انتصار ربيع المقاومة والصمود

سايد النكت

لم يكن توقيت أعمال العنف والشغب التي اندلعت في عدد من المدن الإيرانية مضبوطاً على توقيت مطالب الإصلاح والملفات المعيشية، التي استخدمت كشمّاعة لإثارة العنف ومحاولة ضرب الأمن والاستقرار في إيران، في مشهد أعاد الى الأذهان سيناريو التظاهرات التي خرجت في سورية مع بداية الأزمة في العام 2011، حيث استظلت بعض المطالب التي أخفت في طياتها مشروع تدمير سورية.

ما حصل في إيران وتمّ احتواءه في وقت قياسي ليس إلا نسخة محدثة عن السيناريو السوري، والذي جاء على وقع هزيمة المشروع الإرهابي في الشام والعراق وانتصار محور المقاومة الذي تشكّل إيران جزءاً منه، وبالتالي سعى المحور الأميركي الصهيوني المنهزم عبر أدواته الإرهابية الى التشويش على مشهدية الانتصار، من خلال إشعال فتيل الأزمة في الداخل الإيراني، حيث تمّ توظيف ماكينة إعلامية ضخمة عملت على الترويج لهذا السيناريو، لكن سرعان ما ظهر حجم التضخيم الإعلامي للأحداث بالدرجة الأولى ولرواية سقوط النظام بالدرجة الثانية، قبل أن ينزل الشعب الإيراني بتظاهراته المليونية ويؤكد على أنه مصدر قوّة النظام الحاكم.

لا يختلف إثنان على أنّ الإصلاح سُنّة المجتمعات التي تستهدف الارتقاء في الحياة والتطوّر نحو الأفضل بما يساهم في نهضة الإنسان والمجتمع، لكن الإصلاح المنشود مشروط بألا يتحوّل إلى حمّالة لاستقدام الأجنبي، واستجلاب الويل والخراب والدمار الى الدول، بما يؤدّي الى تصدّع المجتمعات وتمزيقها والقضاء على كلّ مقوّمات الحياة فيها، على غرار ما حصل في الشام من «حراك»، سرعان ما تبيّن أنه مشروع إرهابي يصبّ في خدمة أجندات خارجية، لها أغراضها وأهدافها الواضحة للقضاء على دول المقاومة.

في المحصلة بات واضحاً أنّ المشهد في إيران والفوضى التي حصلت وأدّت الى سقوط عدد من الضحايا من المدنيين والقوى الأمنية، جاء مشابهاً لما شهدته سورية في بداية الأزمة، والتي سرعان ما تحوّلت الى حرب مدمّرة تستهدف إسقاط سورية الدولة وتدمير قواها ومؤسّساتها وجيشها العقائدي المؤمن بالعداء لـ«إسرائيل»، وتحويلها دويلات طائفية وعرقية متناحرة، والثابت الوحيد أنّ مصدر الفوضى في الشام ومؤخراً في إيران هو واحد، تتمّ إدارته من قبل «إسرائيل» وأميركا ودول أوروبية وإقليمية وخليجية.

إنّ الانتصارات التي حققها محور المقاومة منذ انتصار تموز 2006 في جنوب لبنان إلى الانتصار في حرب غزة، وصولاً إلى فشل المخطط التدميري الهادف إلى تغيير الخريطة الجيو – سياسية، تحت مسمّى «الربيع العربي»، كلّ ذلك يدفع المحور المعادي إلى استهداف الساحات المنضوية في محور المقاومة، بهدف تصفية المسألة الفلسطينية، لكن، كما فشل المشروع المعادي في سورية فشل في إيران، وفشله في الشام تمّ بفضل الدماء والتضحيات التي أثمرت نصراً مؤزّراً على قوى الإرهاب بوجهيه «الإسرائيلي» والإرهابي، فسقط «الربيع العبري بينما انتصر ربيع المقاومة والصمود مجدّداً.

ناموس المندوبية السياسية

للحزب السوري القومي الاجتماعي في أستراليا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى