الحريري: آمن بلبنان وبإمكانيات شبابه القصّار: أوصيكم بالتعاون مع الاتحاد العمالي

أقام رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد ظهر أمس في السراي الحكومية، غداء تكريمياً على شرف الرئيس السابق للهيئات الاقتصادية عدنان القصار، في حضور الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، والوزراء: علي حسن خليل، رائد خوري، ميشال فرعون، ملحم الرياشي، جان أوغاسابيان، محمد المشنوق، جمال الجراح، معين المرعبي، يعقوب الصراف ونقولا تويني والوزير السابق وليد الداعوق، وحشد من النواب والسفراء العرب والهيئات الاقتصادية والمصرفية والنقابية وشخصيات.

استهل الحفل بكلمة للرئيس الجديد للهيئات الاقتصادية محمد شقير الذي أشار إلى أنّ الهيئات الاقتصادية اللبنانية «أثبتت موقعها ودورها الريادي ونهجها ومنطقها الوطني، وإيمانها بأنّ مصلحة البلد واقتصاده فوق كل اعتبار».

ثم تحدث الرئيس الحريري الذي أكد أنّ القصار هو «رجل النشاط الاقتصادي في كل العهود، واسمه من علامات الثقة بالاقتصاد اللبناني ولقبه عن جدارة واستحقاق هو الريس… الريس عدنان».

أضاف: « عدنان القصار أتقن ريادة الأعمال فأبدع، وسخر هذا الإبداع وهذه الإمكانات والعلاقات الداخلية والعالمية التي بناها طوال مسيرته المهنية لمصلحة لبنان ولمصلحة القطاع الخاص اللبناني. عدنان القصار، هذا الشخص الذي آمن بلبنان وبإمكانيات شبابه، في الظروف الحلوة وفي الظروف المرة، والذي ساهم في تعزيز وترسيخ مصداقية القطاع الخاص اللبناني وكان دائما يؤكد على دور هذا القطاع المساند والمكمل لدور القطاع العام».

وتابع: «أود أن انتهز الفرصة لأقول إنّ القطاع الخاص اليوم ستكون أمامه فرصة مهمة وحقيقية في هذا الإطار، من خلال دعمه ومشاركته في البرنامج الاستثماري بالبنى التحتية الذي سنعرضه عليكم قريبا، والذي يهدف بشكل أساسي لأن يكون لدينا بنية تحتية عصرية قادرة تواكبكم وتواكب استثماراتكم وطموحاتكم».

وشدّد على «أنّ الهيئات الاقتصادية هي عصب الاقتصاد اللبناني وكانت وستبقى دائما مرجعاً أساسياً نعتمد عليه في القرارات والخطوات التي يتم اتخاذها على الصعيد الوطني. نريد أن يكون كل لبنان على صورة الهيئات الاقتصادية وديناميكيتها. نريد للبنان أن يشبهكم. نريد قطاعا عاما يشبهكم. ولصديقي رئيس الهيئات الاقتصادية الجديد محمد شقير أقول كما قلت لزميله رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد قبل أسبوعين: «الله يعينك عليي بالفترة اللي جايي»…. لكني أعرف يا محمد أنك على قدر المسؤولية».

ولصديقي عدنان القصار أقول إنّ تكريمه لا يعني أبداً أنه ذاهب إلى التقاعد، باعتباره رئيس شرف دائم للهيئات الاقتصادية في لبنان».

وفي الختام، ألقى القصار كلمة، قال فيها: «إنه يوم عزيز على قلبي. إنها مناسبة تجسد بكلّ معانيها النجاحات والحلم الدائم بالمستقبل المشرق لبلدنا الحبيب، ولأبنائنا عماد البناء والنهوض. وإنني في هذا اليوم الاستثنائي، حيث نلتقي في هذا الصرح الوطني الجامع، بمشاركة مميزة من الشخصيات الوطنية، السياسية، الاقتصادية والعمالية، أتوجه بخالص الامتنان والشكر والتقدير إلى دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، على هذا التكريم الذي له تقدير كبير في قلبي، لأنه يأتي من بلدي الذي لم أتوان يوما عن خدمة اقتصاده بكل جوارحي على مدى عقود طويلة».

أضاف: «أيها الحضور الكريم، لدي إيمان راسخ بأن لبنان كطائر الفينيق لا يموت، بل يبعث دائماً من جديد. ولذلك أنا متفائل ومؤمن بأننا، على الرغم من كل الأزمات الداخلية والإقليمية والدولية التي تعصف ببلدنا الحبيب من فترة إلى أخرى، قادرون على تجاوز تلك الظروف الصعبة. واليوم من حسن حظ لبنان، أن على رأس القيادة شخصيات مشهود لها بوطنيتها، في مقدمها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي يقود السفينة بفعل مواقفه وقراراته الحازمة نحو طريق النهوض، ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي نجح بفضل حنكته والكاريزما التي يتمتع بها أن يكون مفتاح الحلول الدائم، ودولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الذي أرى فيه الحارس الأمين لإرث والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحيث بفضل قيادته الحكيمة ورؤيته الوفاقية، وتعاونه الكامل مع أركان الدولة، وتضحياته الاستثنائية، يحقق الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى، ويتصدى للتحديات المحلية والإقليمية والدولية من أجل لبنان أولاً».

وتابع: «السادة الأعزاء، في هذه اللحظة العزيزة يصعب التوصيف المناسب الذي يعبر عما يختلج في صدري من مشاعر، إذ إن هذا التكريم ليس كأي تكريم آخر حصلت عليه من الرؤساء والقادة العرب والأجانب، نظرا لدوري الوطني انطلاقاً من موقعي الرسمي والاقتصادي في لبنان ولدوري الإقليمي انطلاقاً من موقعي كرئيس سابق لاتحاد الغرف العربية، وكذلك لدوري العالمي كرئيس سابق لغرفة التجارة الدولية. اليوم وأنا أسلم شعلة الهيئات الاقتصادية، بعد فترة طويلة أمضيتها في خدمة لبنان وتعزيز اقتصاده الوطني، بدعم لا مثيل له من قبل عائلتي الوطنية الكبيرة وأيضا من قبل عائلتي الصغيرة وأقرب المقربين مني، وأخص بالذكر شقيقي عادل، أنني على يقين بأنّ الأمانة بأيد أمينة».

وثمن القصار «الدور الريادي لرئيس اتحاد الغرف اللبنانية وغرفة بيروت وجبل لبنان الصديق العزيز محمد شقير، الذي بفعل النظرة الثاقبة والديناميكية الكبيرة التي يتمتع بها وانفتاحه على العالمين العربي والدولي، استطاع أن يحقق إنجازات بارزة في خدمة الاقتصاد الوطني. وإنني في هذا اليوم أسلمه أمانة ثمينة وهي رئاسة الهيئات الاقتصادية اللبنانية، وأسخر إمكانياتي وعلاقاتي لدعمه ومساندته من أجل خدمة بلدنا الحبيب. وسأبقى عضواً متابعاً معكم جهودكم لأنني نذرت نفسي لخدمة لبنان واقتصاده ما دمت حياً».

ودعا القصار أصدقاءه وزملاءه في الهيئات الاقتصادية، «إلى دوام وحدة الصف والتعاون الدائم مع الاتحاد العمالي العام. أوصيكم بالحفاظ على الوحدة الوطنية لأجل لبنان، فوق المذهبية، فوق الطائفية، فوق المناطقية، لبنان لجميع اللبنانيين، لبنان أولاً وآخراً».

وختم: «الحضور الكرام، ألف شكر لكم جميعا، وأعاهدكم أنني سأبقى جنديا في خدمة وطني وخدمة الاقتصاد اللبناني. فلبنان هذا البلد المتنوع، والكيان الفريد في محيطه العربي، والغني بتعدد طوائفه، وعيشه المشترك، وبكفاءاته وأدمغته الشابة، يستحق منا أن نبذل الغالي والنفيس من أجله. مجددا كل الشكر والتقدير للرئيس سعد الحريري على هذا التكريم، وكلي رجاء أن يحمي الله بلدنا الحبيب ليبقى منارة متألقة في عالمنا العربي والعالم أجمع. عشتم، عاش لبنان، عاش الاقتصاد اللبناني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى