إبراهيم: بين عون وبرّي أزمة سياسية لا تقنيّة ولم أنسحب من الوساطة
أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أنّ «بالرغم ممّا نشهد في السياسة من خضّات وطلعات ونزلات، ومهما كان وضعنا السياسي والعسكري، فإنّ الناس في الخارج يحترموننا لأنّنا ضبطنا الأمن في إطار الحريات التي نعتزّ بأنّها مصونة».
وعن التحذير الجديد الصادر عن السلطات الأميركية إلى مواطنيها بتجنّب الزيارة والتجوال في مناطق لبنانيّة، قال إبراهيم، خلال استقباله مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي: «يجب أن نلاحظ أنّ التحذير ركّز على مناطق معيّنة، ولكن في مختلف الأحوال أبعاده سياسية»، مؤكّداً أنّ «الوضع الأمني في لبنان هو أفضل من الوضع الأمني في الولايات المتحدة الأميركية، ومن كلّ دول المنطقة ومن بلدان كثيرة في العالم».
وأوضح أنّ «من أسباب استقرار هذا الوضع الأمني عندنا، هو التنسيق بين الأجهزة الأمنيّة، والوزير نهاد المشنوق له الفضل والدور في تحقيق هذا التنسيق، وأيضاً التعاون في ما بيننا».
وعن رأيه في الإحصاءات التي نُشرت أخيراً عن أعداد اللاجئين الفلسطينيّين المقيمين في لبنان، أعلن أنّ « الأمن العام لم يشارك في عملية الإحصاء تلك وأنا أشكّك فيها، وقيل لي إنّ ثمّة أماكن لم يتمكّنوا من الدخول إليها لإحصائها». أمّا بالنسبة لأعداد النازحين السوريّين ، فأشار إلى أنّ «ذروة عددهم بلغت مليوناً و700 ألف نازح، والمسجّلين رسمياً هم في حدود المليون. أمّا المجموع الحقيقي الآن فهو مليون و500 ألف نازح سوري».
وردّاً على سؤال، نفى أن يكون انسحب من الوساطة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ، مشيراً إلى أنّ «أسباب الأزمة سياسيّة وليست تقنيّة».
وأكّد إبراهيم أنّه ليس مرشّحاً للانتخابات النيابيّة، وإلّا لكان قدّم استقالته من المديرية العامّة للأمن العام، مشيراً إلى أنّ «هناك إصراراً على إجراء الانتخابات في موعدها، وهذا ما يؤكّده الرؤساء الثلاثة، إضافةً إلى الدعوات المتكرّرة من المجتمع الدولي، وخصوصاً أوروبا و أميركا ، لإجرائها، «وحتى لو بدنا نتهرّب مش قادرين»، فكم بالحريّ أنّ الجميع حرصاء على إجرائها؟».
وعن مصير المطرانَيْن المختطفين غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، قال: «لقد قمت بدور أساسي في هذه القضيّة، خصوصاً أنّ المطران إبراهيم كان قد اتصل بي قبل أسبوع من اختطافه قائلاً لي: أنا على علاقة جيدة مع المعارضة وأستطيع مساعدتك. وللأسف، وقع في الخطف بعد أيام من هذا الاتصال».
وأضاف إبراهيم: «عملت كثيراً، وزرت دولاً كثيرة في شأن المخطوفين ولا معلومات لديّ عن مصيرهما. وقد واجهنا محاولات ابتزاز من عصابات عديدة، بعضها عرض علينا أن يسلّمنا فيلماً عن المطرانَين مقابل أموال، فقلنا أعطونا الفيلم وخذوا الأموال، فغابوا ولم يعودوا. في أيّ حال، لأنّ هذه القضية هي قيد المتابعة، وأنا كنت ميّالاً إلى الاعتقاد أنّهم قتلوا المطرانين. أخيراً بدأت أغيّر رأيي، إذ تبيّن في بعض المناطق التي استرجعتها السلطة السوريّة وجود أشخاص أحياء كان يُظنّ أنّهم قُتلوا».
وعن المعابر بين لبنان وسورية، قال: «لا أستطيع أن أجزم أنّ الحدود مضبوطة 100 ، والبرهان حدوث وفيّات لأطفال ونساء ومتسلّلين من سورية على المعابر غير الشرعيّة». ورأى أنّه «من دون الكلام والتنسيق مع النظام السوري لا يمكن عودة النازحين، علماً أنّ هذا الحوار لن يبقى ثنائيّاً، بل سيكون ثلاثياً بمشاركة الأمم المتّحدة »، مؤكّداً أنّ «الأزمة في سورية في طريقها إلى خواتيمها بعدما انتهى نحو 80 منها».
واستبعد كلّياً حرباً «إسرائيلية» على لبنان، «إلّا إذا وقع أيّ حادث فجائيّ يستدرج هذه الحرب».
وكان الكعكي أوضح في بداية اللقاء، «أنّ هذه الزيارة هي لتقديم التقدير للّواء إبراهيم، وتثمين دوره الذي أسهم في ضبط الأوضاع الأمنيّة في البلاد، خصوصاً في إطار التعاون الإيجابي الخلّاق بين سائر الأجهزة الأمنيّة، وهذا التنسيق لم يكن مألوفاً في السابق».
على صعيدٍ آخر، التقى إبراهيم الممثّلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة برنيل داهلر كاردل في زيارة تعارف، وبحث معها التعاون القائم بين الأمن العام ومنظّمات الأمم المتحدة.