قادة القمة «المصرية والسودانية والإثيوبية» اتفقوا على حلّ القضايا الخلافية
أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «لا أزمة بين مصر وإثيوبيا والسودان، وأنّ الدول الثلاث دولة واحدة جاء ذلك في القمة الثلاثية التي عُقدت بين الرئيس المصري والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا».
وأعلن السيسي عن «تشكيل لجنة مشتركة مع السودان وإثيوبيا لمتابعة تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في القمة أمس».
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري «أن زعماء القمة اتفقوا على حلّ القضايا الخلافية بشأن سدَّ النهضة خلال شهر».
وعقب انتهاء القمة الثلاثية مع الرئيس السوداني ورئيس وزراء إثيوبيا وجلسة المباحثات قال السيسي إن «الدول الثلاث تتعاون كدولة واحدة، ومصلحتنا مشتركة».
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، قد أعلنت عن «أن المباحثات المغلقة بين الزعماء الثلاثة ستبحث آخر تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، وذلك في ظل المخاوف المصرية من تأثير إنشاء السدّ على حصتها من مياه النيل».
في السياق نفسه، كشفت مصادر عسكرية مصرية عن «قيام القاهرة بمشروع ضخم في جنوب السودان، يُحدث تحولاً كبيراً في قضية سد النهضة».
حيث ستقوم مصر بحفر قناة في جنوب السودان، تسمى مشروع قناة «جونجلي»، وستوفر 30 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.
وتهدف هذه القناة لـ «استقطاب جزء من مياه المستنقعات ما سيفيد السودان ومصر أيضاً».
حيث أكدت مصادر «أن مشروع قناة جونجلي بدأت فيه مصر العمل فعلياً في سبعينيات القرن الماضي، حيث تمّ حفر 260 كيلومتراً بواسطة الشركة الفرنسية التي فازت بعطاء تنفيذ الحفر، لكنها توقفت عند قرية الكونقر نتيجة نشوب الحرب الأهلية عام 1983 بين الحركة الشعبية بقيادة قرنق، والحكومة المركزية في السودان آنذاك».
وأكد خبراء آنذاك أن «المتبقي من الحفر في المشروع الذي سيخدم مصر وجنوب السودان لا بد من إتمامه لأهمية القناة للبلدين المذكورين».
ويُذكر أن المسح الجوي لمنطقة السدود بدأ في عام 1930، وتمّ الحصول على أول نتيجة، حيث لوحظ أنه يوجد على بعد 80 كيلومترًا شمال بور مجرى كبير ينساب على الحافة الشرقية للمستنقع عند جونجلي. وهذا المجرى كان يعرف منذ سنوات باسم نهر جروترود، وقد أيّدت الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها من الطائرة ما لهذا المجري من أهمية كبرى وعلى أثر ذلك عرفت الدراسات التفصيلية بالمشروع بعنوان مشروع قناة جونجلي.
ومراحل مشروع جونجلي كما تقول الوثائق كثيرة: «المرحلة الأولى، واسمها القطع الأول، وهي ترعة بعرض 19 متراً تصرف 113 متراً مكعباً في الثانية من جونجلي إلى نهر الزراف، وأبعاد الترعة وتصريف المياه فيها كافيان إلى درجة يمكن معها سير الكراكات المستعملة دون عائق». وأوضح الخبير بوتشر أن «مشروع جونجلي سيؤدي إلى زيادة إيرادات مصر من المياه بـ2 مليار متر مكعب في 11 سنة بتكلفة تقدر بنحو 4 ملايين جنيه».
وتقتضي المرحلة الأولى من المشروع، حسب الوثائق، «إنشاء تحويلة من جونجلي تخترق الأرض شرق المستنقع إلى مسافة 200 كيلو متر حتى الزراف على بعد 175 كيلو متراً من النهر، حيث تستفيد مصر من 2 مليار متر مكعب من المياه»، وهي الفائدة التي كانت مصر ستحصل عليها لو تم تنفيذ مشروع فيفينو – بيبور.
وقالت الوثائق «إنه بعد إنشاء مشروع قناة جونجلي بمكن إنشاء سد البرت في أوغندا بطريقة مفصلة»، مؤكدة أن «الكراكات ذات الرفاص وطول الذراع فيها نحو 18 متراً وترمي لمسافة 19 متراً على محور الكراكة المستخدمة في الإنشاءات، لافتة إلى أن الكراكات ستقضي نحو 21 شهراً في العمل المتواصل».
وأوضحت وثائق المشروع «أنّ الأضرار التي ستصيب السكان من المشروع قليلة جداً. إلا أنه تم وضع ميزانية لإدراج موارد الماشية والمعدات»، لافتة إلى أن «مكعبات الحفر في الكراكات لإتمام المشروع تقدّر من 42 لـ65 مليون متر مكعب».