المشنوق يحصر المخاطر بـ«المهرّبين والمزوِّرين» ويغفل المخططات المشبوهة ضدّ لبنان والمنطقة!
غابت الاعتداءات على الجيش لا سيما في عرسال وطرابلس وسبل جبه هذه الاعتداءات وتحصين المؤسسات العسكرية عن كلمة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في احتفال أقامته الوزارة لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاغتيال اللواء وسام الحسن والمؤهل أحمد صهيوني، في قصر الأونيسكو أول من أمس.
كما أغفلت الكلمة قضية المتهمين بتلك الاعتداءات والصادرة في حقهم قرارات قضائية، ويتردّد أنهم «متوارون» عن الأنظار فيما يتردّد أيضاً أنّ هؤلاء، الذين يظهرون في وسائل الإعلام والمساجد والمؤتمرات الصحافية، يتمتعون بحصانات سياسية وحزبية ودينية، في مقابل تركيز المشنوق على ما يصفه بـ«مربع الموت» في بريتال من دون غيرها!
لم يأتِ وزير الداخلية، مثلاً، على ذكر الفارّ من وجه العدالة مصطفى الحجيري أبو طاقية ، وهو الذي كان يمتدحه المشنوق، وقد ظهر الأول في مؤتمر صحافي علني في منزله بعرسال بعد يوم من إصدار القضاء مذكرة إلقاء القبض في حقه بتهمة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية، وحملته على القضاء والجيش، من دون أن تتحرك الأجهزة لتنفيذ المذكرة في حقه، فهل أبو طاقية من «قادة الصحوات»؟
وكانت مادة الإثارة لجمهور قوى 14 آذار في ذكرى الحسن، هي حزب الله، شريك المشنوق وتياره في الحكومة، حيث فتح المشنوق جبهة ضدّه ملامساً توجيه الانتقادات اللاذعة له في إطار طائفي، متهماً إياه بتوفير الحصانة الحزبية، كما هاجم المؤسسات العسكرية والأمنية، متهماً إياها بالتمييز في التعاطي مع المواطنين و«محاسبة البعض في لبنان من لون واحد». وبينما أعطى الحيّز الأكبر من خطابه لـ«المزوّرين والمهرّبين في النبي شيت وبريتال» حسب اتهاماته، لم يتوجه وزير الداخلية بكلمة واحدة إلى المحرّضين على الجيش والدولة من بعض التيارات والسياسيين والتنظيمات الإرهابية في الشمال وعرسال ومناطق أخرى، والذين يحملون مشاريع مشبوهة وخطيرة، على غرار «داعش» و«جبهة النصرة»، تمسّ جوهر البلد ومصيره وتتجاوزه إلى هوية المنطقة ومستقبلها وتنوّعها ودورها وسط العواصف والأزمات الدامية التي تتعرّض لها.
وقدّم المشنوق الذي مثل رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وتمام سلام في الاحتفال، في حضور شخصيات سياسية وحزبية ودينية وعسكرية، لكلمته بتأكيده أنه لا يحمّل بري وسلام مسؤولية كلامه، قائلاً: « أشكر صاحبي الدولة الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام على تكليفي بتمثيلهما في هذه المناسبة، لكنني لا أحمّلهما مسؤولية ما سأقول، تاركاً لهما أن يتقدما عليّ في نصّ الرصانة والعقل والمنطق».
وأكد المشنوق «أننا على قاب قوسين أو أدنى من اكتشاف جريمة اللواء الشهيد وسام الحسن، لقد حصلنا على الصورة وما زال هناك الصوت، وهذا الأمر سيعلن في الوقت المناسب، وأنا مسؤول عن كلامي، سيعلن، وستعرفون كلكم الحقيقة، وأقول للقتلة مهما فعلتم وأينما ذهبتم أو صعدتم إلى أعلى الأبراج، ولو ذهبتم إلى أبعد الأماكن، سنطالكم سنطالكم سنطالكم، وسنقتصّ منكم بالعدل والقانون».
وتطرق إلى الخطة الأمنية معتبراً أنّ مسارها تحوّل إلى «محاسبة بعض المرتكبين في لبنان من لون واحد، وصرف النظر عن بعضهم الآخر، لأنّ حزباً سياسياً يوفر الحماية، ولأنّ جهازاً رسمياً تفتقر رئاسته إلى الصفاء الوطني في مقاربة الموضوع الأمني». وقال: «في كل مرة أتحدث فيها عن خاطفين في بريتال، أو مزورين في النبي شيت، أو ما يفوقهما في حي الشراونة في بعلبك. يأتيني الجواب الحزبي: لا سلطة لنا ولا قدرة لنا، ولا حتى معلومات تساعد على فرض الأمن، الفاعلون يهربون إلى الجرود التي لا نعرف أولها من آخرها». يكتمل الجواب من الجهاز الرسمي بأقل أو أكثر من التبريرات. فجأة تصبح الجرود أرض معركة، فيها متاريس ودشم ومقاتلون يشارك فيها حزبيون بمساندة من الجهاز الرسمي نفسه، ولو من بعد». وقال: «دققت الكبير، الكبير، والكثير من الأبواب، ولكن من دون نتيجة، خاطبت الأكبر من العقول. منعاً لليأس وتجنباً للانفجار أو التعطيل. ولكن من دون نتيجة. ذهبت إلى فخامة الرئيس سليمان مرات طالباً حصانته الوطنية، وذهبت مرات ومرات إلى الضمانة الوطنية في رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وفي كل مرة كان يوافقني على ما أقوله، ذهبت إلى التوازن الوسطي في وليد بك، وناقشت مرات مع الضمير العسكري الوطني العماد ميشال عون في الموضوع نفسه، لكن لا نتيجة».
وأكد المشنوق «أننا لن نقبل بتحويلنا إلى قادة صحوات متخصّصين في فرض الأمن على قسم من اللبنانين، فيما القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية».
وتخللت الاحتفال كلمة لكل من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والإعلامي مرسيل غانم.