روحاني: لسنا بحاجة لإجراء مباحثات حول تعزيز قدراتنا
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني «إنّ بلاده ليست بحاجة لإجراء مباحثات حول تعزيز قدراتها»، مشيراً إلى أنّ «على الإيرانيين أن يكونوا أقوياء، وأن يعززوا قدراتهم الدفاعية ما دامت التهديدات مستمرة ضدّهم».
وقال روحاني في كلمة له خلال افتتاح عشرة مراكز ثقافية ومتاحف حول الدفاع المقدّس «يجب أن نكون أقوياء إلى الحدّ الذي نسلب فيه الجرأة من العدو»، مشيراً إلى أنّ «إيران تعزز قدراتها من أجل الردع الذي هو السلام».
وتابع الرئيس الإيراني «سوف نصنع أيّ سلاح وبالكميات التي نريدها للدفاع عن بلادنا في إطار القوانين وفتوى قائد الثورة ولا نسعى إلى السلاح النووي، لأنّ فتوى القائد والقوانين الدولية لا تسمح بذلك».
واعتبر روحاني «أنّ الجميع يهدّد بعضه بعضاً في العالم اليوم، ومن المستبعد أن يصل الجميع إلى لحظة تكون فيها الأمور هادئة ولا يهاجم أحد أحداً»، مضيفاً «أنّ أميركا تهدّد اليوم روسيا بسلاح نووي جديد، في حين أنها تقول إنّ الأسلحة النووية مناقضة للقوانين الدولية ولا يجب لأيّ دولة استخدامها لكنها تملكها لاستخدامها أو للتهديد بها». وذلك بعدما نشرت واشنطن وثيقة تتضمن الخطوط العريضة لخطة تعزيز قدراتها النووية.
وأضاف روحاني في خطاب تلفزيوني أمس: «الأشخاص انفسهم الذين من المفترض أنهم يعتقدون أن استخدام أسلحة الدمار الشامل جريمة ضد الإنسانية.. يتحدثون عن أسلحة جديدة لتهديد منافسيهم بها أو لاستخدامها ضدهم».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حذّر في وقت سابق على حسابه في «تويتر» من أن الوثيقة الأميركية تهدّد «بجعل البشرية أقرب إلى الفناء».
وركزت العقيدة الأميركية النووية الجديدة على روسيا بشكل أساسي، باعتبارها «تعمل على تحديث وتوسيع قدراتها النووية وغيرها من الأنظمة الاستراتيجية»، ما يؤكد «عزمها على العودة إلى مجابهة القوى العظمى»، بحسب مسؤولين أميركيين، غير أنّ الوثيقة ذكرت كذلك الصين وإيران وكوريا الشمالية.
وأعربت الخارجية الروسية عن «خيبة أملها العميقة إزاء التوجّه المعادي لروسيا الذي اتسمت به العقيدة النووية الأميركية الجديدة»، مؤكدة أنّ «التهم المنسوبة لروسيا لا تمتّ للواقع بصلة».
وأول أمس أكّد الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «أنّ طهران لن تسمح لأيّ أحد بالتدخل في القضايا الدفاعية لها»، وأضاف «أنّ دولاً كثيرة باتت مؤمنة بأنه لا يمكن الثقة بأميركا في ما يخصّ تعهداتها الدولية والثنائية».
على صعيد آخر، قال وزیر الدفاع الإيراني أمیر حاتمي «إنّ الولايات المتحدة تحاول إنقاذ عناصر داعش من الهلاك الذي ألمّ بهم في سوریة والعراق ونقلهم إلى أفغانستان».
وأتت تصريحات حاتمي أمس، خلال محادثات هاتفیة أجراها مع نظیره الأفغاني طارق شاه بهرامي، استعرض خلالها الجانبان الأوضاع الأمنیة في أفغانستان وأكدا على «ضرورة المكافحة الحقیقیة للإرهاب في المنطقة».
وقال حاتمي خلال المحادثة «إنّ الإدارة الأميركية زرعت داعش في المنطقة لتمریر مخططاتها في سوریة والعراق، إلا أنها وبعد هزیمة التنظيم هناك، تحاول إنقاذ داعش ونقل عناصره إلى أفغانستان، كي تبرّر وجودها في هذا البلد بذريعة مكافحة التنظیم الإرهابي».
وأعرب حاتمي عن اعتقاده بأنّ «إحلال الأمن في أفغانستان رهن بالنهج الإیجابي لدول المنطقة»، مؤكداً في هذا الصّدد «ضرورة استثمار الطاقات المشتركة لدول المنطقة كافة للتصدي للإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار في أفغانستان».
بدوره أشار وزیر الدفاع الأفغاني إلى «وجود أكثر من 20 جماعة إرهابیة في أفغانستان حالیاً»، منوّهاً بأنّ «إطلاق العنان لهذه الجماعات الإرهابیة من شأنه تهدید المنطقة وخلق أزمات حادة فيها»، وأكد «ضرورة التعاون المشترك لسائر دول الجوار حتى القضاء التام على الإرهاب».