مختصر مفيد
مختصر مفيد
تغيرت قواعد الحرب «الإسرائيلية»
لم تتغيّر قواعد الردع بين «إسرائيل» والمقاومة بما يتيح لـ«الإسرائيليين» التفكير في خوض حرب، فلا شروط خوض «إسرائيل» للحرب صارت أفضل ولا المقاومة فقدت شيئاً من عناصر قوتها، بل زادت إليها الكثير.
رغم أن كل حرب مقبلة معرّضة للتحول حرباً متعددة الجبهات والأطراف، ورغم أن الحرب على جبهة واحدة كانت مستحيلة، فالحرب تبدو ممكنة اليوم.
القضية أن «إسرائيل» تنظر للآتي أولاً، فترى أنه إذا كان لا بد من خوض حرب، فإن ظروف الحرب تزداد سوءاً كلما تقدم الزمن وليس في الأفق ما يقول إن الآتي سيكون أفضل يوماً.
والقضية أن الحشد الدولي المحيط بأي حرب موجود اليوم كضمان لمنع توسّعها، لكنه سيغادر غداً وسيكون خطر بلوغ طريق اللاعودة حتمياً. وهذا معنى النظرة «الإسرائيلية» الواقعية للوجود الروسي والأميركي في الجوار بعيداً عن المواقع السياسية لكل منهما وحدود قدرته على التدخل لحمايتها كحال أميركا، أو خشيتها من وجوده كحليف لخصومها كحال روسيا. فهذا الوجود وفقاً للنظرة «الإسرائيلية» عنصر ردع لها ولخصومها لمنع توسّع الحرب هي مَن يحتاجه.
والقضية أن المدخل المتاح اليوم للحرب قد لا يتكرّر تحت عنوان البدء بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه المتجاورة مع لبنان والانطلاق من نزاع مائي ونفطي على أهميته بذاته يمنح الفرصة لتبرير تصعيد يصل لحرب ويرتبط وقفها بحل النزاع.
إن ترك الفرصة تمرّ سيعني تثبيت معادلة الردع على سوق النفط والغاز وترسيم حدود الثروات مع لبنان بلغة تبدو أقرب للاستسلام من جانب «إسرائيل»، فتزداد نتائجها المدمّرة على صورة القوة وموازينها أكثر وتصير صعبة إثارة الأمر بعد تكريس سوابق معاكسة فيه.
إن ما تسمّيه «إسرائيل» مصانع الصواريخ الدقيقة التي تقول إن إيران تبنيها لحساب المقاومة بين لبنان وسورية يتكامل مع الحملة الأميركية الأوروبية المنسقة تحت عنوان البرنامج الصاروحي الإيراني ومساعي تقييده كشرط لمواصلة تطبيق التفاهم النووي.
الحرب التي يجري الحديث عنها هي حرب تحت السيطرة تفتح باب تسجيل النقاط واختبار الموازين ويمكن التحكم بعدم توسّعها بتدخل دولي عاجل.
ناصر قنديل