أميركا تنزع آخر أقنعتها… وسورية لن تتراجع عن الحسم

معن حمية

إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن تشكيل قوة من ثلاثين ألف عنصر يعملون لحسابها في سورية، للانتشار على الحدود السورية مع تركيا شمالاً والعراق باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات، يبيّن للملأ وقوف الولايات المتحدة وراء الحرب الإرهابية التي تستهدف سورية، وأنّ الهدف من وراء هذه الحرب هو تقسيم سورية وتفتيتها. وما يعزّز هذه الحقيقة، أنّ وظيفة «التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب» الذي تقوده واشنطن، هي لتوفير الدعم للإرهاب، ولتمكينه من التمدّد على الجغرافيا السورية، وهذه الوظيفة ظهرت جلية في أكثر من منطقة، خصوصاً عندما نفّذ تنظيم «داعش» الإرهابي هجوماً على مواقع الجيش السوري في جبال الثردة في دير الزور، مباشرة بعد أن استهدفتها غارات جوية نفذتها الطائرات الأميركية.

بعد إعلانها إنشاء قوة تابعة لها في بعض المناطق السورية، تزيل الولايات المتحدة آخر قناع عن وجهها العدواني البشع، لأنها عجزت عن تحقيق الأهداف التي رسمتها. فالمجموعات الإرهابية التي توزّعت ارتباطاتها بين السعودية وقطر وتركيا و«إسرائيل» وأميركا وغير دولة عربية وإقليمية ودولية، فشلت في تحقيق أهداف رعاتها ومشغّليها، وأمام تقدّم الجيش السوري والإنجازات التي حقّقها ويحقّقها بدعم من حلفائه، انحسر انتشار الإرهاب في الجغرافيا السورية، وفقد كلّ مقوّمات استمراره.

اليوم، وبعد أن بدأ الجيش السوري وحلفاؤه مرحلة طرد الإرهاب من أرياف حماة وحلب وتضييق الخناق عليهم في إدلب، تمهيداً لإطلاق مرحلة جديدة من معركة اجتثاث الإرهاب، أدركت واشنطن فشل مشروعها كله، فسارعت إلى الإعلان عن تشكيل قوة تابعة لها، من أجل أن تضع خطوطاً حمراء أمام تقدّم الجيش السوري باتجاه مناطق يسيطر عليها إرهابيون تابعون للولايات المتحدة. والأمر ذاته تقوم به تركيا التي أعلنت أنها بصدد تنفيذ هجوم على مناطق سورية تخضع لسيطرة تنظيمات مسلحة كردية.

وعلى الرغم من التباين الحاصل بين واشنطن وأنقرة، على خلفية ما تقدّمه أميركا من دعم لما يسمّى «قوات سورية الديمقراطية»، فإنّ هناك التقاء بين الأتراك والأميركيين على هدف مشترك يتمثل باقتطاع مساحات واسعة من الأرض السورية لتكريس واقع تقسيمي ـ تفتيتي، وهو الهدف الرئيس للحرب الإرهابية على سورية.

واضح، أنّ أميركا وتركيا والدول الراعية للإرهاب كافة، لم تفشل في الميدان السوري وحسب، بل فشلت أيضاً في فرض أجندتها على مسار الحلّ السياسي. فحلفاء سورية، الروس والإيرانيون نجحوا في رفع اليد الأميركية عن التحكّم بمسار الحلّ السياسي لتحقيق ما فشلوا عنه من خلال الحرب، وبالتالي لم يعد بوسع أميركا وحلفائها سوى التكشير عن أنيابهم. وهي الأنياب ذاتها التي غُرزت في أجساد الأطفال والنساء والشيوخ السوريين، ولم تستطع كسر إرادة السوريين والنيل من صمودهم.

ما هو مؤكد أنّ ما تقوم به واشنطن وأنقرة، هو محاولة لمنع تقدّم الجيش السوري وحلفائه، غير أنّ هذه المحاولة مصيرها الفشل لأنّ القرار السياسي السوري، كما العسكري، هو قرار الحسم، ولسورية وحلفائها ستكون الكلمة الفصل.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى