ماكرون وميركل عازمان على توثيق التعاون انسجاماً مع معاهدة الإليزيه

كرّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في بيان مشترك صدر أمس، في الذكرى الخامسة والخمسين لتوقيع معاهدة الإليزيه الثنائية، «عزمهما على توثيق التعاون بين بلديهما».

وقال الجانبان في البيان المشترك الذي صدر بعد يومين من لقاء في الاليزيه، «قبل 55 عاماً، وقع شارل ديغول وكونراد أديناور معاهدة التعاون الفرنسي – الألماني معاهدة الأليزيه … منذ ذلك الحين، الصداقة الفرنسية – الألمانية هي دعامة للتكامل الأوروبي. وفرنسا وألمانيا هما شريكان سياسيان كبيران وجاران يثق كل منهما بالآخر».

وأضاف البيان «أنّ الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية كرّرا في الذكرى الخامسة والخمسين للمعاهدة «تأكيد عزمهما على توثيق التعاون بين فرنسا وألمانيا، انسجاماً مع الروح التأسيسية للتعاون الملموس التي تضمنتها معاهدة الإليزيه والتقارب بين المواطنين».

وأوضح البيان «أنهما اتفقا ضمن هذه الروحية خلال اجتماعهما الجمعة»، على «إعداد معاهدة إليزيه جديدة خلال هذا العام من أجل تعميق التكامل بين اقتصادَي البلدين وتعزيز الصلات بين المجتمعين المدنيين».

وأشاد الجانبان من جهة أخرى بـ «قرار البرلمانين إحياء هذه الذكرى عبر الموافقة على قرار مشترك يرسم آفاقاً لمعاهدة جديدة، ويعزز التعاون بين البرلمانين».

يُذكر أنّ معاهدة الإليزيه وقعت في 22 كانون الثاني 1963، ووقعها المستشار الألماني كونراد إدناور والرئيس الفرنسي شارل ديغول وهدفت لتطبيع العلاقات بين البلدين خلال 18 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية.

في السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال بمناسبة الذكرى الـ55 لاتفاقية «الإليزيه» الألمانية الفرنسية أن «دور الرئيس إيمانويل ماكرون يمثل فرصة تاريخية لدفع المشروع الأوروبي».

وأضاف: «علينا أن ننتهز الفرصة التاريخية السانحة الآن بوجود هذا الأوروبي المؤمن بالتكامل، إيمانويل ماكرون».

ويرى غابريال أن «حضور ماكرون يشكل حافزاً رئيسياً للتقدم في إصلاح الاتحاد الاقتصادي والنقدي»، مشيداً بمقترحاته العملية، كوضع ميزانية خاصة بمنطقة اليورو وتعيين وزير للمالية فيها وتشكيل برلمان لها.

وكان غابريال قد أشار مؤخراً إلى تقدّم فرنسا على ألمانيا «في مجال المبادرات السياسية لأوروبا»، مؤكداً «ضرورة قلب هذا التوجّه»، ومعتبراً أنه «على ألمانيا وفرنسا أن تعملا معاً لحماية تلاحم الاتحاد الأوروبي عوضاً عن زيادة الانقسامات، وإلا فسينتهي الأمر باتحاد أوروبي غير موجود سوى على الورق».

على صعيد آخر، صوّت الاشتراكيون الديمقراطيون الألمان أمس لصالح الدخول في «مفاوضات مع تحالف المحافظين بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لتشكيل ائتلاف كبير».

وصوّت مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي بأغلبية ضئيلة 362 مندوباً بـ «نعم» من أصل 642 على مبدأ تشكيل ائتلاف كبير مع الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل.

وكانت المستشارة الألمانية أخفقت في تشرين الثاني في التوصل إلى تفاهم مع حزب الخضر والليبراليين، وبذلك لم يعد أمامها لتشكيل سلطة تنفيذية تملك أغلبية في البرلمان، سوى التحالف مجدداً مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو الحل المفضل لديها، مقابل الذهاب إلى حكومة أقلية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى