لقاءات ووقفات تضامنيّة مع القدس وفلسطين: الشعوب الرافضة للقرار الأميركي ستحمل البنادق في المعركة الفاصلة مع العدو
تواصلت أمس الوقفات التضامنيّة مع القدس وفلسطين، فنظّمت مديرية العمل البلدي في حزب الله ومكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة أمل، «اللقاء الخاص بالمجالس البلدية والاختيارية تضامناً مع قضية القدس»، في قاعة مسجد المصطفى في بعلبك، برعاية مسؤول منطقة البقاع في الحزب النائب السابق محمد ياغي، والمسؤول التنظيمي للحركة في إقليم البقاع مصطفى الفوعاني، وفي حضور النائبين علي المقداد وعاصم قانصوه ورؤساء بلديات واتحادات بلدية، مخاتير وروابط اختيارية، ممثّلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية في المنطقة، وفاعليات اجتماعية.
وألقى سامي رمضان كلمة، أكّد فيها أنّ فلسطين ستُحرّر وتعود القدس عاصمة لفلسطين وللأمّة، مشيراً إلى أنّ القرار الأميركي الرامي إلى تهويد القدس لن يكتب له النجاح.
وألقى رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس كلمة الاتحادات والمجالس البلدية والاختيارية، وقال فيها: «من بعلبك، من كلّ مدن وقرى بقاع الخير، بقاع العزة والكرامة، من حيث انطلقت مقاومة الظلم والاحتلال من بيوته الأبيّة الشريفة، من جباله وقممه الشامخة، بإيمان وعنفوان أبنائه الأوفياء، عنوان الشجاعة والتضحية والعطاء، إلى فلسطين الجريحة، إلى القدس الشريف، إلى شبابها وفتيانها ألف تحية وسلام».
واعتبر أنّه «باتَ علينا جميعاً التفكير العميق والعمل الفاعل لمواجهة العدو الصهيوني، عدوّ الأمّة، وليس أمامنا سوى خيار المقاومة بكلّ أشكالها، ولا بدّ من تجاوز كلّ النزاعات الداخلية العربية وتركيز الجهود باتجاه هذا العدو الغاشم».
ثمّ تحدّث الفوعاني، فأعلن بِاسم رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وبِاسم حركة «أمل»، الوقوف «إلى جانب الشعب الفلسطيني ورفض القرار الأميركي»، داعياً «إلى وقفة رجل واحد من أجل فلسطين، لأنّ الوحدة هي الأمضى في وجه الاحتلال، فإذا لم تجمعنا القدس فلن نجتمع بعد ذلك، لذلك ندعو إلى إنجاز التفاهمات الفلسطينية من دون شروط مسبقة، وإنجاز حلول سياسية لمختلف المشكلات والمسائل والملفات القُطرية، واتخاذ الخطوات لترجمة القرارات والتوصيات التي تضمّنها البيان الختامي للدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي التي انعقدت في الرباط في الرابع عشر من كانون أول المنصرم، وتأكيد أنّ القدس عاصمة لدولة فلسطين وعلى حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة والنضال لتحقيق أمانيه».
وطالب «بإغلاق السفارات العربية في واشنطن، وإطلاق حملة هادفة لجمع الأموال لبناء مقرّ المجلس الوطني التشريعي الفلسطيني في القدس».
من جهته، قال ياغي إنّ «شعوب هذه الأمّة التي خرجت إلى الشوارع قبل شهر تقريباً، وهي ترفع شعارات الولاء للقدس وما فيها من مقدّسات للمسلمين والمسيحيين على السواء، هذه الشعوب الناهضة والتي استيقظت، يعرف الأعداء تماماً أنّها لن تبقى ترفض في الشارع، وإنّما سيأتي اليوم الذي يحمل فيه أبناؤها البنادق والسلاح للمشاركة في المعركة المفصليّة التي هي قادمة لا محالة».
أضاف: «إذا كان العدو يعتقد أنّه يمكن أن يمرّر ما قيل عنه صفقة القرن فهو واهم كثيراً، وإذا كان الرئيس الأميركي ترامب قد أعلن أنّ القدس عاصمة للكيان الصهيوني، فإنّه لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة الجمعية العامّة صوّتت لفلسطين والقدس ضدّ قرار ترامب، الذي لم يكن معه في قراره إلّا عدّة جزر لم نسمع بها لا في التاريخ ولا في الجغرافيا، وإنّ 123 دولة وقفت تؤيّد فلسطين وقضية القدس رافضة قرار ترامب جملة وتفصيلاً».
ورأى أنّ «المخطط الخطير هو ما يطرح اليوم عن وطن بديل يكون الضربة القاضية للقضية الفلسطينية، وتمارس الإدارة الأميركية ضغوطات على الحكومات في دول العالم العربي والإسلامي بالمال والترهيب والترغيب من أجل ألّا تتخذ قرارات في مواجهة القرار الأميركي أو في مواجهة ما يتحدّثون عنه عن وطن بديل. لقد وصلنا اليوم بعد 70 عاماً إلى ذروة التآمر بأن تصبح القدس عاصمة الكيان الصهيوني، فهذا منتهى الانحطاط ومنتهى الجريمة والتآمر على هذه الأمّة التي لن ترضخ للقرارات الجائرة، ولن تستسلم ولن تركن لظالم».
وطالب الفصائل الفلسطينية بأن «يكون لها برنامج وطني واحد لتحريك هذه الانتفاضة، لأنّه لا خيار لهم إلّا المقاومة والمواجهة».
وفي بلدة أنصار الجنوبية، نظّم حزب الله – قطاع الزهراني وقفة تضامنية مع القدس شاركت فيها شخصيات وفاعليات، وأُلقيت كلمات ندّدت بالقرار الأميركي وأكّدت أنّ القدس عاصمة أبدية لفلسطين.
وفي قلعة الشقيف، وبدعوة من تجمّع المعلمين في المنطقة الثانية، أُقيمت وقفة بمشاركة معلمين من جميع المدارس الرسمية والخاصة في المنطقة، وأطلقوا في ختامها بالونات هيليوم شكّلت ألوان العلم الفلسطيني «لتصل إلى فلسطين حاملة تضامن أهل الجنوب مع القدس».