منتدى دافوس مواقف رافضة لسياسة ترامب «الحمائية» ودعوات لـ «تعزيز التبادل الحر» ومساعٍ أميركية للتهدئة
احتفى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ «إعلان اتفاق تجارة جديد لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ انضوت فيه 11 دولة لاستبدال ذاك الذي انسحب منه ترامب العام الماضي».
وسيهيمن الأوروبيون على الساحة في «دافوس» بعدما أعلنت الهند وكندا عن «مواقف رافضة لسياسة ترامب الحمائية».
بدورها، حذرت ألمانيا أمس، خلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي من أنّ «الحمائية ليست الحل لمشاكل العالم». ويأتي ذلك قبل وصول الرئيس الأميركي المدافع عن الحمائية لإلقاء خطابه غداً، بعدما أغضب الصين وكوريا الجنوبية مؤخراً بفرضه رسوماً جمركية جديدة على الألواح الشمسية والغسالات كبيرة الحجم.
وشدّدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في خطابها أمام المنتدى على أنّ «الحمائية ليست الحل المناسب».
وقالت «نعتقد أنّ عزل أنفسنا لن يقودنا إلى مستقبل جيد، إذا كنا نظن أنّ الأمور ليس عادلة وأنّ الآليات ليست متبادلة، فعلينا إيجاد حلول متعددة الأطراف وليس أحادية الجانب».
وأضافت ميركل التي تواجه مفاوضات صعبة لتشكيل حكومة ائتلافية أنّ «الشعبوية بمثابة سم».
فيما دعت الصين إلى «تعزيز التبادل الحر»، تزامناً مع مساعي الولايات المتحدة تهدئة مخاوف العالم إزاء شعار الرئيس دونالد ترامب «أميركا أولاً».
فيما أكد ليو هي المستشار الاقتصادي للرئيس الصيني شي جين بينغ «أنّ بلاده تعتزم إجراء إصلاحات إضافية لتحقيق المزيد من الانفتاح».
بدوره، قال مهندس السياسة الاقتصادية الصينية «نرفض كافة أشكال الحمائية، الانفتاح أساسي ليس فقط للصين بل للعالم أجمع».
وأضاف أنّ بكين «ستتبنى تدابير إضافية للتوصل إلى مزيد من الانفتاح وجعل اقتصادها أقرب من المستثمرين الدوليين»، واعداً بـ «تدابير تفوق توقعات العالم».
كما تحدّث عدد من قادة الاتحاد الأوروبي أمس، في بداية عام يتوقع أن يكون مضطرباً بالنسبة للقارة.
حيث دافع ملك إسبانيا فيليبي السادس عن «صورة بلاده في أوج أزمة كتالونيا»، محذراً في الوقت نفسه من أنّ «الخلافات السياسية يجب أن تحل في إطار الدستور».
في حين، سيلقي رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني خطاباً قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات العامة في بلاده.
أما رئيس الوزراء اليوناني اليساري ألكسيس تسيبراس الذي تسعى بلاده إلى النهوض من برنامج الإنقاذ الدولي إثر أزمتها المالية، فسينضم إلى جلسة نقاش تتناول «إعادة الاستقرار إلى منطقة المتوسط».
من جهته، أكد وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس «أن اجتماعات دافوس هي الفرصة المثالية من أجل عرض وجهة نظر لندن».
وقال «هناك رغبة قوية للقيام بأعمال تجارية في بريطانيا، فمن لا يريد الوصول إلى خامس أكبر اقتصاد في العالم؟».
فيما ستنتظر الوفود اليوم للاستماع إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تواجه أسئلة بشأن مستقبل علاقات لندن التجارية في وقت تستعد إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وفيما يحبس الحاضرون في «دافوس» أنفاسهم في انتظار خطاب الرئيس الأميركي الذي يريد الدفاع عن برنامجه «أميركا أولاً» في مواجهة الدعوات إلى العولمة والتبادل الحر، أفاد كبار المسؤولين الأميركيين «أن مجيء ترامب يهدف إلى الدفاع عن المصالح الأميركية مع الترويج في الوقت نفسه للشراكات الدولية».
في هذا الصّدد، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين للصحافيين خلال اجتماع رؤساء الحكومات وكبار رجال الأعمال والناشطين والمشاهير «أميركا أولاً تعني العمل مع باقي العالم».
وأضاف «أنّ شعار سيد البيت الأبيض يعني فقط أنّ الرئيس ترامب يدافع عن المصالح الأميركية كما يفعل أيّ زعيم آخر».
ودافع كذلك وزير التجارة الأميركي ويلبر روس بشدة عن «الرسوم الجمركية» التي أعلنها الاثنين، مؤكداً أنه «لا يمكن لواشنطن أن تتوانى عن اتخاذ إجراءات بحق الدول التي تخالف القواعد».
وقال روس «الحروب التجارية تخاض كل يوم، وللأسف، في كل يوم هناك جهات متعددة تنتهك القواعد وتحاول الاستغلال بشكل غير عادل».
وفي حين تعد الرسوم لعنة بالنسبة لنخبة عالم الأعمال في دافوس، رحبت وفود عدة بـ «إصلاحات ترامب الضريبية المثيرة للجدل والتي خفضت معدل الضرائب على الشركات في الولايات المتحدة إلى 21 في المئة»، وهي نسبة أقل بكثير من المعتمد في كثير من الدول الأوروبية.
وفي ما يصل ترامب دافوس بعقلية «الرئيس المروّج لمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية»، فإنّ ماكرون عازم بالدرجة نفسها على «الدفاع عن نظام عالمي تشكله قواعد متفق عليها بشكل متبادل والتأكيد على المساواة بين الجنسين»، خلافاً لسجل نظيره الأميركي المثير للجدل بشأن النساء.
ويصل ماكرون إلى منتجع الرياضات الشتوية السويسري بعد مخاطبة نحو 140 من كبار قادة الأعمال في قصر فرساي الاثنين في إطار مساعيه لتحقيق «نهضة» في الأعمال التجارية في فرنسا والعالم. ويحضر العديد من هؤلاء القادة منتدى دافوس كذلك.
ولم يقف تحدّي ترامب عند النخب المجتمعة في دافوس حيث احتشد أكثر من ألف متظاهر في وسط زوريخ احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي.
وهتف المتظاهرون «ترامب غير مرحّب به» و»سويسرا تستضيف نازيين». وانضمّ إلى التظاهرة ناشطون ضدّ العولمة ومدافعون عن البيئة إضافة إلى أعضاء منظمات كردية وفلسطينية.