جنبلاط يهدي جعجع كتاباً عن تاريخ الجرائم
طغت عناوين الكتب التي تبادلها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وزوجته النائبة ستريدا والإهداءات التي كتبت عليها وتمنيات الأخيرة على جنبلاط، على مضمون اللقاء الذي جمعهم في معراب أمس وذلك ضمن الجولة التي يقوم بها جنبلاط على القيادات السياسية.
فقد أهدى جنبلاط جعجع كتاباً عن تاريخ الجرائم المرتكبة باسم الله، فيما كتب الثاني في إهدائه أحد الكتب لجنبلاط «للتاريخ اتجاهٌ واحد لا يجب تجاهله». أما النائبة جعجع فأكدت في إهدائها على كتاب يتعلق بالحكمة «إنّ الحياة تحتاج إلى الجرأة» وقالت متوجهة إلى جنبلاط: «أنا متأكدة لأنك قارئ جيّد في التاريخ، أننا سنعود ونلتقي».
ما عدا ذلك، ركز اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات وتخللته مأدبة غداء، في حضور النواب: نعمة طعمة، هنري حلو وغازي العريضي وأنطوان زهرا، على الأوضاع العامة والخلافات السياسية بين جنبلاط وجعجع.
وبعد اللقاء خرج جنبلاط ليؤكد «أنّ الحوار كان صريحاً وإيجابياً مع جعجع، بحيث كانت هناك نقاط التقاء ونقاط خلاف ولكن في النهاية لا يوجد إلا الحوار».
وعمّا إذا كانت القطيعة انتهت بين الرجلين، قال جنبلاط: «لم تكن هناك من قطيعة في ما بيننا»، رافضاً «الإعلان أو الكشف عن نقاط الخلاف التي تمت مناقشتها في هذا اللقاء».
وعمّا إذا كان لبنان سيشهد انتخاب رئيس للجمهورية بعد هذه الزيارة، قال جنبلاط: «هنري حلو مرشحنا وما زال».
ولفت جعجع إلى «أنّ جوهر البحث كان وضعيتنا الوطنية، ولا اختلاف حول ضرورة ترتيب أوضاعنا الداخلية، كل منا وفق طريقته».
وحول الملف الرئاسي، قال جعجع: «لا جديد في هذا الموضوع، فالفريق الآخر ما زال على وضعه متمسكاً بموقفه»، مشيراً إلى «أنّ الملف الأمني كان في صلب مباحثاتنا وهو همّ وطني كبير».
وعن طرح الرئيس سعد الحريري لمبادرة رئاسية جديدة، أكد جعجع «أنّ مبادرة 14 آذار الرئاسية التي طرحتها بنفسي ما زالت قائمة، ولكن للأسف لا تجاوب من الفريق الآخر حتى الآن».
وعن محاربة الإرهاب والتطرف، أكد جعجع «أنّ الجميع متفق على وجوب مواجهة هذا الخطر، ولكن الأمر يختلف في سبل المعالجة».
جرائم وحكمة وتمنيات
وكان جعجع وجنبلاط تبادلا خلال لقائهما عدداً من الكتب فقدم له جنبلاط كتابين: الأول بعنوان: «الزوهار» Zohar وهو كتاب قديم باللغة الآرامية يتحدث عن الكباليين القدامى». أما الكتاب الثاني فهو باللغة الفرنسية بعنوان Le r ve du Celte للكاتب Mario Vargas Llosa، وقد دوّن عليه جنبلاط الإهداء التالي: «عزيزي د. جعجع، إنه تاريخ الجرائم المرتكبة باسم الله… مع كامل احترامي/ وليد جنبلاط».
بدوره قدّم جعجع لجنبلاط كتابين، الأول بعنوان «فلسفة التاريخ للفيلسوف الألماني George Wilhelm Friedrich Hegel، والثاني بعنوان: «نشأة المقاومة اللبنانية» للكاتب نادر مومني، ودوّن عليه جعجع الإهداء التالي: «للتاريخ اتجاهٌ واحد لا يجب تجاهله».
أما النائبة جعجع فقد أهدت ضيفها كتاباً باللغة الفرنسية تحت عنوان L art de la guerre للفيلسوف الصيني Sun Tzu دوّنت عليه الإهداء التالي: «إلى الصديق وليد جنبلاط، هذا الكتاب هو درسٌ عن الحكمة، وعن فن الحياة. الحكمة التي تتمتع بها الطائفة الدرزية الكريمة، وأنت طبعاً على رأسها. لكنّ الحياة تحتاج إلى الجرأة، كالتي عوّدتنا عليها في العام 2005. كنت أتمنى ان نكمل معاً، ونبقى في نفس التموضع السياسي، لكن أنا متأكدة لا محالة، لأنك قارئ جيّد في التاريخ، أننا سنعود ونلتقي./ ستريدا جعجع».
«أدوار جنبلاط وجعجع»؟
إلى ذلك، رأى حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان في بيان أصدره اثر الاجتماع الدوري لقيادته القطرية برئاسة الوزير السابق فايز شكر، «أنّ إعلان جنبلاط أنّ جبهة النصرة ليست منظمة إرهابية، يثبت مرة جديدة دوره السلبي في مجريات الأحداث وخطورة تقلباته المستمرة»، معتبراً «أنّ هذا الموقف الذي أطلقه جنبلاط هو طعنة موجهة للشعب السوري والشعب اللبناني، ومحاولة استرضاء وتودّد لقوى الإرهاب والتكفير».
وحذرت الهيئة القيادية في حركة «الناصريين المستقلين المرابطون» في بيان من «خطورة الأدوار المشبوهة» لجنبلاط وجعجع «الهادفة إلى تفتيت وتقسيم الوطن»، لافتة إلى «أنّ أفعالهم وتصريحاتهم الموجهة إعلامياً مؤخراً، تؤكد المؤكد وهو أنّ هؤلاء هم جزء من المشروع التآمري للأميركيين ولليهود، الذي تنفذه أدواتهم ويستهدف وجودية الكيان اللبناني، وهو الإرهاب المذهبي التخريبي تحت مسمّيات داعش والنصرة».
ورأت الهيئة في بيان «أنّ هذه المواقف تناغمت مع موقف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في الدعوة إلى الأخذ بوجهة النظر الإرهابية، والتمييز بين إرهاب النصرة وإرهاب داعش»، مؤكدة «أنّ انتصار أهلنا في سورية وجيشنا السوري، سيصون ويحمي سورية ولبنان، وسيسحق الإرهابيين الذين يهدّدون أبناء الأمة».