الخطيب: للجم القيادات الأمنية مواقف السياسيين المثيرة للغرائز
اعتبر أمين عام «جبهة البناء اللبناني» ورئيس «هيئة مركز بيروت الوطن» الدكتور المهندس زهير الخطيب أن «التصريحات المسرّبة ومواجهات الشوارع التي تلتها خلال الأسبوع الماضي، كشفت أن المواطنة والانتماء للمجتمع الواحد لا تزال بعيدة عن ثقافة اللبنانيين، خصوصاً لدى بعض السياسيين منهم حتى بعد 27 عاماً على إقرار اتفاق الطائف كصيغة لإنهاء الحرب الأهلية، وبخطوات لا تزال تنتظر التنفيذ لنقل اللبناني من أولوية الانتماء للوطن قبل الطائفة والعشيرة أو التيار السياسي».
أضاف في بيان «وفي هذه الحالة الخطيرة إدانة للحكومات المتعاقبة. كما لا يمكن تبرئة العهد الحالي لانعدام السياسات والخطوات الجدية التي أملها اللبنانيون لتوحيدهم ثقافة وجغرافيا ومجتمعاً».
وأسف الخطيب «لنهج المزايدات الانتخابية القصيرة النظر بالعودة إلى مصطلحات غير مبررة بدت كالتفاف على، أو انتقاص من دستور الطائف، إما بتفلسف لغوي لبنوده أو بشعارات تثير الهواجس الطائفية عند تحجيم الرئاسات بإخراجها من رمزيتها الجامعة، وكذلك عند المناداة بحقوق إضافية لطائفة تحوز على المواقع الحساسة، بينما يعطل متزعموها حاجات المؤسسات لعناصر وكفاءات، ودائماً بحجة عدم المناصفة في وقت يعلم المعطّلون أن العدد الفعلي والمستوى الطبقي لمكوّنهم الاجتماعي، لا ولن يسمح عملياً بتحقيق المناصفات التي يطالبون بها. هذا في وقت يتمنّعون أنفسهم عن تحقيقها للمكوّنات الأخرى في المواقع والمؤسسات التي يديرونها».
وتساءل الخطيب «بعدما شاهد الرأي العام السلاح الفردي بأيدي الجميع، ما إذا كانت الخلايا النائمة وسلاح الزواريب المتفلت حكراً على منتسبي طائفة دون أخرى. وهذا سيستدعي مراجعة القضاء والأجهزة الأمنية والإعلام لما يصور غالباً بأن الخلايا النائمة حصراً في البيئات الإسلامية وبالتالي السعي الجدي لإصدار الأحكام في جميع قضايا الموقوفين الإسلاميين كأولوية وطنية».
ودعا قيادات الأجهزة الأمنية «التي تسهر على حماية السلم المجتمعي وتتحمّل مسؤولية الاستقرار الوطني، إلى أن لا تحجم عن لجم مواقف السياسيين استباقياً، أياً تكن مواقعهم ومهما كانت حصاناتهم عندما تشكل تصريحاتهم أو تحركاتهم إثارة للغرائز وإيقاظاً للهواجس، ما قد يتسبّب بما شهده لبنان خلال الأسبوع الماضي، لأن انتظار التداعيات قبل التدخل، قد يؤدي حكماً إلى أوضاع لا يمكن التحكم بها في مرحلة يترقب فيها لبنان نقل مؤامرة الفوضى البنّاءة إلى داخله، وعدواناً إسرائيلياً جديداً على أكثر من قطاع».