المسؤولون والطاعون وجهان لعملة واحدة
يكتبها الياس عشي
أليس من حق اللبنانيين أن يتهموا نوابهم ووزراءهم وقادتهم بالتقصير، والفساد، والتآمر، بعد أن فشلوا، خلال كلّ هذه السنوات، عن إيجاد حلّ للكهرباء والقمامة والسير؟
بلى… بل يحقّ لهم أن يتهموهم بالخيانة وقد صار لبنان منصة للنفايات. فما انبرى أحدهم يخطب في الناس، ويبشر بالفضيلة، إلا وتذكّرت الخليفة المنصور الذي خطب في جماعة من الأعراب، فقال:
«ينبغي أن تحمدوا الله على ما وهبكم، فإني منذ وليتكم، أبعد الله عنكم الطاعون، الذي كان يفتك بكم».
فقال له أحدهم:
«إنّ الله أكرم من أن يجمع علينا، في وقت واحد، الطاعون وأنت»!
ويبدو أنّ الله لم يكن كريماً مع اللبنانيين، فجمع الاثنين معاً، ورماهما في وجهنا!