من دفاتر الذكريات

من دفاتر الذكريات

صباح الخير لبيوتنا العتيقة. صباح الخير لجداتنا وأجدادنا وأمهاتنا وأبائنا. صباح الخير لكلّ بعيد عن قريته يحلم بالعودة ليسند ظهره على تلك الحجارة ويسمع نبضها ويتأكد أن حتى الحجارة في قرانا تنبض حباً واشتياقاً.

صباح الخير لكلّ جندي يشتاق لفوضى منزله، لمشاكله الصغيرة مع أخواته وعائلته، لكل صغيرة وكبيرة في حياته قبل الحرب.

صباح الخير لعاشق لا يزال يكتب اسم حبيبته على جذوع الحور العتيق. ولا يزال يخطّ لها ببراءة قصائد الغزل على ورقة صغيرة يرميها لها على شرفتها.

صباح الخير لمن لا يزال يرى في طبق القشّ وخبز التنور واجتماعات الأحبة والكثير من الأشياء البسيطة الثروة الكبرى.

صباح الخير لمن لا يزال يرى سورية الوطن الأجمل رغم كلّ الدمار والخراب ولكلّ من يقاتل ليُصبح سلامها حقيقة وليس حلماً.

صباح الخير لكلّ من نسي مصلحته وتذكّر فقط أن وطنه الآن بحاجته ومصلحته هي الأهم.

صباح الخير لكلّ من يحتاجها. لكل وحيد يشعر بالغربة، والألم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى