موسكو «سنتّخذ إجراءاتنا» للردّ على تشكيل واشنطن قوة مسلّحة في سورية
في أول ردّ روسي على تشكيل الاحتلال الأميركي لقوة أمنيّة استعراضية مكوّنة من 30 ألف مرتزق، أكّد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف أنّ تشكيل الولايات المتّحدة «قوة أمنيّة حدودية» جديدة في سورية يعارض مصالح روسيا، التي ستتّخذ إجراءات الردّ المناسب على ذلك.
وقال شامانوف في حديث لوكالة «نوفوستي»: «ممارسات الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضدّ تنظيم «داعش»، تتعارض بشكلٍ مباشر مع المصالح الروسيّة في سورية». وأضاف: «سنتّخذ بالتعاون مع شركائنا الإجراءات ذات الشأن لإرساء الاستقرار في سورية».
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً استعراضياً بحجّة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق، وهو يعمل بشكل غير شرعيّ وبشكل مخالف لمبادئ الأمم المتحدة التي تنصّ على احترام سيادة الدول، فهو لم يحصل على دعوة رسميّة من الحكومة السوريّة أو تفويض من مجلس الأمن الدولي، وقام هذا التحالف خلال السنوات الماضية بارتكاب عشرات المجازر بحقّ المدنيّين في سورية والعراق راح ضحيّتها الآلاف، كما قام بتدمير البنية التحتيّة في عدّة مدن، ولا سيّما في الرقة بما فيها المستشفيات والمؤسسات الحكومية والجسور والمنازل.
وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قال إنّه يعمل مع مليشيات حليفة له بقيادة «قوات سورية الديمقراطية» لتشكيل قوة أمنيّة حدودية جديدة، على أن يصل قوامها إلى 30 ألف فرد.
وبحسب التحالف، فإنّ القوة الأمنيّة الحدودية ستتمركز على الحدود مع تركيا والعراق وعلى طول نهر الفرات.
وأكّد مكتب الشؤون العامّة للتحالف في رسالة تفاصيل القوة الجديدة التي أوردها موقع ديفينس بوست الإلكتروني، وستكون القوّة تحت قيادة «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركيّاً.
وستنتشر القوة على طول الحدود مع تركيا شمالاً والحدود العراقية باتجاه الجنوب الشرقي، وعلى طول وادي نهر الفرات الذي يعتبر خطاً فاصلاً بين «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة وقوات الجيش السوري.
وكانت دمشق انتقدت وأدانت أكثر من مرة دور التحالف الأميركي وتدخّله في الأراضي السورية.
ومؤخّراً، أكّد مصدر رسمي في وزارة الخارجية السوريّة أنّ سورية تجدّد التأكيد على أنّ وجود القوّات الأميركية وأيّ وجود عسكري أجنبي فيها بدون موافقة الحكومة السوريّة هو عدوان واعتداء على سورية، وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة. والخارجية تجدّد مطلبها بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الأميركيّة من أراضيها.
ووصف متحدّث بِاسم الرئيس التركي التدريب الأميركي لهذه القوة الحدودية التي تضمّ فصائل كرديّة بـ»الخطوة المقلقة وغير المقبولة»، وأضاف أنّ أنقرة تحتفظ بـ»حق التدخّل ضدّ المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدّده».
وأبلغ مسؤول تركي كبير بأنّ تدريب الولايات المتحدة لقوة أمن الحدود الجديدة كان السبب في استدعاء القائم بالأعمال الأميركي في أنقرة الأربعاء الماضي.
ميدانياً، حرّر الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة الطريق بين خناصر وتلّ الضمان وجبل الأربعين في ريف حلب الجنوبي، بعد سيطرتهم على القرى الواقعة على جانبيه.
وبحسب الإعلام الحربي، فقد حرّر الجيش السوري وحلفاؤه بلدة التفاحة والتلال الحاكمة للسكري وأبو كهف وعنيق باجرة بريف حماة، وبهذا التقدّم تتقلّص المسافة بين القوات المنطلقة من خناصر والقوات المتقدّمة من سنجار لـ 2 كلم فقط.
وكان الجيش وحلفاؤه حرّروا بلدة تلّ الضمان، وسيطروا على 20 قرية في المنطقة بينها الحاجب والصفا وأم جرن والزراعة وبرج الرمان جنوب مدينة السفيرة، وذلك بعد معارك مع «جبهة النصرة» والفصائل المرتبطة معها.
كما أعلن الإعلام الحربي صباح أمس تحرير الجيش السوري وحلفائه جبل المدور ووادي الصنوع، و5 قرى أخرى هي النعمانية وبويضة صغيرة ومشرفة البويضتين وبويضة كبيرة والواجد.
كما قُتل قسورة ملاحم، القيادي السابق في جماعة «جند الأقصى» وأحد المسؤولين الحاليين في «جند الملاحم» التابع لتنظيم القاعدة بنيران الجيش السوري بريف إدلب الجنوبي الشرقي. وبثّ الإعلام الحربي مشاهد للسيطرة على تلّ الضمان.
وفي السِّياق، أفاد «الإعلام الحربي» بأنّ المسلّحين شنّوا ليلة أول أمس هجوماً عنيفاً جديداً على مواقع للجيش في محورَي المشيرفة عطشان، واصطبلات ربيعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مؤكّدةً أنّ الجيش قد صدّ الهجوم، وكثّف الغارات الجويّة والضربات المدفعيّة على المسلّحين ونقاط انتشارهم.
وفي هذه الأثناء، تابع الجيش السوري تقدّمه باتجاه الحدود الإدارية مع محافظة إدلب من ريف حلب الجنوبي، حيث سيطر حسب الإعلام الحربي على جميع القرى والبلدات الواقعة شمال شرقي الطريق الممتدّة من خناصر إلى تلّ الضمان وصولاً إلى جبل الأربعين.
وأكّد النشطاء أنّ القوّات الحكومية استعادت السيطرة على 80 قرية في ريف حلب الجنوبي خلال الساعات الـ24 الماضية، لتوسّع بذلك نطاق سيطرتها في المنطقة لأكثر من ثلاثة أضعاف، مع انسحاب مسلّحي «هيئة تحرير الشام» منها.
وأصبحت قوات الجيش المتقدّمة من ريف حلب الجنوبي مع نجاحاتها الأخيرة في المحافظة على مسافة كيلومترين من القوات المتقدّمة من ريف إدلب والواقعة عند مشارف مطار أبو الضهور، وهو الهدف الأساسي لهذه العملية.
وأشاروا إلى أنّ قوات الجيش السوري في حال تمكّنهما من الالتقاء ستنجح في محاصرة أكثر من 35 قرية خاضعة للمسلّحين في أرياف حلب وحماة وإدلب.
وعلى جبهة الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، تواصلت معاركُ الجيشِ السوري ضدّ مسلّحي «جبهةِ النصرة» في محيطِ مدينةِ حرستا وحول مقرِّ إدارةِ المركباتِ العسكرية فيها.
وتمكّنت وحداتُ الجيش من التقدِّم في المنطقةِ الفاصلة بين حرستا ودوما. وكشف الإعلام الحربي عن مقتل أبو نادر العص، وهو مسؤول المعارك الأخيرة التي شنّتها الفصائل المسلّحة على محور إدارة المركبات بنيران الجيش السوري في محيط مشفى الشرطة في حرستا.
وكانت تعرّضت قرىً وبلدات سوريّة في منطقة عفرين الخاضعة لوحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب الشمالي لقصف من المدفعية التركية.
واستمر القصف التركي لأكثر من ساعتين، واستهدف قرى دير بلوط وإيسكا وشاديرة وباصوفان وبرج سليمان وجلمة في ريفَي عفرين الشمالي والغربي، واقتصرت أضراره على الماديات، حسب تأكيد مصادر محلّية.