بيونغ يانغ: تصريحات وزير الدفاع الكوري الجنوبي «محاولة لإحباط» المحادثات وخطاب ترامب يشكّل ذروة الغطرسة والتعسف..
وجّهت كوريا الشمالية، أمس، انتقاداً لاذعاً لوزير الدفاع الكوري الجنوبي «سونغ يونغ مو»، متهمة إياه بـ «محاولة إحباط الانفراج الحاصل بين الكوريتين».
ووصفت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم، سونغ بـ «الخروف الأجرب والخائن»، مشيرة إلى أنّ «تصريحاته المتعلقة بالسلاح النووي ضدّ بيونغ يانغ، تفسد المناخ صعب المنال لتحسين العلاقات بين الجارتين».
وقالت الصحيفة: «ذلك العمل الطائش الصادر عن سونغ النابع من كراهية وعداء متأصلين تجاه بلادنا، قد يُحبط جهود تحسين العلاقات بين الكوريتين».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ «سونغ، قال في وقت سابق إنه إذا استخدمت كوريا الشمالية أسلحة نووية ضدّ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، فإنها ستُمسح من على وجه الأرض».
وتشهد العلاقات بين الكوريتين تعاوناً فيما يخصّ الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستعقد في «بيونغ شتانغ» الأسبوع المقبل، إلا أنّ كوريا الشمالية حذرت مراراً من «محاولة واشنطن وبعض وسائل الإعلام والسياسيين المحافظين في سيول، من محاولة تخريب جهود السلام التي يبذلها الجانبان».
من جهتها، أفادت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية بأنّ «الرئيس الفخري لكوريا الشمالية كيم يونغ – نام سيحضر فعاليات الأولمبياد الشتوي المزمع في سيول في التاسع من شباط الحالي».
وأكدت الوزارة أنّ «رئيس مجلس الشعب الأعلى الكوري الشمالي سيصل الجمعة المقبل إلى العاصمة سيول على رأس وفد رفيع يتكون من 22 عضواً، في زيارة تستغرق 3 أيام».
وتبدأ الألعاب الأولمبية الجمعة المقبل، وتنتهي يوم 25 شباط الحالي، وتأمل حكومة سيول في عقد محادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين.
من جهة أخرى، دانت كوريا الشمالية أمس، الخطاب حول الاتحاد الذي وصفها فيه دونالد ترامب بأنها «دكتاتورية قاسية»، معتبرة أنّ هذه التصريحات تشكل «صرخة ذعر» أطلقها رئيس أميركي يخشى «قوة» بيونغ يانغ.
وقال ترامب الأربعاء الماضي في الكونغرس «ما من نظام قمع شعبه بوحشية مماثلة لوحشية دكتاتورية كوريا الشمالية»، مضيفاً أنّ «سعي كوريا الشمالية الخطر للحصول على صواريخ نووية يمكن أن يشكل في القريب العاجل تهديداً لأراضينا. نخوض حملة ضغط قصوى لتفادي حصول هذا الأمر».
وقد أعلنت كوريا الشمالية في تشرين الثاني أنها «قوة نووية» بعدما أجرت تجربة على صاروخ بالستي عابر للقارات قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية.
فيما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، «أنّ خطاب الرئيس الأميركي يشكل ذروة الغطرسة والتعسف».
وأضاف أنّ «ترامب تحدث أيضاً عن ضغوط قصوى على بلادنا، في تشهير خطير بنظامنا الاجتماعي الرفيع الذي يتمحور حول الشعب».
وأكد البيان «لكنها ليست سوى صرخات ذعر حيال قوة كوريا الشمالية التي حققت هدفها التاريخي الكبير بأن تصبح دولة نووية».
وخلص المتحدث الكوري الشمالي إلى القول «إذا لم يتخلص ترامب من وجهات نظره التي عفا عليها الزمن، فستؤدي إلى تزايد التهديدات الخطرة على مستقبل الولايات المتحدة وأمنها».
على صعيد آخر، قرر أعضاء مجلس نواب في البرلمان الياباني، التدرب على عمليات الإجلاء على خلفية التجارب الصاروخية التي تنفذها كوريا الشمالية المجاورة.
وقالت قناة إن اتش كي التلفزيونية، «إنه يجري حالياً وضع تعليمات إجلاء أعضاء البرلمان في حالة الطوارئ».
وهذه الحالة تفرض على جميع النواب البالغ عددهم 465 مغادرة مبنى البرلمان فور بدء عمل منظومة J-Alert التي تنذر بخطر سقوط صواريخ قد تتسبب بانهيار في المباني أو الإصابة بشظايا الزجاج المحطم.
وفي السابق تدرب أعضاء البرلمان على كيفية التصرف في حال وقوع هزات أرضية وزلازل قوية وكانت التعليمات تفرض عليهم ارتداء الخوذات الواقية والبقاء في قاعة الجلسات.
وتشهد شوارع طوكيو والمدن اليابانية الأخرى، منذ فترة، إجراء تمارين على كيفية التصرف لدى سقوط صواريخ كورية شمالية.
ومن المعروف أن بيونغ يونغ تنفذ منذ سنوات بشكل دوري تجارب إطلاق صواريخ تحلّق فوق اليابان ويسقط بعضها في المياه الإقليمية اليابانية.