الأمم المتحدة تدعو دمشق و«المعارضة» للّقاء في فيينا.. ولافروف وأوغلو يبحثان الإعداد لمؤتمر «سوتشي»
قال مكتب ستيفان دي ميستورا، المبعوث الدولي الخاص إلى الشأن السوري، إنّه دعا الحكومة السورية والمعارضة لحضور اجتماع خاص مع الأمم المتحدة في فيينا في 25-26 الشهر الحالي.
وأوضح المكتب في بيان، أنّ الاجتماع سيركّز على مناقشة القضايا المتعلّقة بصياغة الدستور السوريّ الجديد.
وجاء في البيان: «إنّ المبعوث الخاص يعوّل على مشاركة كلا الوفدين في هذا الاجتماع الخاص. إنّه ينتظر أن يصل الوفدان إلى فيينا مستعدّين لحوار جدّي معه ومع فريقه، للتركيز على السلذة الدستورية من الأجندة سعياً إلى التطبيق الكامل للقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي».
أمّا سبب عقد الجولة الدوريّة التاسعة من المفاوضات السورية في فيينا، وليس في جنيف حيث جرت كلّ الجولات السابقة، فأشار البيان أنّ ذلك جاء نتيجة لـ»أسباب لوجستيّة».
وفي السياق، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في اتصال هاتفي، سير الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني السوري المقرّر عقده في 29-30 كانون الثاني في مدينة سوتشي الروسية.
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان صدر أمس، أنّ لافروف وجاويش أوغلو بحثا «سير التحضير للمؤتمر كحدث مرحليّ نحو التسوية السياسية في إطار المفاوضات برعاية الأمم المتحدة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وبحسب البيان، فقد طرح الطّرفان «المسائل المتعلّقة بالتخفيف من حدّة المشاكل الإنسانية التي يعاني السكّان المدنيّون منها في سورية، فضلاً عن مسألة الالتزام بنظام وقف العمليات القتالية في مناطق خفض التصعيد، بموجب الاتفاقات الموقّعة في أستانة».
من ناحيةٍ ثانية، أكّد مصدر في المكتب الإعلامي للسفارة التركية بموسكو لوكالة «نوفوستي» أمس، أنّ اجتماعاً سيُعقد لممثّلين عن الدول الضامنة لعملية أستانة حول التسوية السوريّة واتفاق الهدنة في هذا البلد، وهي روسيا وتركيا وإيران، في 19-20 كانون الثاني تمهيداً لمؤتمر سوتشي. وأضاف المصدر أنّ الجانب التركي سيتمثّل في الاجتماع على مستوى نائب وزير الخارجية.
ميدانياً، تابع الجيش السوري وحلفاؤه عملياتهم في ريف حماة الشماليّ الشرقيّ، وسيطروا على تلّ موتيلات المشرف على قريتَي طوطح وأبو حريق بعد مواجهات مع «داعش».
كما حرّروا قريتَي ماسح وتلّ ماسح غرب بلدة تلّ الضمان في ريف حلب الجنوبيّ بعد معارك مع «جبهة النصرة».
وفي ريف حلب الجنوبيّ أيضاً، حرّر الجيش وحلفاؤه في محور المقاومة تلّة الشهيد وقرى البطرانة جفر منصور عوينات كبيرة عوينات صغيرة ومرحمية.
إلى ذلك، حرّر الجيش السوري 23 مدنيّاً كانوا مختطفين في غوطة دمشق الشرقية.
معظم المحرَّرين اختطفهم مسلّحو «جبهة النصرة» لدى هجومهم في آذار العام الماضي على محيط كراجات العباسيّين، واحتجزوا في الغوطة مدّة تزيد على 9 أشهر، إلى أن تمكّن الهلال الأحمر السوريّ من نقلهم إلى دمشق.
وتحدّث بعض المحرّرين عن حالة إنسانية صعبة يعيشها المخطوفون من ضاحية عدرا العمالية لدى المسلّحين.
على صعيدٍ آخر، انطلقت في العاصمة التركية أنقرة، عصر أمس، أعمال اجتماع مجلس الأمن القومي التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، لبحث العملية العسكرية المرتقبة في عفرين السوريّة.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أن توعّد الرئيس التركي، الثلاثاء، بأن تقضي قوّات بلاده على المسلّحين الأكراد شمال سورية في حملة ستبدأ «في أقرب وقت» مدعومة من المعارضة السوريّة المسلّحة لتحرير مدينتَي عفرين ومنبج في ريف محافظة حلب.
وجاء هذا التصعيد على خلفية إعلان الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضدّ «داعش» عن بدء تشكيل ما أسمته بـ»القوة الأمنيّة الحدودية»، ومن المتوقّع أن يضمّ قوامها 30 ألف مقاتل وتخضع لقيادة «قوات سورية الديمقراطية».
تركيا أعربت مراراً عن استيائها لهذه الخطوة الأميركية، حيث تعتبر جميع هذه التنظيمات الكرديّة حليفة لـ»حزب العمال الكردستاني»، الذي تصنّفه في خانة الإرهاب وتحاربه على مدار سنوات عديدة.
وأكّدت السلطات التركية أنّ مدينة عفرين الواقعة شمال سورية، والتي تقطنها أغلبيّة كرديّة وتتمركز فيها «وحدات حماية الشعب» تمثّل خطراً حقيقياً على الأمن التركي.
وفي سياقٍ متّصل، قصف الجيش التركيّ والمليشيات المتحالفة معه مناطق في عفرين شمال سورية، وفق ما أفادت به مصادر مطّلعة.
وأضافت المصادر، أنّ القصف جرى على جبهتين الأولى من قلعة سمعان، واستهدف قريتَي إيسكا وشادري التابعتين لناحية شيراوا، والثانية من أعزاز واستهدف منطقة فيلات القاضي ومرعناز وقطمة، من دون معرفة حجم الخسائر.
وواصلت تركيا حشد تعزيزاتها على الحدود مع عفرين، في غضون ذلك سجّل استنفار أمنيّ في المخافر الحدودية مع سورية مع تحرّك آليّات مدرّعة تابعة للاستخبارات والقوات الخاصة التركية في منطقة مرشد بينار القريبة من الريحانية المقابلة لعين العرب ـ كوباني.
من جهته، أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لنظيره الأميركيّ ريكس تيلرسون أنّ العملية العسكرية التركية المرتقبة داخل الأراضي السورية لن تكون محصورة فقط بمدينة عفرين.
وأوضح أوغلو، أنّ العملية العسكرية الجديدة ستمتدّ لتشمل مدينة منبج وباقي المناطق السورية الواقعة شرق نهر الفرات.
بدوره، قال قائد الجيش التركي إنّنا «لن نسمح بدعم وحدات حماية الشعب الكرديّة السوريّة»، موضحاً أنّه يجب على حلف شمال الأطلسي ألّا يفرّق بين جماعات الإرهاب المختلفة.
من جهته، ردّ المؤتمر الوطني الكردستاني لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي» في سورية على التهديد التركي، ودعا «كردّ» إلى التأهّب للنضال من أجل عفرين، متعهّداً بأنّ تركيا ستتلقّى هزيمة منكرة في حملتها.
وأعلن المؤتمر الوطني الكردستاني، في بيان صدر أمس، أنّ «رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان قد شرع في دقّ طبول الحرب. ويكشّر عن أنياب القتال في كلّ تجمّع يذهب إليه»
واتّهم المشاركون في المؤتمر الحكومة التركية بأنّها «استنفرت بكلّ قدراتها العسكريّة، ونظّمت كافّة المجموعات المرتزقة وبقايا القاعدة و»داعش» من أجل احتلال عفرين».
واعتبروا أنّ «مكتسبات الشعب الكردي وحلفائه في روج آفا أي غرب كردستان أثارت حفيظة الدولة التركية.. وجميع جهودها حاليّاً منصبّة على إبادة الكرد والقضاء على مكتسباتهم وحرمانهم من حقوقهم في سورية»، بحسب تعبيرهم.
وأكّد البيان أنّ «أردوغان العنصري وحلفاءه يقرأون مجريات المرحلة بشكلٍ خاطئ»، حيث يسعى أكراد سورية إلى بناء «نظام جديد ديمقراطي».
وهدّد المؤتمر الوطني الكردستاني تركيا بأنّها وحلفاءها ستتلقّى «هزيمة كبيرة في هجومها على عفرين»، مضيفاً: «وستكون هذه الهزيمة أكبر من تلك التي منيت بها في كوباني. فعفرين في مكانها، والعفرينيّون في مكانهم، وهم مستعدّون بكلّ عزم وقوة من أجل الدفاع عن وطنهم، وكرامتهم وحياتهم ومستقبلهم».
وشدّد على أنّ «الجميع في خنادقهم، وحدات حماية الشعب والمرأة وجميع الأهالي. عفرين سوف تتحوّل إلى مقبرة لأردوغان وحكومته».
كما ناشد البيان المجتمع الدولي، ولا سيّما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين والفاتيكان والمؤتمر الإسلامي بـ»الضغط على الدولة التركية لعدم الخوض في هذه المغامرة، التي لن تؤدّي إلّا إلى هزيمتها».
ودعا جميع الأكراد إلى «التأهّب للنضال من أجل عفرين».