المراهِقة المرهِقة المرهَقة

المراهِقة المرهِقة المرهَقة

تجنح بعض العقليات إلى اعتبار الحياة سباقاً قصيراً وسريعاً لاستغلال الفرص، فتمتلئ حياة أصحابها بالكثير من التحدّيات والاحباطات والتعثرات التي لا يلاقون من الشخصيات المحيطة أيّ اهتمام لتقديم المساعدة.

وعلى رغم أن معظم أحاديثنا اليوم تركّز على التغيير والتأثير، إلّا أنّ معظم سلوكيّاتنا مزاجية، رغم اختيارنا الجدّية والرغبة الحقيقية لاتباع الأفضل، فهل يا ترى نحن ممّن يهرب من نفسه؟ أم مَن تُسيّره أفكاره وأفعاله ليكون سلوكه خيار، لا ندري إن كان تحت السيطرة؟

مع أنّ أسلوبنا في الاختيار يحدّد النتيجة التي نريد الوصول إليها، إلّا أننا نتوه ما بين خيار صياغة الخيارات من عدم صوغها وما بين صوغها بوعي وأخلاق أم بتنّحي الوعي والضمير عنها.

وأستحضر ما قرأته عن إحدى شركات التسويق التي روجّت نفسها بأنها صاحبة الأفكار الذكيّة والتي مهمتها مساعدة الشركات في تقديم الأفكار حتى بيع منتجاتها، فتعتمد توقيع عقد تقبض نصف قيمته في البداية وما تلبث تُدخل الشركات المُتعاقد معها في دوامة، تنتهي بتهرّبها من أصحاب الشركات المتعاقد معها وما استفادتها إلّا بما قبضت بالدفعة الأولى من كلّ عقد مع كل شركة وهكذا.

فيعتبرها كاتب المقال مثالاً عن أنّ أخطر أنواع الذكاء وهو الذكاء الفنّي الذي يتحوّل إلى انتهازي أو استراتيجي مقعر، يحوّل صاحبه من تاجر إلى مقامر غبيّ مُدّعٍ أنه شاطر.

وتذكّرني القصة بالشخصيات التي باعت تراب وطنها بفترة مراهقتها والتي نراها اليوم كالمُراهِقة المُرهِقة المُرهَقة.

ريم شيخ حمدان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى