التشكيليّ موفق مخّول: إعادة الإعمار تبدأ ببناء عقل الإنسان

شكّلت الحرب الإرهابية على سورية منذ نحو سبع سنوات حافزاً قويّاً لدى التشكيليّ موفق مخول لاستنهاض الهِمم والاستفادة من الإمكانيات المتاحة لدى مديرية التربية في محافظة دمشق، فأسس منذ عام 2011 فريق «إيقاع الحياة التطوّعي» من مدرّسي مادة التربية الفنّية في المديرية.

وفي وقت كان الإرهاب يوجّه قذائف حقده إلى دمشق كان فريق «إيقاع الحياة» في الشارع يحارب الظلام بنور الجمال من خلال تنفيذه أعمال فنية جدارية تزيينية، وصلت إلى سبع جداريات مؤخراً مع إعادة تأهيل أشجار ميتة لتغدو أعمالاً فنّية جميلة تزيّن ساحات دمشق وشوارعها.

إلى جانب ذلك، عمل الفريق على أعمال ومشاريع أخرى عدّة في المدينة، لا تقلّ أهمية مثل متحف العلوم المدرسي والمكتبة المدرسية التي تضمّ أكثر من 40 ألف كتاب.

وعن هذه التجربة التي تقارب سبع سنوات قال مخول في حديث صحافيّ: هذا الفريق يحاول تطوير وتغيير ثقافة الشارع عبر عملية بحث جديدة لتكون من أهم الثقافات التي تطور المجتمع، فلوحة الشارع تخاطب كل الناس على اختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم وتعمل على صنع علاقة حب بين الإنسان الشارع ليغدو أجمل ومرآة تعكس حياة المجتمع وثقافته.

وأوضح مخول أنّ الفريق انطلق بشكل تطوعي، بهدف تجسيد حب الوطن عبر الفنّ، معتبراً أنّ هذا ما نحتاجه في مرحلة إعادة الإعمار والتي يجب أن تنطلق من إعادة بناء عقل الإنسان.

مخّول الذي كانت له مشاركة العام الماضي في ملتقى فنّي ضمّ ورشات عمل عدّة، ومعرضاً دولياً في الصين لفت إلى أنّ هذه المشاركة كانت تجربة فنّية وإنسانية مفيدة من خلال اطّلاعه على تجربة بلد عريق في مجال فنّ الشارع من خلال ما يحمله من المصداقية والتطوّر في الأسلوب والتقنيات الفنّية، مع حرص الفنانين الصينيين على تجسيد تاريخهم وسعيهم لإعادة إحياء طريق الحرير عبر الفنّ ومحاورة ثقافات العالم.

وعن اللوحة التي عاد إليها بزخم كبير مؤخراً من خلال معرضه الفردي في صالة «ألف نون» قال مخول: تعيش اللوحة في داخلي ولم تتركني لحظة لكن عملي مع فريق «إيقاع الحياة» أخذ غالبية وقتي، حتى جاءت رحلتي إلى الصين ففجّرت في داخلي الحاجة للعودة إلى عالم اللوحة، وجاء معرضي الفردي الأخير بكمٍّ كبير من التوق للفرح والجمال.

وعن كتابه «مخّوليات» الذي صدر مع معرضه الأخير أوضح مخّول أنّه تجميع للمنشورات التي كتبها على صفحته الشخصية على موقع «فايسبوك» خلال سنوات الحرب على سورية، بأسلوب ساخر بهدف تحويل الحزن إلى فرح ولإشاعة الطاقة الإيجابية بين الناس وتكريس مواصلة التفكير والعمل وحبّ الحياة.

وعبّر مخّول عن رضاه حول ما أنتجه الفريق التطوّعي حتى الآن، واعداً بمشاريع مهمة مقبلة بالتنسيق والتعاون مع جهات رسمية وأهلية تكريساً لفكرة العمل التطوّعي ونشراً لثقافة الجمال والحبّ في أرجاء سورية، وعملاً من منطلق واجب الفنان تجاه وطنه في مرحلة إعادة الإعمار.

يذكر أنّ فريق «إيقاع الحياة» ورشة فنّية تطوعيّة مؤلّفة من مجموعة من مدرّسي مادة التربية الفنّية تحت رعاية وزارة التربية، ودخل عمل لها في حيّ المزة بعنوان إيقاعات لونيّة موسوعة «غينيس للأرقام القياسية» عام 2014 كأكبر جدارية تنفّذ بمواد من بقايا البيئة المعاد تدويرها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى