوق وبعد رشفتين من ماء العناقيد، صارت قبلاتنا بطعم النبيذ المعتّق، يفتنني سحر عينيك وسرّ ضحكتك المشتهاة. لازورد متعبد أرجوانه حيث يغتسل في محراب خديك، والغجري شعرك يطوف على كتف غيمة في ليل بارد، تصيرين فيه دفئي، فننشغل بالعشق حتى مطلع نجمة الصبح. كان بيننا عهد على الوفاء ورسائلنا ربيع دائم، تتعبنا السنون والسوالف وتبقين كياسمين يمنح عطره للصباحات، مع كلّ فنجان قهوة تكونين عطري.

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى