أبو فاعور في عين التينة والسراي: هناك إشكالية وطنية ومرسوم الأقدمية لم يصبح خلفنا
زار النائب وائل أبو فاعور موفداً من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجرى عرض للمستجدّات . وقال أبو فاعور بعد اللقاء: للأسف ما زلنا في الدوامة نفسها في ما خصّ مرسوم الأقدمية لضباط المؤسسة العسكرية، ويبدو أن النقاش في هذا الموضوع بات يستطرد نقاشاً آخر حول مسألة الطائف واحترام الطائف نصاً وروحية. لا يمكن القبول بالمنطق الذي يقول بأن مرسوم الأقدمية قد أصبح خلفنا، وبالتالي يجب تجاوز النقاش في هذا الأمر، المرسوم لم يصبح خلفنا ولم يصبح نافذاً. لا تزال هناك إشكالية دستورية حول هذا الأمر ولا تزال هناك إشكالية وطنية وسياسية يجب أن تعالج بالاتصالات. فالطائف ليس فقط مجرد نص بل هو روحية. وهذه الروحية تعني المشاركة، المشاركة الوطنية في القرارات والمشاركة الوطنية في المؤسسات ونأمل أن لا تكون هناك رغبة أو استسهال لدى أيّ من الأطراف بالقفز فوق الطائف سواء كان كنص أو كروحية .
ورداً على سؤال حول مسعى الرئيس الحريري، قال: من دون الدخول في التفاصيل، الرئيس الحريري بذل في الأيام القليلة الماضية جهداً بالاستناد الى المبادرة التي قدّمها الرئيس بري، ولكن ما أستطيع قوله إنها فرملت بلحظة معينة ولا نعتقد أن هناك مصلحة في هذا الامر.
وأشار إلى أننا نأمل من الرئيس الحريري أن يستكمل ما كان قد بدأه، وبالتالي نطوي هذه الصفحة ليس فقط في النقاش حول مرسوم الأقدمية، بل حول الطائف، لأنه باتت هناك مخاوف فعلية وجدّية بأن هناك مَن يريد أن يتعامل مع الطائف كأنه نص مهمل أو روحية لا تستحق الوقوف عندها ، في حين أن قيمة الطائف الأساسية هو أنه ليس فقط وضع حداً للحرب الاهلية بل وضع حدّاً للصراع التاريخي حول مسألة المشاركة في البلد، والتمسك بالطائف لجهة المشاركة بين مكوّنات الشعب اللبناني هو تمسك بما تمّ التوصل اليه. لذلك فإن روحية الطائف هي روحية المشاركة.
وقال «نحن في معضلة حقيقية وفي دوامة حقيقية ولا يجوز أن نأخذ مواقف ونصبح أسرى لها، وكذلك لا يجوز أن نأخذ مواقف لا تنطبق مع الواقع، كالقول بأن المرسوم أصبح نافذاً وأن النقاش أصبح خلفنا. المرسوم ليس نافذاً وهو لم يصبح خلفنا. لا تزال هناك معضلة دستورية ومعضلة سياسية وطنية حول هذا الأمر، والعلاج هو مجدداً اللجوء إلى الحوار. وهذا ما يقوم به الرئيس الحريري بالاستناد إلى المبادرة التي قدّمها الرئيس بري«.
وزار أبو فاعور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في السراي الحكومي وقال على الأثر: «إن الموضوعات المشتركة بين رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وبين رئيس الحكومة كثيرة، بعضها سياسي وبعضها الآخر غير سياسي وله طابع إنمائي وغير ذلك. لكن الموضوع الذي يشغل بال الإعلام في هذه الفترة هو موضوع مرسوم الأقدمية«.
أضاف: «حتى اللحظة، يبذل الرئيس الحريري جهوداً مكثفة في هذا الأمر للتوصل إلى نتيجة. وواقع الأمر أنه، إلى حد ما، إذا توافرت النيّة السياسية لإيجاد علاج فإنه يمكن إيجاد الأفكار الخلاقة التي تُخرجنا من هذا المأزق، ولكن أي أفكار خلاقة يجب أن تكون من ضمن الدستور واحترام المؤسسات والطائف، لأننا لا نريد أن يقودنا النقاش حول هذا المرسوم إلى استطرادات لا نحبذ أن نخوض فيها أو أن نشكك فيها أو أن نقتنع بها، فربما هناك محاولة لتجويف الطائف أو الخروج عليه«.
وختم أبو فاعور قائلاً: «أعتقد أن الطائف كنص أعفى اللبنانيين من الكثير من الهواجس والخلافات، وأي خلافات يجب أن تحل ضمن إطار الطائف، وأي إجراءات في أي مؤسسة يجب أن تتطابق مع اتفاق الطائف، نصاً وروحاً. وروحية الطائف هي روحية المشاركة«. وقال «نحن لا نتهم فخامة الرئيس بهذا الأمر، لكن نتمنى أن يؤخذ الطائف بعين الاعتبار وبجدية«.