من دفاتر الذكريات
من دفاتر الذكريات
منذ كنت طفلة، وحتى الآن، كانت أجمل أوقاتي هي الفجر، لم أكتفِ أبداً برؤية هذا الوقت العجائبي الذي تدحر فيه أشعة الشمس الظلام بهدوء، وكنت أراقبها وهي تنتشر شيئاً فشيئاً، ويبدأ الدفء بالتسلّل إلى بيوتنا الباردة في ذلك الجبل، وتبدأ حركة الحياة من جديد، فأشمّ رائحة الزوفا المفضّلة عند والدي، وأسمع أمّي وهي تحاول أن تسبق الوقت مع تسعة أطفال. وبالمناسبة، كانت تنجح في كلّ مرّة من دون أن أعرف كيف، ولكنها عجيبة أخرى من عجائب الأمّهات.
لم أملّ يوماً من انتظار الشمس القادمة لتُحيي الحياة من جديد. ولم أملّ من مراقبة البذور التي تكبر لتصبح أشجاراً وأزهاراً. ولم أتعب من انتظار الأجمل والأفضل والأكثر قوّة. وكذلك أفعل اليوم، أتابع الحياة وأنتظر سورية القادمة… سورية تشعّ فيها الحياة من جديد وتكبر هي في أعماقنا كروح خالدة لا تموت بل تزداد شباباً.
خير الصباحات هو صباح يجمعنا بمن نحبّ…. صباحكم خير.
وفاء حسن