«بوابة الأيام… امتداد لا ينتهي لقاسم قاسم
اعتدال صادق شومان
من ضمن إصداراتها لهذه السنة، أطلقت «دار ومكتبة بيسان للنشر والتوزيع»، رواية «بوابة الأيام» للروائيّ الدكتور قاسم قاسم. وكانت «بيسان» قد أصدرت للكاتب في سنوات خلت، روايات عدّة، صُنّف بعضها بأدب الخيال العلمي، منها: «جسد حار»، «هاتف زمان»، «لوحة الراهبة» و«بيت الغريب»،، إلى جانب إصدرات أخرى أدبية منها: «أوراق على مقعد بارد»، ودراسة بعنوان «جماليّات السينما»، ورواية «الدوران».
يعود قاسم في «بوّابة الأيام» بعد سلسلة من روايات الخيال العلمي، ليحاذي الواقع من خلال بطلَي الرواية «حبيب» و«مريم»، بأحداث مصاغة من الواقع الاجتماعي، كتبها بطريقة عفوية وتلقائية من حيث التأثّر بالأحداث والارتباط الوجداني والعاطفي لبطل القصّة «حبيب» في فترة المراهقة، مع ما ينتاب تلك المرحلة المبكّرة من عمر الإنسان بحالة من التوتّر مع أهله، نظراً إلى التغيّرات الجسدية والنفسية والفكرية التي يمرّ بها في هذه المرحلة.
وقد تصاعد هذا التوتّر في العلاقة حيث وصل حدّ القطيعة مع الأهل تحديداً والده، ليجد ملاذه الآمن إلى جانب مدرّسه الذي احتضنه وأتاح له فرصة تنظيم مكتبة جامع الحيّ الذي يسكن فيه، تاركاً له حرّية المطالعة، ليواظب على شراء الروايات من ساحة الشهداء، متعته الوحيدة ومفتاح قلقه الدائم.
وسرعان ما تلج بيروت في أتون حرب طويلة يمرّ الكاتب على انطلاقتها وتداعياتها ونتائجها دماراً وتهجيراً وتفكيكاً لبنى المجتمع، وما تولّد عنها من حكايات، في لغة وفيرة الدلالة، تتحدّث وتخاطب الروح والمشاعر الخفيّة في القدرة على التأقلم مع الأخطار ومواجهة الواقع وتقبّله بكلّ ما هو عليه بجماله أو مرارته وقسوته وقضايا أخرى، كالحبّ والهجران، ودبيب الرتابة إلى الحياة الزوجية، والابتلاء بالمرض والفقدان، ومرارة الوحدة، والتجارب العاطفية الشائكة بتعقيداتها ومحاذيرها وانكساراتها، عدا عن غرابة الصدف، وتحطّم الألم وتمزّق الأحلام.
هذه الأحداث كلّها انكبّ قاسم قاسم على كتابتها وأعاد قراءتها مرات عدّة، يصحّح ويكشف تفاصيل لم تخطر على باله، ويسدّ الثغرات قبل أن يدفعها إلى حديقة «دار ومكتبة بيسان للنشر والتوزيع» لتتفتّح رواية «بوابة الأيام» في 128 صفحة من القطع الوسط، بغلاف لوحة من أعمال الفنان الفرنسي Andr Derian.
«بوّابة الأيّام»، رواية ممتعة بأحداث شيّقة تنبع من واقعنا الاجتماعي، ننصح بقراءتها.