الحريري إلى تركيا اليوم ويتبلّغ استعداد الاتحاد الأوروبي الوقوف إلى جانب لبنان لإجـراء الانتخابات النيابية
أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه ستكون له مبادرة لتهدئة الأجواء، معتبراً أن البلد ليس بحاجة لا إلى تصعيد ولا إلى تأزيم. موقف الحريري جاء في أعقاب لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا تناولا خلاله «المستجدات على الساحة المحلية وأهدافنا جميعاً». وقال «فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري وأنا شخصياً ينبغي أن ندير هذا البلد بأفضل طريقة لما فيه مصلحة المواطنين. لقد سمعنا الكثير، وحصل اعتذار من قبل الوزير باسيل. لندع الأمور عند هذا الحدّ، ومع الوقت نأمل أن تحصل التهدئة. وأنا سأكمل جهودي في هذا الموضوع. وأرى أنه من واجبنا أن نتطلّع إلى شؤون المواطن اللبناني وسط الأزمة الاقتصادية التي نمرّ بها، فهذا هو الأساس».
ولفت الحريري إلى أنه اتفق والرئيس عون أيضاً على «عقد جلسة لمجلس الوزراء إن شاء الله هذا الخميس»، اثر الزيارة التي سيقوم بها إلى تركيا.
وكان الحريري تبلغ استعداد سفراء الاتحاد الأوروبي للوقوف إلى جانب لبنان لإجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل من خلال إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات، وذلك خلال لقائه رئيسة بعثة الاتحاد في لبنان كرستينا لاسن وسفراء: ايطاليا ماسيمو ماروتي، المملكة المتحدة هوغو شورتر، النمسا ماريان وربا، سولوفاكيا لوبومير ماكو، فنلندا ماتي لاسيلا، هنغاريا غيزا ميهاليي، رومانيا فيكتور مرسيا، الدنمارك زفند ويفر، قبرص كرستينا رافتي، تشيكيا ميكيلا فرنكوفا، بلجيكا اليكس لنيارد، اسبانيا جوزيه ماريا فيريه ديلا بينا، السويد جورغن لندستروم، القائم بأعمال سفارة اليونان كوستينوس شتزيتوماس، القائم بأعمال هولندا مارغريت فريوجيك، القائم بالأعمال البولوني ادم ردزيوان، القنصل الاول للسفارة الفرنسية ارنو بيشوه، القائم بالأعمال البلغاري اناتولي ديشيف، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي جوليا كوش دي بيولي.
وجرى خلال اللقاء البحث في مناقشة التطوّرات السياسية في البلاد والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان. حيث أقر سفراء الاتحاد الأوروبي بأن حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الرئيس الحريري ساهمت على نحو قاطع في عمل مؤسسات الدولة في لبنان بشكل كامل، بما في ذلك تحقيق إنجازات تشريعية على غرار اعتماد أول موازنة منذ 12 عاماً، فضلاً عن الاتفاق على قانون انتخابي والإعلان عن إجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل. وتوجّهت رئيسة بعثة الاتحاد إلى الرئيس الحريري بالقول: «إننا على ثقة من أنكم ستستمرون في إظهار القيادة الضرورية لإجراء الانتخابات في وقتها بطريقة شفافة وسلمية، وكما كانت عليه الحال في السابق، فإن الاتحاد الأوروبي مستعدّ للوقوف إلى جانب لبنان في هذه العملية، بما في ذلك من خلال إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات، فهمنا أن حكومتكم ستبعث دعوة لها في غضون الأسابيع المقبلة».
ورأى سفراء الاتحاد الأوروبي أنه في سياق إقليمي هشّ، يبقى استقرار لبنان بالغ الأهمية بالنسبة إلى الاتحاد. وفي هذا الإطار، شدّد هؤلاء على ضرورة نأي لبنان بنفسه عن النزاعات الإقليمية وأكدوا من جديد العناية البالغة التي يوليها الاتحاد الأوروبي لتنفيذ جميع الأطراف اللبنانية قرار الحكومة في إطار روحية من الوفاق الوطني.
وشدّد سفراء الاتحاد الأوروبي على أهمية استعداد لبنان جيداً لسلسلة مؤتمرات الدعم الدولية المقبلة في روما وباريس وبروكسل كمحطات رئيسية مقبلة، واعتبروا هذه المؤتمرات بمثابة إطار دعم متماسك يجب تضمينه في إطار رؤية أطول أمداً للإصلاح السياسي والاقتصادي في لبنان.
وقالت لاسن إن «الاتحاد الأوروبي يشجّع حكومة لبنان على انتهاز هذه الفرصة وتعزيز جهودها إلى أقصى حد ممكن لمواكبة خطة استثماراتها الرأسمالية برؤية اقتصادية شاملة ومتماسكة وخريطة طريق مفصلة للإصلاحات الاقتصادية ضمن الوقت المحدود المتاح قبل المؤتمر».
ورحّب سفراء الاتحاد الأوروبي بالجهود المستمرّة التي تبذلها الأجهزة الأمنية اللبنانية لمكافحة الإرهاب، وصون الاستقرار الداخلي، ومنع التطرّف وتعزيز مراقبة حدود لبنان. كما أشادوا بدور الجيش اللبناني إلى جانب قوات اليونيفيل في المحافظة على السلام والاستقرار في جنوب لبنان، مع الإشارة إلى أن الدعم الإضافي من الاتحاد الأوروبي للجيش وقوى الأمن الداخلي سيشكّل محور مؤتمر روما 2 الشهر المقبل.
وفي ما يتعلّق بوقع الأزمة السورية على لبنان، أعرب السفراء عن التزامهم المستمرّ والكامل بدعم الاتحاد الأوروبي للبنان في الجهود الاستثنائية التي يبذلها في استضافة أكثر من مليون نازح سوري، مع الإشارة إلى أن مؤتمر بروكسل المقبل الذي سيُعقد في نيسان 2018 سيشكل الفرصة لتوفير دعم إضافي من الأسرة الدولية لدعم لبنان ككل سياسياً ومالياً لتحمّل هذا العبء الاستثنائي.
وكان الرئيس الحريري استقبل سفير لبنان في إيران حسن عباس وزوّده بتوجيهاته.
إلى ذلك يزور الرئيس الحريري، تركيا، اليوم تلبية لدعوة نظيره التركي بن علي يلدريم.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأناضول»، من مصادر في رئاسة الوزراء التركية، فإن الزيارة تستغرق يومين. وأوضحت المصادر أن الجانبين سيبحثان قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، علاوة عن العلاقات الثنائية.